قال رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة اسماعيل هنية إن الحكومة مستعدة للتعاون مع الرئاسة والسلطة الفلسطينية من أجل استيعاب بعض اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الدول العربية في القطاع ممن يرغب في ذلك.
وأضاف
هنية في خطاب ألقاه صباح اليوم في مدينة
غزة، بمناسبة الذكرى الثانية لصفة تبادل الأسرى التي أبرمتها حركة “حماس” مع
الكيان الإسرائيلي بوساطة
مصرية أن الحركة عملت وما زالت تعمل على تحييد أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات وفي أماكن وجوده في تلك الدول من الدخول في الصراعات والأزمات الجارية فيها داعياً إلى العمل الجماعي " لوقف النزيف الذي يتعرض له الفلسطيني من منفى إلى منفى".
كما حذر هنية من الاستمرار في خيار المفاوضات والتفريط بالحقوق وعلى رأسها حق العودة الأمر الذي يتطلب وقف المفاوضات وتجاوز نهج أوسلو، والبحث مع القوى السياسية في ايجاد استراتيجية وطنية جديدة تقوم على تكامل الرؤى
والوسائل وتكون أنجع في مواجهة الاحتلال وفي تحقيق الطموحات الوطنية.
وأضاف "لن نقبل بأقل من عودة
القدس كاملة وقيام الدولة الفلسطينية على كامل الترابالفلسطيني على أساس دولة كاملة السيادة مع عودة اللاجئين وحقهم في العيش داخل وطنهم الأم فلسطين".
ورفض في خطابه كل مشاريع التوطين، مشيراًإلى أن الشعب الفلسطيني سيتصدى لأية مشاريع سياسية يمكنها ان تحل ولو جزءً من مشكلات الشعب الفلسطيني على حساب الأردن او سوريا او لبنان او على حساب سيناء قائلاً "ليشهد العالم أجمع أن فلسطين كانت وستبقي هي فلسطين، وليست هناك من ارض يمكن أن تكون بديلاً عنها".
ودعى القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية إلى الاحتشاد الوطني في مواجهة مخاطر المفاوضات مع العدو وأي تسويات محتملة معه، وإلى بناء استراتيجية وطنية فلسطينية تشمل المقاومة المسلحة، والمقاومة الشعبية، والمواجهة السياسية والدبلوماسية والإعلامية والجماهيرية والقانونية والمقاطعة الأكاديمية والدبلوماسية.
وأكد هنية أن المقاومة هي ما يصنع النصر مذكراً باختطاف الجندي جلعاد شاليط وفرض شروط المقاومة على العدو، وتحرير الأسرى.
وفي الشأن الخارجي قال هنية أن حركة “حماس” لم تحصر علاقاتها في الساحة العربية مع الإسلاميين وحدهم بل انفتحت وأقامت علاقات مع مختلف القوى والتيارات والأحزاب، كما لم تتدخل في شأن أي دولة ولم تكن طرفاً في أي أحداث
أو حراك ولا في خلاف أو صراع داخلها. وأضاف أن "هذا ينطبق على موقفنا من كل ما جرى ويجري في
سوريا ومصر ولبنان وغيرها من الدول العربية والإسلامية، وان التاريخ لم يسجل على “حماس” أو الحكومة أي تدخل في الشئون الداخلية لأية دولة".
وفي السياق ذاته أشار هنية إلى حملة إعلامية محمومة تبث التكهنات والأوهام من خلال منابر إعلامية وصحفية عديدة ثم تستند إليها في محاولة للترويج لصورة بائسة مشوهة للحركة ولتزعم أن “حماس” تعيش أزمة في ظل متغيرات المنطقة
خاصة بعد أحداث مصر الأخيرة، وأنها فقدت حلفاءها وعلاقاتها السياسية.
ولفت إلى أن الحركة فخورة بما أخذته من مواقف وسياسات طوال السنوات الماضية بما فيها موقفها من شعوب الأمة في ربيعها، وهي تعتز بهذا الموقف المبدئي والأخلاقي الذي انحاز
من اليوم الأول للشعوب ومعاناتها وحقها في الحرية والديمقراطية والكرامة والوقوف ضد الفساد والاستبداد.
وفي ملف المصالحة الوطنية قال رئيس الحكومة في غزة إن الفيتو الامريكي والتخريب الصهيوني كانا العاملين الأكثر بروزاً في افشال المصالحة وحرمان الكل الوطني الفلسطيني من اختيار برنامجه الوطني والسياسي بشكل حرّ كان آخرها
المفاوضات التي دعا لها كيري واشترط لها وقف اجراءات المصالحة.
وجدد هنية موقف حركته من المصالحة وانهاء حالة الانقسام على أساس كل ما تم الاتفاق عليه قائلاً "أن المصالحة خيارنا وقرارنا من اللحظة الاولى ولا تغيير في مواقفنا، ونحن مع انجازها بأسرع وقت ممكن، ومع أي خطوات ومبادرات
عملية تقود إلى مصالحة حقيقية: تنهي الانقسام، وتوحد المؤسسات السياسية لتكون لنا حكومة واحدة ومجلس تشريعي واحد ورئاسة واحدة".
في السياق ذاته أكد النائب عن حركة "فتح" فيصل أبو شهلا، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" وعضو الهيئة القيادية العليا بقطاع غزة، أن الوحدة الوطنية قادمة وأن الانقسام لا يمكن أن يستمر.
وقال ابو شهلا في تصريح مكتوب له وزعته دائرة الاعلام والثقافة في الحركة: "إننا الآن أقرب ما يمكن إلى تحقيق ذلك (المصالحة)، وهذاهو السيناريو الوحيد الذين نقبله وهو الوحدة الوطنية".
وأضاف: "نلتقي فى غزة كفصائل في إطار القوى الوطنية والإسلامية وأحياناً هناك لقاءات ثنائية ما بين قيادة فتح وحماس في غزة، للوصول إلى قواسم مشتركة لما فيه خدمة قضية شعبنا".
وأكد أن موقف حركة "فتح" من المصالحة واضح بأنهم مع المصالحة وأنهم يردون إنهاء الانقسام، مشيرا إلى انهم يستطيعون مواجهة كل الضغوط التي تمارس عليهم لعدم تحقيق المصالحة في إشارة إلى تصريحات “حماس” حول الضغوط الأمريكية والإسرائيلية.