سياسة عربية

قصة أمريكي لبناني ذهب لمساعدة الجرحى فاغتالته غارة إسرائيلية

الغارات الإٍرائيلية أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 1600 شخص- الأناضول
قرر الأمريكي من أصل لبناني، كمال أحمد جواد، قضاء فترات طويلة في مسقط رأسه جنوب لبنان، متحديًا المخاطر لمساعدة المحتاجين والنازحين من الحرب، رغم استقراره في مدينة ديربورن بميشيغان الأمريكية، حيث عاش حياة مليئة بالعطاء، رغم الظروف الصعبة التي مر بها.

ويعرف جواد بروحه الإنسانية والتزامه بمساعدة الآخرين، حيث ساهم في دعم المحتاجين خلال الأزمات، وسدد ديون الفقراء، مقدماً العون لكبار السن والجرحى الذين لم يتمكنوا من الفرار من الأوضاع الصعبة، والنازحين.

بحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز، قُتل كمال في غارة جوية إسرائيلية على مسقط رأسه في جنوب لبنان في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الحالي. كان يتحدث مع ابنته نادين عندما بدأت الغارات، وفي لحظة مأساوية، نهض بعد انفجار إحدى الضربات، ليخبرها بأنه يحتاج لإنهاء صلاته قبل أن يعود لمساعدة الآخرين. 

وقالت الصحيفة إنه "بشكل مأساوي لم يستطع كمال النجاة من الغارات، وتوفي صباح ذلك اليوم، تاركًا وراءه إرثًا من الإنسانية والتفاني".


ووصفته نادين بأنه لم يكن يخاف، وكان يثق في رسالته المتمثلة في مساعدة الآخرين، الغارة التي استشهد فيها كمال كانت جزءًا من حملة إسرائيلية موسعة أسفرت عن مقتل وتهجير آلاف اللبنانيين، لكن ما يميز قصة كمال هو التزامه بالبقاء بجانب من لا يملكون خيار الهروب.

على الرغم من أن كمال كان بإمكانه العودة إلى الولايات المتحدة، فإنه فضّل البقاء في لبنان، قريبًا من مستشفى النبطية، لدعم المحتاجين والجرحى الذين لم يتمكنوا من المغادرة.

ووصفه صديقه حسين مكي بأنه "أب أسطوري"، رجل لم يترك أصعب الظروف تثنيه عن مساعدة الناس. ورغم أنه كان بإمكانه النجاة، فإن التزامه بأرضه وبشعبه كان أقوى من أي تهديد.


قبل وفاته، أرسل كمال رسالة صوتية مؤثرة لأطفاله، حثهم فيها على مواصلة مساعدته للفقراء. هذه الكلمات الأخيرة تعكس إنسانية كمال، التي لم تنكسر رغم كل شيء.

والغارة التي أدت إلى وفاة كمال كانت جزءًا من حملة عسكرية إسرائيلية واسعة ضد حزب الله، حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1600 شخص وتهجير أكثر من 1.2 مليون آخرين، وفقًا للسلطات المحلية. وعلى الرغم من إمكانية عودته إلى الولايات المتحدة، قرر كمال البقاء بالقرب من المستشفى الرئيسي في النبطية لمساعدة كبار السن والجرحى الذين لم يستطيعوا الفرار بسبب الأوضاع المالية.