نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية
تقريرا، تحدثت فيه عن الهجمات الإيرانية على القواعد العسكرية الإسرائيلية الثلاثاء الماضي، حيث تم استهداف القاعدة الجوية "نيفاتيم" التي تعتبر من الأكبر في دولة
الاحتلال.
وذكرت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن معلومات استخباراتية مفتوحة المصدر أكدت استهداف إيران قواعد جوية، لا سيما قاعدة نيفاتيم الجوية التي تعرضت لقصف بحوالي ثلاثين صاروخا.
والثلاثاء الماضي، أطلقت إيران 180 صاروخا ضد الدولة اليهودية، التي قال رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إن طهران "ارتكبت خطأ كبيرا وستدفع الثمن".
ويدعي الجيش الإسرائيلي وحلفاؤه، خاصة الأمريكيين، أنهم اعترضوا معظم المقذوفات، لكن بعضها تمكن من الإفلات من نظام الدفاع الجوي المتطور متعدد الطبقات، علما بأنه يتم استخدام أبحاث استخباراتية مفتوحة المصدر لتحديد الأهداف التي ضربتها طهران.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الثلاثاء تعرض قواعد عسكرية للقصف، أهمها قاعدة نيفاتيم الجوية، وهي واحدة من أكبر القواعد الجوية الإسرائيلية، المعروفة بإيواء مقاتلات الشبح من طراز إف-35 التابعة للأسراب 116 و117 و140، وتقع في صحراء النقب جنوب البلاد.
وتؤكد مراجعة سجلات الطيران عبر موقع adsbexchange المستقل أن القوات الجوية الإسرائيلية قد أخلت طائرتين على الأقل من طراز سي-130 وناقلة من طراز بي 707 قبل الضربات الإيرانية، وبالتالي لم يتم استهدافها. ولا تستطيع صحيفة لوفيغارو تأكيد مغادرة طائرات إف-35، لكن دروع ملاجئها تحميها من معظم الصواريخ، ما يعني أنه من غير المحتمل أن تكون قد تعرضت لأضرار.
وفي الساعة 7:04 مساء يوم 1 تشرين الأول/ أكتوبر، نُشر مقطع فيديو يثبت وجود قصف صاروخي كبير للدفاع الجوي الإسرائيلي بالقرب من قاعدة نيفاتيم، لكن العديد من الصور التي تم تحديد موقعها الجغرافي وتوقيتها تُظهر تأثير عدة ضربات على الجزء الجنوبي من القاعدة.
وتُظهر صورة التقطها قمر صناعي تابع لشركة بلانيت لابس، واطلعت عليها صحيفة لوفيغارو، على وجه الخصوص، حظيرة طائرات بها فتحة ارتطام في السقف يمكن أن تؤوي قاذفات مقاتلة.
وفي وقت لاحق من اليوم، نشر الباحث جيفري لويس، الأستاذ في معهد ميدلبوري، صورة جديدة لـ ”بلانيت لاب“ تُظهر قاعدة نيفاتيم نفسها، ولكن على نطاق أصغر: هذه المرة، يظهر الجزء الشمالي من الموقع أيضًا.
ويمكن للأكاديمي أن يرى 32 تأثيرًا مختلفًا (بالإضافة إلى تلك التي سبق تفصيلها في الجنوب)، دون أن يكون من الممكن تمييز الأضرار الناجمة بوضوح، وقد تكون قاعدة تساهل الجوية الأخرى قد ضُربت أيضًا.
وتُظهر عدة صور سقوط صواريخ بالقرب من تل نوف، على بعد 20 كيلومترًا جنوب تل أبيب، لكن لا يمكن التأكد من ذلك.
وقد شوهدت مؤخرًا طائرات مقاتلة من طراز إف-15 في مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي. وقد نفذت هذه الطائرات غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن. على خرائط غوغل، تظهر القاعدة مغطاة جزئيًا بسحابة وظلها، ما أدى إلى ظهور نظريات مؤامرة مجنونة على الشبكات الاجتماعية. مع ذلك، ليس من غير المعتاد أن تمنع السحابة رؤية أفضل للأقمار الصناعية.
ووفقا للمعلومات المتوفرة من المصادر المفتوحة، يبدو أن معظم الضربات الصاروخية والأضرار التي لحقت بها تركزت في نيفاتيم في هذه المرحلة.
وقد حذر مصدر عسكري لصحيفة "لوفيغارو" يوم الأربعاء: "ربما أرادوا ضرب قواعد إف-35 الإسرائيلية تحسبًا لردها". وتعتمد إسرائيل على تفوقها الجوي لضرب عمق أراضي العدو. ولتحقيق هذه الغاية، لديها 50 طائرة من طراز إف-35 معدلة بتكنولوجيا محلية.
وهي أهداف مثالية لإيران، التي حاولت بالفعل ضربها في 14 نيسان/ أبريل بإرسال 330 صاروخاً، بما في ذلك صواريخ باليستية. ورداً على ذلك، استهدفت إسرائيل عدة مواقع، بما في ذلك رادار للدفاع الجوي يحمي مصنع نطنز لتخصيب اليورانيوم، ما يدل على قدرتها على توجيه الضربات.
وفي تصريح له، قال الجيش الإسرائيلي إن "الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني الليلة لم يكن له أي تأثير عملياتي على سلاح الجو الإسرائيلي وضرباته الجوية المستمرة ضد أهداف إرهابية في قطاع غزة ولبنان". وعلى الرغم من أنه لم يكن من الممكن تأكيد هذه المعلومات بشكل مستقل، تدعي إيران أنها ألحقت "أضرارًا كارثية" بقاعدة نيفاتيم الجوية.