ألمح الرئيس
السوداني عمر البشير، أمس السبت، إلى إجراءات مرتقبة تشمل تغييرات وزارية وعلى مستوى حكام الولايات، مجددا دعوته للمعارضة لحل الأزمة السياسية في البلاد عبر الحوار.
جاء ذلك في خطاب ألقاه أمام الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد الثامنة لمجلس شورى
حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وهو أعلى هيئة تنظيمية في الحزب.
وقال البشير أمام نحو 400 مسؤول في حزب المؤتمر الوطني - الذي يرأسه - "أوكد لكم ما أعلنته مراراً منذ بداية هذه الدورة، من سعينا المستمر للدفع بقيادات جديدة على كل المستويات، بما يحقق مبدأ التداول للمواقع، ويوسع فرص المشاركة ويوفر معادلة التواصل بين الأجيال، وإنتقال الخبرات والتجارب".
وأضاف: "في هذا السياق، فإننا سنقوم بإجراء تغييرات تشمل الأصعدة التنفيذية والتشريعية والسياسية، مركزياً وولائياً، وندعو الله أن يوفقنا لإختيار مجموعات من ذوي القوة والكفاءة والأمانة، يعملون بروح الفريق، ويحترمون المؤسسية".
ولم يحدد البشير توقيت محدد لإجراء هذه التغييرات، لكن فضائية "الشروق" السودانية الخاصة نقلت عن نافع علي نافع، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إن خطوة التعديل الوزاري تبدأ بتقديم الرئيس ترشيحات للمكتب القيادي للحزب للوزارات التي يرى أن يحدث فيها تغيير، ويمكن للمكتب القيادي أن يعتمدها أو يرفضها.
وأوضح الرئيس السوداني في خطابه، أن أولويات الحكومة هي "السلام، وتعزيز الأمن، وبسط هيبة الدولة وسيادة القانون".
من جهة أخرى، جدد البشير دعوته للمعارضة في الداخل والخارج إلى الحوار من أجل الخروج من الأزمة الراهنة. وقال مخاطبا إياهم: "نؤكد لهم، أن الطريق إلي تحقيق القناعات، يمر فقط عبر بوابة الحوار والتفاوض السلمي، وقد طرحنا نداء وطنياً مخلصاً للجميع في الداخل والخارج".
كما أمهل الحزب البشير، ثلاثة من قيادييه الإصلاحيين، الذين سبق أن انتقدوا الرئيس، 10 أيام لمراجعة مواقفهم أو الفصل عن الحزب نهائيا.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن مجلس شوري المؤتمر الوطني أمهل في ختام دورة انعقاده الثامنة، مساء أمس السبت، كلا من المستشار السابق للرئاسة غازي صلاح الدين العتباني ووزير الرياضة السابق حسن عثمان رزق، وفضل الله أحمد عبد الله، القيادي بالحزب، عشرة أيام لمراجعة مواقفهم فيما يتعلق بالمذكرة التي قدموها باسم "تيار الإصلاح" في الحزب.
وأضافت الوكالة أنها علمت أن المجلس قرر أنه في حالة عدم مراجعة المذكورين لمواقفهم خلال هذه الفترة سيفصلون من الحزب رسميا، حسب اللوائح المنظمة للحزب.
وكانت لجنة داخلية للحزب أوصت بطرد الثلاثة بناء على تحقيق تم إجراؤه معهم عقب توقيعهم وآخرين على مذكرة طالبت البشير بالتراجع عن قرارات رفع الدعم عن المحروقات، وإجراء إصلاحات لتدارك الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد قبل نحو شهرين.
من جهته أكد الرئيس عمر البشير، أن جميع قيادات الحزب لا تضيق ذرعا بالانتقادات والملاحظات من أعضاء الحزب، مشترطا أن يكون مبعثها النوايا الحسنة مع الالتزام بالوسائل المؤسسية.