حقوق وحريات

بصيص أمل لـ"المُعذّبين في أبو غريب".. هل ستعوّض أمريكا العراقيين؟

محمد: "احتجزت في السجن لمدة عام و4 أشهر دون أي سبب.."- جيتي
بعد أكثر من عقدين من تعرّض سجناء أبو غريب للتعذيب، أعاد قرار هيئة محلفين أمريكية بدفع تعويضات لثلاثة عراقيين تعرضوا للتعذيب فيه، الأمل إلى بقية السجناء العراقيين ممّن تعرضوا لسوء معاملة وتعذيب في السجن، إبّان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وأمرت هيئة محلفين فدرالية بولاية فرجينيا الأمريكية، شركة "كيسي بريميير تكنولوجي" المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية، بدفع مبلغ 42 مليون دولار، إلى ثلاثة عراقيين، بعدما رفع 3 مساجين سابقين دعوى قضائية ضد الشركة عام 2008.

إلى ذلك، أعاد قرار الهيئة الأمل من جديد للسجين السابق طالب محمد، بالحصول على تعويضات، إثر تعرضه لمختلف أنواع التعذيب على يد القوات الأمريكية، خلال احتجازه في سجن أبو غريب.

وقال محمد ذو 57 عاما، في حديث لوكالة "الأناضول"، إنه يعاني من صعوبة في المشي؛ بسبب الصدمات الشديدة التي تعرض لها في أثناء الاحتجاز وأمراض أخرى.

وأشار محمد إلى أن القوات الأمريكية اعتقلته دون أي سبب، في أثناء عودته إلى منزله في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2003، وتم نقله أولا إلى قاعدة الحبانية في محافظة الأنبار، ثم إلى سجن أبو غريب بعد 5 أيام.

وأضاف محمد: "احتجزت في السجن لمدة عام و4 أشهر، دون أي سبب، وكانوا (الجنود الأمريكيون) يسألونني باستهزاء عن سبب اعتقالي"، مردفا: "لم تكن هناك فضيحة واحدة، بل كانت هناك فضائح كثيرة في أبو غريب، كانوا يهاجموننا بالكلاب، ويلقون القنابل الصوتية علينا، وكذلك تم تعذيبنا جنسيا".

وأكد السجين السابق: "قُتل شخصان بالرصاص الذي أطلق من الجنود الأمريكيين، أمام عيني، ثم وضعوا القتلى في كيس أسود، عندما رأيت ذلك، بدأت أعاني من مشاكل نفسية، ولا تزال آثار التعذيب ظاهرة على يدي وأجزاء أخرى من جسدي".

ولفت إلى أنه أصيب بمرض جلدي بسبب مشاكل نفسية مستمرة منذ نحو 20 عاما، مؤكدا أنه لم يتماثل للشفاء رغم تلقيه العلاج النفسي. فيما شدّد غبى أن "هناك المئات من الضحايا يستحقون الحصول على تعويضات على غرار المساجين الثلاثة".

وأضاف المتحدّث نفسه: "ربما أعاني من مشاكل أكثر من هؤلاء الأشخاص الثلاثة، لكن الحمد لله استطاعوا الحصول على حقوقهم". معربا عن "رغبته بالحصول على تعويضات من الولايات المتحدة، أحتاج الاتصال بمحام لرفع دعوى قضائية في الخارج، لكني لا أملك الأموال لدفعها للمحامي".

كذلك، أبرز محمد أنه راجع العديد من الجهات في العراق من أجل الحصول على حقوقه بعد إطلاق سراحه من السجن، دون الوصول إلى أي نتيجة. مشيرا إلى أن "زوجته تركته بعد إطلاق سراحه من السجن؛ بسبب صور التعذيب التي تسربت إلى الصحافة".

وأضاف: "زوجتي طلبت الانفصال مباشرة بعد إطلاق سراحي من السجن، وأبنائي اضطروا للتخلي عن الدراسة بسبب الصدمة والتمييز في المدرسة، كما اضطرت بناتي لترك الدراسة بسبب الضغوط في الحي".

وأكد محمد، الذي يسكن في شقة إيجار بالعاصمة بغداد، على تعرضه مرارا للتنمر من أصحاب المنازل كونه سجينا سابقا في أبو غريب. مضيفا أنه "مريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم وأمراض في القلب، فيما لا يتقاضى أي راتب من الدولة".

تجدر الإشارة إلى أنه في آذار/ مارس من عام 2003، شنّت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة حربا على العراق، وذلك بذريعة "نزع أسلحة الدمار الشامل، ووقف دعم صدام حسين للإرهاب، وتحرير الشعب العراقي".

ويقع سجن "أبو غريب" الذي بات يُسمّى حاليا بسجن "بغداد المركزي" قرب مدينة أبو غريب، التي تبعد 32 كلم غربي العاصمة العراقية بغداد، واشتهر إبان الغزو الأمريكي بإساءة معاملة السجناء داخله، وتعذيبهم، دون أي مراعاة لحقوق الإنسان.