قالت
منظمة العفو الدولية في تقرير جديد اصدرته، اليوم الاثنين، إن العمال الأجانب في
قطر يتعرضون لاستغلال وصفته بالبشع بينما يعملون في مشروعات تقدّر قيمتها بملايين الدولارات، ودعت إلى انهاء استغلالهم من قبل شركات البناء.
وقالت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان (الجانب المظلم لهجرة العمال: أضواء على قطاع البناء في قطر عشية بطولة كأس العالم لكرة القدم) إن العمال الأجانب "يتعرضون لانتهاكات منهجية وواسعة النطاق وبشكل يجعل عملهم في بعض الحالات بمثابة السخرة، مع اقتراب مرحلة البدء في بناء الملاعب الرياضية الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر عام 2022".
واضافت "أن العمال الأجانب في قطاع البناء في قطر كثيراً ما يعملون في شركات صغيرة أو متوسطة الحجم متعاقدة مع شركات كبرى تتقاعس في بعض الأحيان عن ضمان عدم تعرضهم للاستغلال جراء معاناتهم من أنواع شتى من الانتهاكات من بينها، عدم دفع الأجور، وظروف العمل القاسية والخطيرة، والمستوى الفظيع للسكن، والمنع من السفر لشهور عدة".
واشارت المنظمة إلى أن بعض العمال الذي قابلهم مندوبوها "يعيشون في خوف من أن يفقدوا كل شيء، ويتعرضون للتهديد بفرض غرامات عليهم أو بالترحيل وفقدان مورد الدخل إذا لم يواصلوا العمل، بالرغم من أنهم لا يتقاضون رواتبه، وعاني الكثير من العمال الأجانب من ضغوط نفسية حادة ووصل الأمر ببعضهم إلى حد الإقدام على محاولة الانتحار بعدما أثقلت الديون كاهلهم ولم يعودوا قادرين على إعالة ذويهم في بلادهم".
ونقلت عن عامل نيبالي من عمال البناء لم يحصل على راتبه طيلة 7 أشهر ومُنع من مغادرة قطر طيلة 3 أشهر "أرجوكم دلوني.. ألا يوجد أي سبيل للرحيل من هنا؟ إننا على وشك أن نفقد عقولنا".
وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، سليل شيتي، "من غير المقبول بالمرة في بلد من أغنى بلدان العالم أن يتعرض هذا العدد الكبير من العمال الأجانب لاستغلال وحشي، ويُحرموا من تقاضي أجورهم، ويُتركوا ليعانوا أشد المعاناة في تدبير أمور معيشتهم، ويلاقوا الخذلان من شركات الإنشاءات ومن السلطات القطرية على حد سواء، فيما أبدى أصحاب الأعمال في قطر استخفافاً مروِّعاً بالحقوق الإنسانية الأساسية للعمال الأجانب، وانتهز الكثير منهم مناخ التساهل والتراخي في تطبيق ضمانات الحماية للعمال من أجل
استغلال عمال البناء".
ودعا الشركات إلى "ضمان عدم تعرض العمال الأجانب لأي انتهاكات واتباع نهج استباقي وعدم الاكتفاء باتخاذ إجراءات عند إحاطتها علماً بوقوع انتهاكات"، محذراً من أن أي شكل من أشكال الاستغلال هو "أمر لا يُغتفر، ولاسيما إذا كان يدمر حياة بشر ويقضي على سبل عيشهم".
وأضاف "ستظل قطر محط أنظار العالم خلال فترة الإعداد لبطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022، وهو الأمر الذي يوفر للحكومة فرصةً فريدة لكي تثبت للمجتمع الدولي بأسره أنها جادة في التزاماتها بشأن حقوق الإنسان، وقادرة على أن تكون نموذجاً يُحتذى لغيرها من دول المنطقة".
وقال شيتي إن النتائج التي توصلت إليها المنظمة تشير إلى "انتشار الاستغلال إلى حد يثير القلق في قطاع البناء في قطر، ومن واجب الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يوجه رسالة قوية إلى الجميع بأنه لن يتسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان في مشروعات البناء المتعلقة ببطولة كأس العالم".
وأهابت منظمة العفو الدولية بالحكومة القطرية "تطبيق ضمانات حماية العمال الأجانب، وادخال إصلاح جذري على نظام الكفالة، الذي يجعل العمال الأجانب عاجزين عن مغادرة البلاد أو الانتقال إلى وظائف أخرى بدون موافقة أصحاب الأعمال الذين يعملون لديهم"، كما دعت الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى "العمل مع السلطات القطرية والجهات المنظمة لبطولة كأس العالم من أجل منع انتهاك العمال الأجانب".