كشفت تقارير إسرائيلية، عن قلق متزايد في تل أبيب، ناجم عن الأحداث المتسارعة والمتطورة على الساحة السورية، وسط تلويح بعملية عسكرية برية، سيقوم بها الجيش الإسرائيلي لإنشاء
منطقة عازلة في مناطق جنوب غرب
سوريا.
وقالت صحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية في
تقرير ترجمته "
عربي21"؛ إنّ "تقدم المعارضة السورية بسرعة إلى
الجنوب والشرق، يخلق سلسلة من التهديدات لإسرائيل"، موضحة أن التهديدات تتمثل
في سقوط الصواريخ، وربما الأسلحة الكيميائية في أيدي مسلحي المعارضة.
نتنياهو يعقد مشاورة عاجلة
وتطرقت الصحيفة إلى مسألة النفوذ الإيراني في سوريا،
وإمكانية سقوط نظام بشار الأسد في نهاية هذه الأحداث المتسارعة، منوهة إلى أن
التقدم السريع للمعارضة السورية والسيطرة على مدينة حماة، ربما يكون سببا رئيسيا
في المشاورة العاجلة التي عقدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الليلة الماضية.
ولفتت إلى أن "هذه المشاورة عقدها نتنياهو مع
رؤساء الأجهزة لأمنية، وتناولت الأحداث على الساحة السورية، التي بدأت فور دخول
وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، ما يخلق سلسلة من التهديدات المحتملة، لذلك
ينبغي على إسرائيل مراقبة دقيقة لما يجري".
من جانبها، أشارت صحيفة "
معاريف" العبرية
في تقرير ترجمته "
عربي21"، إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان
لمراقبة ما يحدث في سوريا، مضيفة أن "كل فراغ يجب أن يُملأ، ومن الأفضل أن
تملأه إسرائيل بحسب مصالحها".
وتابعت الصحيفة: "هذه المرحلة خطيرة والأحداث
في سوريا سريعة، لدرجة أنها تسبق الكتابة والتحليل"، منوهة إلى أن سيطرة
المعارضة على مدينة حماة، التي تضم مباني حكومية وقاعدة عسكرية لنظام الأسد، يفتح
الأمر على اتجاهين، الأول الشريط الساحلي إلى أماكن تمركز الأقلية العلوية،
والثاني باتجاه دمشق ومؤسسات الحكومية الرئيسية.
إنشاء منطقة عازلة
ونوهت إلى أنه بحال وصلت المعارضة السورية إلى مدينة
حمص، فإنه من المرجح أن يستمروا بسرعة نحو الغرب، ما سيشكل تهديدا كبيرا لنظام الأسد.
وأوضحت أن "المصالح الإسرائيلية تتمحور في، أولا: إيجاد
واقع مختلف ونظام جديد في الشرق الأوسط، وثانيا: إخراج الإيرانيين من سوريا ولبنان
نهائيا، وثالثا: منع إقامة دولة إسلامية على الحدود الشمالية، ورابعا: عدم وجود
أسلحة كيميائية في أيدي المعارضة السورية، وأخيرا: منع قدرتهم على التسلل إلى إسرائيل".
وبينت الصحيفة أن ذلك يتطلب بدائل للعمل الاستراتيجي
المركزي، ترتكز على مراقبة من سينتصر في سوريا، لتحديد الخطوة التالية، المتمثلة
في تحرك تكتيكي لإنشاء منطقة عازلة في هضبة
الجولان.