انتقدت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني سميرة الحلايقة، تهافت السلطة الفلسطينية على التفاوض مع الجانب الاسرائيلي، وقالت أن "
المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، من وجهة نظر فلسطينية هي سياسة سلطة وليست موقف شعب".
وأضافت في تصريح خاص لموقع "عربي21"، أنه "مع كل جولة مفاوضات تزداد الانتهاكات الإسرائيلية في كل الأراضي الفلسطينية، بما فيها الأراضي التابعة للسلطة، وتزداد الاعتقالات والملاحقات واقتحامات الأقصى وتشديد الخناق على الأسرى، إلى جانب تصعيد الاستيطان".
وأوضحت أن السلطة الفلسطينية لا يهمها تحقيق إنجازات من التفاوض، وإنما هي تستجيب للضغوط الأمريكية والأوروبية - من خلال كيري وأولاند وغيرهما- من أجل المحافظة على حق "إسرائيل" في الوجود". ولفتت إلى أن هناك حديثًا عن تنازلات جديدة من قبل السلطة الفلسطينية، يتعلق بإلغاء حق العودة واللاجئين.
وزادت أن "الحديث عن
حل الدولتين والقدس عاصمة مشتركة يعني ترسيخ الاعتراف بالكيان الإسرائيلي رسميًّا وشعبيًّا".
من جهتها توقعت الوزيرة الإسرائيلية المسؤولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين تسيبي
ليفني، استئناف مفاوضات السلام خلال الأسابيع القادمة رغم استقالة الوفد الفلسطيني المفاوض بقيادة صائب عريقات ومحمد اشتيّة.
وأوضحت ليفني في تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس أكد لها في اتصال هاتفي أن عريقات سيشارك في جولة المفاوضات الجديدة التي ستعقد الأسبوع الجاري.
وقالت الاذاعة إنه لا مانع من عقد جلسات تفاوضية لحين تشكيل طاقم مفاوض جديد، معرباً عن تقييمه بأن يواصل عباس البحث عن مفاوضين جدد خلال فترة الأسبوعين المقبلين.
واعترفت ليفني بأن جولة المفاوضات الأخيرة مرت عسيرة بسبب الاعتراض الشديد من الطرف الفلسطيني على قرار "إسرائيل" بناء المزيد من الوحدات السكنية في المستوطنات.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أعلن الأربعاء الماضي استقالة المفاوضين الفلسطينيين، من دون أن يوضح تاريخ الاستقالة.
ورجّح عباس في حديث تلفزيوني استمرار المفاوضات، حتى وإن تمسك الفريق الفلسطيني المفاوض بموقفه.
وقال إنه بحاجة لأسبوع من أجل استئنافها، إما بإقناع الفريق المفاوض بالعدول عن استقالته، أو من خلال تشكيل فريق تفاوضي جديد.
من جهته، صرح العضو القيادي في حركة فتح عبد الله أبو سمهدانة، أن الانسداد في المفاوضات حاصل منذ سنوات بسبب إصرار "تل أبيب" على مواصلة الاستيطان.
وتساءل أبو سمهدانة في حديث مع "راديو سوا" عن الجدوى من استمرار المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان.
وكان عباس قد اجتمع في رام الله الليلة الماضية مع الوسيط الأمريكي مارتين أنديك، وأكد أن المفاوضات مع "إسرائيل" ستستمر طوال التسعة أشهر المحددة لذلك.
ويذكر أن الإعلان عن انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، تأتي في وقت تصعد فيه سلطات الاحتلال بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي، واستصدار القوانين والتشريعات المسوّغة لذلك.
وتعمل الأطراف الغربية على الضغط باتجاه المفاوضات، من خلال إظهار الحيادية بين الأطراف المتفاوضة، وغلقاء اللوم على طرف دون الآخر كل مرة.
وفي سياق متصل، قالت سوزان
رايس مساعدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأمن القومي، الخميس الماضي، إن بيانات توسيع المستوطنات الإسرائيلية هي المسؤولة عن بعض التوترات الأخيرة بين "إسرائيل" والفلسطينيين، مع تعثر محادثات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بين الطرفين.
وقالت رايس في كلمة أمام مركز دراسات في واشنطن، إن الولايات المتحدة مازالت ملتزمة بعملية السلام في الشرق الأوسط لكنها أوضحت انها ترى خطط البناء في المستوطنات الإسرائيلة معطلة لهذه الجهود.
وأضافت: "شهدنا تصاعدا في التوترات على الأرض. بعض من ذلك نتج عن إعلانات في الفترة الأخيرة عن بناء في المستوطنات. لذلك دعوني أقُول مجددا: الولايات المتحدة لا تقبل بمشروعية أنشطة الاستيطان الإسرائيلية المستمرة".
وجاءت انتقادات رايس تأكيدا لتصريحات سابقة لوزير الخارجية جون كيري الذي حث إسرائيل خلال زيارته للمنطقة الأسبوع الماضي على الحد من البناء في المستوطنات في الأراضي المحتلة -وهو ما وصفه بأنه نشاط «غير مشروع»- للمساعدة في إعادة محادثات السلام إلى مسارها الصحيح.