حقق المرشح
الجمهوري دونالد
ترامب فوزًا كبيرا في انتخابات 2024 الرئاسية الأمريكية، ليعود
إلى سدة الحكم للمرة الثانية بعد مغادرته في 2020، مقدما وعودا كبيرة لنيل أكبر مساحة من الأصوات.
ومن ضمن تلك
الشرائح يحتفظ المسلمون والعرب بقوة تصويتية يسعى كل مرشح لاستقطاب أصواتها بكل
الوعود الممكنة سواء الوعود الداخلية التي تمس حياتهم في المجتمع الأمريكي أو
القضايا التي تهمهم في الشرق الأوسط وعلى رأسها العدوان على غزة والتي دخلت عامها
الثاني وسط صمت وعجز عالمي لوقف نزيف الدماء الفلسطيني.
وفي حملته
الانتخابية لعام 2024، استمر دونالد ترامب في تقديم وعود للجاليات المسلمة
والعربية في الولايات المتحدة، على الرغم من أن موقفه من
المسلمين والعرب في
حملاته السابقة كان مثيرًا للجدل، خاصة بسبب تصريحاته التي اعتبرت معادية للإسلام
والعرب، مثل دعوته لحظر دخول المسلمين إلى أمريكا في عام 2016، مع ذلك، في عام
2024، حاول ترامب تعديل خطابه ليبدو أكثر توافقًا مع الجاليات المسلمة والعربية في
إطار سعيه لكسب أصواتهم.
وعد غامض
ورغم وعد ترامب بوقف العدوان على غزة، ولكن هذا الوعد يظل مشوبًا ببعض الغموض بشأن تفاصيله وتنفيذه، وقد يكون
مشروطا بسياسات أخرى تهدف إلى دعم الاحتلال الإسرائيلي، ولذا يمكن أن يكون غير
قادر على تحقيقه.
القضية
الفلسطينية
لم يكن هناك وعد
واضح من ترامب في حملته 2024 حول القضية الفلسطينية بشكل مباشر، لكن في خطابه
الانتخابي، أكد على ضرورة دعم أمن الاحتلال وأنه سيواصل الوقوف إلى جانب حلفاء
أمريكا في الشرق الأوسط، وفي سياق ذلك، وعد بتوسيع نطاق التعاون بين الولايات
المتحدة والدول العربية التي أبرمت اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال.
وخلال فترة حكمه
الأولى، اعترف ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية
إليها، مما أثار انتقادات كبيرة من الفلسطينيين والجاليات العربية والمسلمة في
الولايات المتحدة، لكن ترامب استمر في دعم حلفائه في المنطقة، بما في ذلك السعودية
والإمارات، وتجاهل بشكل كبير القضايا الفلسطينية.
التطبيع وصفقة
القرن
ويظل ترامب
متمسكًا بتوجهات سياسية أكثر استفزازية من خلال دعم سياسات حكومة الاحتلال
الإسرائيلي، بما في ذلك استكمال بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وكذلك التمسك
بـ "صفقة القرن" التي قدمها في ولايته
الأولى متجاهلا بشكل كبير القضايا الجوهرية للفلسطينيين.
الضغط على الدول
العربية
وقال ترامب إن
الاتفاقات التطبيعية بين الدول العربية وإسرائيل ستكون جزءًا من حل النزاع في غزة،
لكنه لم يوضح بشكل قاطع كيف ستؤثر هذه الاتفاقات على الوضع الأمني في غزة، حيث أن
السلام طويل الأمد ما يزال بعيد المنال في ظل استمرار القتال.
وعود ترامب للناخبين
العرب والمسلمين
قدم ترامب
العديد من الوعود للناخبين العرب والمسلمين في محاولة كسب أصواتهم في الانتخابات
وهي:
تعزيز الأمن
الوطني وحماية الجاليات
وعد ترامب باستمرار
تقوية الأمن الوطني وحماية جميع الأمريكيين، بما في ذلك الجاليات المسلمة
والعربية، ضد أي تهديدات خارجية أو داخلية، مؤكدا في أكثر من مناسبة أنه سيستمر في
مكافحة الإرهاب والتطرف، وهو ما رآه بعض الناخبين المسلمين والعرب تطمينًا
لحمايتهم من الهجمات أو الإجراءات التمييزية.
وخلال فترة حكمه
السابقة، كان ترامب قد اتخذ إجراءات مشددة ضد الهجرة من بعض الدول ذات الأغلبية
المسلمة، وهو ما أثار قلق الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة، لكن في حملته
لعام 2024، حاول الإشارة إلى أن هذه السياسات كانت تهدف فقط لمنع
"الإرهابيين" وليس للتأثير على المسلمين بشكل عام.
حماية حقوق العرب والمسلمين في أمريكا
قال ترامب إنه
سيعزز حماية حقوق المسلمين والعرب في أمريكا، خاصة في مواجهة أي نوع من أنواع
التمييز أو العنف، وفي حملته لعام 2024، أشار إلى أن إدارته ستعمل على ضمان أن
الجاليات المسلمة والعربية لن تتعرض لأي هجمات عنصرية أو تمييزية.
واتسمت فترته
الرئاسية الأولى، بمعاناة المسلمين والعرب من التمييز، خصوصًا في أعقاب حظر السفر
الذي فرضه ترامب على بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، رغم ذلك، واصل ترامب الحديث
عن قضايا الأمن وعدم تمييزه بين المسلمين والإرهابيين في حملته لعام 2024، لكنه لم
يتخذ خطوات ملموسة لمعالجة التمييز المؤسسي ضد المسلمين.
تعزيز العلاقات مع الدول العربية
خلال حملته في
2024، شدد ترامب على أهمية تعزيز التحالفات مع الدول العربية والإسلامية في منطقة
الشرق الأوسط، وركز على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول العربية الغنية
بالنفط.
وأشار إلى أنه
سيبني على اتفاقات التطبيع، التي أبرمتها إدارته في
عام 2020، وأكد على
ضرورة دعم هذه الدول لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة، ولكن، لم تُترجم هذه
العلاقات بشكل ملموس إلى تغييرات في أوضاع الجاليات العربية والمسلمة في أمريكا
نفسها، خلال فترة حكمه الأولى.
السياسات المتعلقة بالهجرة
في حملته لعام
2024، وعد ترامب بتحسين سياسة الهجرة بحيث تضمن دخول الأشخاص الذين يخدمون مصالح
الولايات المتحدة فقط، وركز على الإجراءات الأمنية، ورغم تصريحاته المثيرة للجدل
حول الهجرة في الماضي، أكد في حملته أنه سيشمل المسلمين والعرب الذين يلتزمون
بالقوانين الأمريكية ويعملون في القطاعات الحيوية وأن تحذيراته تخص المهاجرين غير
الشرعيين.
وخلال فترة
رئاسته السابقة، كانت سياسات الهجرة التي طبقها ترامب قاسية، خاصة تجاه اللاجئين
والمهاجرين من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وهو ما جعل بعض المسلمين والعرب في
أمريكا يشعرون بالقلق من أن هذا الخطاب سيؤثر على فرصهم في الحصول على تأشيرات أو
فرص عمل.
خطاب الكراهية
ضد المسلمين
في إطار حملته
لعام 2024، قال ترامب إنه سيتخذ إجراءات ضد الخطابات التي تحض على الكراهية ضد
المسلمين، وأكد على أنه لن يسمح بإشاعة الكراهية ضد أي مجموعة دينية أو عرقية.
على الرغم من
هذه الوعود، واجه ترامب انتقادات كبيرة خلال رئاسته بسبب بعض تصريحاته التي
اعتبرها كثيرون متعاطفة مع خطاب الكراهية ضد المسلمين. على سبيل المثال، تصريحاته
التي كانت تتحدث عن الهجوم على المسلمين في فترة ما بعد 11 سبتمبر أو تغريداته
التي انتقدت بعض الجماعات المسلمة.
هل يصدق رؤساء أمريكا
في وعودهم الانتخابية للمسلمين والعرب؟
على مدار العقود
الماضية، استهدفت الحملات الانتخابية الأمريكية الناخبين العرب والمسلمين بشكل
متزايد، حيث ركز العديد من المرشحين على تقديم وعود تحاكي احتياجاتهم ورغباتهم بهدف
جذب أصواتهم.
وتنوعت الوعود ما
بين تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات العربية والمسلمة، والعدالة في
التعامل مع القضايا المتعلقة بالهجرة، فضلاً عن معالجة قضايا الشرق الأوسط، وعلى
رأسها قضية فلسطين ومع مرور الوقت، تكررت الوعود لكن في كثير من الحالات، لم يتم
تنفيذ هذه الوعود على أرض الواقع.
باراك أوباما
إغلاق
غوانتانامو
أعلن أوباما عند
توليه منصبه في عام 2009، أنه سيغلق معتقل غوانتانامو، حيث كان محتجزًا
حوالي 800 معتقل، وتعهد بذلك في أول يوم له في المكتب البيضاوي. بالرغم من
محاولاته لإغلاقه، ظل المعتقل مفتوحًا حتى نهاية ولايته في عام 2017، مع بقاء 41
معتقلًا في المنشأة.
تحسين العلاقات
مع العالم الإسلامي
وفي خطابه
الشهير في القاهرة عام 2009، أعلن أوباما عن رغبته في إعادة بناء العلاقات مع
الدول الإسلامية، ولكنه لم يحقق تغييرات ملموسة، حيث استمرت عمليات الطائرات بدون
طيار في مناطق مثل اليمن وباكستان، واستمرت التدخلات العسكرية الأمريكية في الدول
الإسلامية (مثل ليبيا وسوريا) ودعم الانقلاب العسكري في مصر.
إصلاح نظام
الهجرة
قدم أوباما مشروع قانون شامل للإصلاح
في عام 2013، والذي كان يهدف إلى توفير مسار للمهاجرين غير الشرعيين للحصول على
الجنسية. ورغم الدعم الكبير من بعض الأطراف، لم يتم تمرير القانون بسبب المعارضة
الشديدة من الجمهوريين.
استعادة حقوق
المسلمين
وعد أوباما بوقف
التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة، ولكن بعد انتخابات 2016، زادت معدلات
التمييز ضد المسلمين بشكل ملحوظ، حيث أظهرت التقارير زيادة بنسبة 67% في الحوادث
المعادية للمسلمين.
جو بايدن
خلال الحملة
الانتخابية عام 2020، وعد بايدن بتسريع عملية التجنس للمهاجرين. ومع ذلك، تم تأجيل
العديد من الإجراءات المتعلقة بالهجرة بسبب الجائحة والأعباء القانونية، مما جعل
العديد من المهاجرين ينتظرون فترات طويلة للحصول على الجنسية.
زيادة قبول
اللاجئين
في بداية توليه
الرئاسة في عام 2021، وعد بايدن بزيادة عدد اللاجئين المقبولين إلى 125,000 لاجئ،
لكن هذا الرقم لم يتحقق فعليًا، حيث تم قبول حوالي 11,000 لاجئ فقط في السنة
المالية 2022.
وتعهد بايدن
بإعادة تقييم السياسات التي تستهدف المسلمين، لكنه لم يتخذ خطوات واضحة نحو إصلاح
تلك السياسات حتى الآن، حيث استمرت بعض الممارسات التي تُعتبر تمييزية.
التصدي للتمييز
ضد المسلمين
وعد بايدن
بتقليل التمييز ضد المسلمين في الوظائف والفرص، ولكن معدلات التمييز والاعتداءات
على المسلمين ظلت مرتفعة، حيث سجلت جماعات حقوق الإنسان 335 حادثة معادية للمسلمين
في 2021.
توظيف المسلمين
في الحكومة
في عدة حملات
انتخابية، تم الترويج لزيادة تمثيل المسلمين في المناصب الحكومية، على الرغم من
بعض الخطوات الإيجابية، إلا أن التمثيل الفعلي ظل ضعيفًا، وفقًا لتقرير صادر عن "CAIR" في عام 2020، فإن نسبة المسلمين في
المناصب الحكومية لا تزال منخفضة جدًا مقارنة بنسبتهم في المجتمع الأمريكي.