لماذا تشتري الدول السلاح؟
لحماية أمنها القومي، والدفاع عن أراضيها،
وصد أي اعتداء على حدودها، والبقاء في حالة جاهزية عسكرية دائمة وتفعيل سياسة
الردع الاستراتيجي تجاه اعداء الوطن.
لماذا يشتري السيسي السلاح؟
لترسيخ أركان حكمه وكسب شرعية متجددة، وخطب
ود الدول الغربية، ورشوة المجتمع الدولي لغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان.
مصر المأزومة اقتصاديا، المديونة خارجيا
بأكثر من 150 مليار دولار، المرهونة لقرارات وشروط صندوق النقد الدولي، التي يعاني
ثلث سكانها من الفقر وقلة ذات اليد، يعقد السيسي باسمها
صفقة طائرات جديدة وضخمة
ولكن هذه المرة من
الصين.
منتصف يوليو الماضي سافر الفريق محمود فؤاد
عبد الجواد قائد القوات الجوية المصرية إلى بكين ليلتقي بنظيره الصيني تشانغ دينغ
تشيو في لقاء أبرزته وسائل الإعلام المصرية والصينية تحت عنوان بحث سبل التعاون
العسكري بين البلدين ولكن يبدو أن الأمر كان يتعلق بصفقة سلاح كبيرة.
موقع الدفاع العربي أشار إلى أن هذا اللقاء
كان لمناقشة صفقة طائرات صينية جديدة تحاول مصر أن تنهيها قريبا، الصفقة تتعلق
بشراء مصر لعدد 12 طائرة من طراز J-10C و J-31.
الطائرة الأولى تروج لها الصين بأنها فخر
صناعة المقاتلات الصينية لخفة حركتها وتجهيزها بأحدث التقنيات وقد دخلت الخدمة في
سلاح الجو الصيني عام 2017 ولكن اللافت أن المشتري الوحيد لتلك الطائرات هي دولة
باكستان.
أما الطائرة J-31 فيطلق عليها الطائرة الشبح الصينية وتقول
الصين عنها أنها صنعت خصيصا لمواجهة الطائرة الشبح الأمريكية والتي تمتلكها
إسرائيل أيضا.
تكلفة الطائرة الواحدة يتراوح ما بين 65 إلى
70 مليون دولار ما يعني أن شراء السيسي لعدد 12 طائرة من هذا النوع من الصين قد
يكلف الخزينة المصرية ما يقارب 780 مليون دولار.
لم تنته القصة هنا وإنما امتدت لتشمل صفقة
طائرات أخرى أعلن عنها موقع The
Tactical Report في تقريره منذ أيام حين أشار إلى أن مصر تتفاوض مع الصين
لشراء 15 طائرة صينية من طراز J-20.
بدأت المفاوضات بين مصر والصين حول هذه
الصفقة عام 2019 واستمرت منذ ذلك الحين ثم زادت وتيرة المحادثات مرة أخرى عام 2022
خاصة مع التأخير الذي واجهته مفاوضات مصر مع شركائها الأوروبيين والأمريكيين
للحصول على طائرات مقاتلة متقدمة حربيا.
على الحدود الشرقية مع قطاع غزة ، تعبث إسرائيل بالسيادة المصرية ، انتهكت اتفاقية السلام مع مصر وسيطرت على محور فلادلفيا ونشرت قواتها ولواءاتها ومدرعاتها في الشريط الحدودي في مخالفة صريحة لاتفاقية كامب ديفيد ولم يحرك السيسي جنديا واحدا أو يصدر تصريحا واحدا يعترض به على ما فعلته اسرائيل.
سعر الطائرة الصينية J-20 يتراوح ما بين
100 و 120 مليون دولار ما يعني ان شراء مصر لعدد 15 طائرة من هذا النوع سيكلف
خزينة الدولة المصرية ما يقارب مليار و 800 مليون دولار.
إذا ما جمعنا إجمالي الصفقتين معا ستكتشف أن
السيسي المأزوم اقتصاديا الفقير أوي سيشتري من الصين 27 طائرة مقاتلة بأجمالي 2.5
مليار دولار ما يساوي وفقا لسعر الدولار اليوم أمام الجنيه في البنك المركزي 125
مليار جنيه مصري.
لن أسأل هنا من أين سيأتي السيسي بتلك
الأموال ، ولن أسأل أيضا عن ما يمكن أن تفعله 125 مليار جنيه في قطاعات مدمرة في
مصر مثل التعليم والصحة وبناء المدارس والمستشفيات ورفع رواتب الأطباء بدلا من
هروبهم وتعيين المعلمين في المدارس التي تعاني عجزا وصل إلى نصف مليون معلم في
المدارس المصرية.
لن أسأل عن مصيبة أن يشتري السيسي تلك
الطائرات بقروض صينية ثم لا يستطيع سدادها في الموعد المحدد فيقع فريسة في فخ
الديون الصينية المخفية التي تستطيع الصين من خلاله السيطرة على أصول استراتيجية
للدول المدينة لها والتي تتخلف عن السداد وهو ما فعلته في سيرلانكا وزامبيا وعدد
ليس بالقليل من الدول الأفريقية.
لن أسأل عن كل ذلك وإنما سأسأل سؤالا واحدا،
لماذا يشتري السيسي هذه الطائرات؟
على الحدود الشرقية مع قطاع غزة ، تعبث
إسرائيل بالسيادة المصرية ، انتهكت اتفاقية السلام مع مصر وسيطرت على محور
فلادلفيا ونشرت قواتها ولواءاتها ومدرعاتها في الشريط الحدودي في مخالفة صريحة
لاتفاقية كامب ديفيد ولم يحرك السيسي جنديا واحدا أو يصدر تصريحا واحدا يعترض به
على ما فعلته اسرائيل.
بل الأكثر من ذلك أنه أطلق أذرعه الإعلامية
لتعلن أن مصر ليس لديها الحق في محور فلادلفيا وأنه شان داخلي فلسطيني ولا علاقة
له بسيادة أو حدود أو اتفاقية سلام.
الرجل يشتري سلاحا بأموال ليست له، تستبيح إسرائيل السيادة فلا يتحرك، تعبث دول الإقليم بالأمن القومي المصري فلا يتكلم.. فليخبرنا أحدهم إذا: لماذا يشتري السيسي هذه الطائرات من الصين؟
سيطرت إسرائيل على معبر رفح وأحرقته ورفعت
علمها عليه ، قتلت جنودا مصريين داخل رفح المصرية، جلس نتنياهو على بعد أمتار من
الحدود المصرية واضعا قدما فوق الأخرى في وجه السيسي، فلم يحرك السيسي ساكنا.
على الحدود الجنوبية تعبث الإمارات بمصير
السودان، تدعم الدعم السريع بالمال والسلاح، تمكن ميليشيا مسلحة من دولة هي عمق
الأمن القومي والمائي لمصر فلا يحرك السيسي عسكريا واحدا أو يطلق تصريحا يليق
بالخطر الداهم.
غربا، يعبث حفتر بمصير ليبيا على حدود مصر
فيستقبل مدبولي رئيس الحكومة الجديدة المدعومة من حفتر، يحرك حفتر جنوده فلا يتحرك
السيسي.
الرجل يشتري سلاحا بأموال ليست له، تستبيح
إسرائيل السيادة فلا يتحرك، تعبث دول الإقليم بالأمن القومي المصري فلا يتكلم.. فليخبرنا
أحدهم إذا: لماذا يشتري السيسي هذه الطائرات من الصين؟