ملفات وتقارير

"انشق ولا تكن داخل هذه الدبابة".. المعارضة السورية تدعو قوات الأسد إلى الانشقاق

وضع الجيش الوطني السوري أرقاما للتواصل لمن يود الانشقاق من جيش النظام - الأناضول
"انشق ولا تكن داخل هذه الدبابة.. ليست معركتك"٬ بهذه الجملة وجَّه "الجيش الوطني السوري" رسالة إلى العسكريين الراغبين في الانشقاق عن نظام بشار الأسد، داعيا إياهم إلى التنسيق معه بهدف تأمين خروجهم.

وتحت عنوان "من قيادة غرفة عمليات فجر الحرية إلى شعبنا العزيز في المناطق السورية المحتلة"، أصدر الجيش الوطني السوري، وهو مجموعة من الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا، بياناً عبر قناته على تلغرام، جاء فيه: "في ظل الهزائم المتلاحقة التي يتعرض لها نظام الأسد وجيشه، ومع تزايد حالات الانشقاق في صفوف عناصر الخدمة الإلزامية والاحتياطية وحتى المتطوعين، نعلن عن إطلاق آلية منظمة لتأمين الانشقاق، وضبط تنسيق المعلومات من داخل مناطق النظام".


وأعلن "الجيش الوطني السوري" عن تشكيل فريق عمل متخصص تحت إشراف غرفة عمليات "فجر الحرية" لتأمين الخروج للراغبين في الانشقاق من المدنيين والعسكريين إلى المناطق المحررة.

ووضع الجيش الوطني السوري٬ أرقاما للتواصل لمن يود الانشقاق من جيش النظام قائلا: "قيادتكم تخلت عنكم فلا تكونوا رأس حربة في معركة تُزهِق أرواحكم٬ بادروا بالانشقاق والتواصل معنا لحمايتكم. التواصل على الأرقام التالية".


بداية موجة الانشقاقات
وانطلقت الانشقاقات في وقت مبكر من عمر الثورة السورية، حيث شهدت الشهور الأولى من الثورة انشقاق مجموعة من المجندين في الحرس الجمهوري.

 ففي 23 نيسان/أبريل 2011، أعلن المجند وليد القشعمي، الذي كان في الحرس الجمهوري بقيادة قاسيون، انشقاقه في تسجيل مصور بثه ناشطون سوريون على الإنترنت.

وذكر القشعمي في التسجيل أنه رفض هو وبعض زملائه إطلاق النار على متظاهرين في بلدة حرستا بريف دمشق، وألقوا أسلحتهم وهربوا، حيث حماهم المتظاهرون.


استمرت الانشقاقات لمدة سنتين تقريبا، متوقفة في منتصف عام 2013، وقد شهد عام 2012 النسبة الأكبر من هذه الانشقاقات عن جيش النظام.

وكان الانشقاق احتجاجا على استخدام النظام للآلة العسكرية في الرد على مطالب المحتجين السلميين. وارتبطت هذه الظاهرة بالثورة من حيث عدد المنشقين وتنوع المواقع التي كانوا يشغلونها، حيث شملت جميع الرتب، والاختصاصات العسكرية، والأمنية، والشرطية.


كم عدد المنشقين؟
لا توجد إحصائيات رسمية بأعداد المنشقين عن النظام السوري، وجلّ ما يُتداول هو تقديرات للعدد الكلي. يعود ذلك إلى عدم تمكن المنشقين من تشكيل كيان عسكري جامع خاص بهم، وعدم استيعابهم من قبل مؤسسات المعارضة.

وفقا لمركز حرمون السوري للدراسات المعاصرة٬ تُقدّر أعداد ضباط الشرطة المنشقين عن النظام بحوالي 630 ضابطًا، بينما يبلغ عدد ضباط الصف والأفراد ما بين 12 إلى 13 ألف عنصر، مما يشكل نسبة تقارب الثُلث من وزارة الداخلية تقريبًا عند انطلاق الثورة.

ويُقدّر عدد الضباط المنشقين عن جيش النظام السوري بما بين 4 آلاف و500 و5 آلاف ضابط، مما يشكل حوالي عُشر ضباط الجيش عند انطلاق الثورة. كما يُقدر عدد ضباط الصف المنشقين بين 6 آلاف و6 آلاف و500، بينما تشير التقديرات إلى أن عدد الجنود المنشقين يبلغ نحو 170 ألفا، أي ما يقارب 39% من الجيش.

فيما يتعلق بالشهداء من الضباط المنشقين، فقد تم إحصاء حوالي 450 ضابطًا، ويُقدر العدد الكلي ببضع مئات قد يصل إلى الألف ضابط، بنسبة تراوح بين 10% إلى 20% من مجموع الضباط المنشقين، معظمهم من الرتب الصغيرة وفي عمر الشباب. أما بالنسبة لضباط الصف والجنود، فلا يمكن تقدير أعداد الشهداء منهم بدقة.

على مشارف حماة
وفي اليوم الثامن من عملية "ردع العدوان"، أعلنت قوات المعارضة السورية عن اقترابها من مدينة حماة بعد سيطرتها على المزيد من البلدات والمواقع العسكرية في الريف الشمالي. من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية تضامنها مع الشعب السوري وقيادته.

في المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية بأن وحدات الجيش السوري دحرت الإرهابيين نحو 20 كلم عن محيط مدينة حماة بعد القضاء على عدد منهم وتدمير آلياتهم.


وأعلنت دمشق، أمس الثلاثاء، عن إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة لصد هجمات المعارضة، بينما استمر الطيران السوري والروسي في استهداف مناطق في إدلب وحلب، ما أسفر عن مزيد من الضحايا.

على الصعيد السياسي، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة التطورات في سوريا، في حين صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن بلاده تفكر في إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك.