بلغت حصيلة القتل في
العراق خلال الشهرين الماضيين أكثر من 300 شخص جراء اعمال عنف متفرقة في عموم العراق وفقاً لإحصائية اعدتها وكالة فرانس برس استنادا لمصادر رسمية.
ولقي أكثر من 5800 شخص مصرعهم منذ بداية السنة في أعمال عنف منهم 964 في تشرين الاول/اكتوبر، الشهر الاكثر دموية منذ نيسان/ابريل 2008، كما تفيد ارقام رسمية.
وتواصل مشهد العنف يوم الخميس حيث قتل 48 شخصا في اعمال عنف جديدة ، بينهم 32 في تفجير بسيارة مفخخة وسط سوق شعبي في شمال شرق بغداد، لترتفع
حصيلة القتلى في العراق لعام 2013 الى اكثر من 5800 شخص.
وأوضح عقيد في قيادة عمليات ديالى لوكالة فرانس برس أن "سيارة مفخخة انفجرت في داخل سوق شعبي في ناحية السعدية ما اسفر عن مقتل 32 شخصا واصابة اربعين اخرين بجروح".
وأضاف الضابط العراقي أن "التفجير وقع حوالى الساعة 12,00 (09,00 تغ) في وسط سوق يضم باعة خضار وعددا من المقاهي الصغيرة".
وتقع السعدية التي تقطنها غالبية من الاكراد الشيعة (الفيلية) على بعد 100 كلم شرق مدينة بعقوبة، وتعد احدى المناطق المتنازع عليها بين اقليم كردستان وحكومة بغداد المركزية.
وتستغل الجماعات المتمردة ضعف التواصل بين قوات امن الجانبين لتنفيذ هجماتها.
ففي 14 تشرين الثاني/نوفمبر استهدف انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً مجلس عزاء بمناسبة عاشوراء في هذه البلدة ما أسفر عن مقتل 32 شخصا.
كذلك أسفر هجوم آخر في ديالى وسلسلة هجمات في بغداد والموصل شمال العراق الخميس ألى مقتل 14 شخصا، فضلا عن مقتل اثنين من المتمردين برصاص قوات الامن.
كما قتل مدني شمال مدينة بعقوبة بانفجار عبوة ناسفة واصيب ستة اخرون، بحسب مصادر امنية.
من جهة اخرى اعلنت الشرطة العراقية العثور على جثث 12 شخصا تم اختطافهم من قبل مسلحين متنكرين بزي قوات الامن العراقية في محافظة ديالى.
وقد عثر على الجثث الـ12 وعليها اثار طلقات نارية ومرمية بالقرب من نهر، ما يعيد الى الذاكرة ظاهرة العنف الطائفي التي بلغت ذروتها في عام 2007.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجمات، لكن تنظيم "دولة الاسلام في العراق والشام" (داعش) فرع
القاعدة في العراق، يتبنى بشكل مستمر الوقوف وراء هذه العمليات، لتقويض الثقة بالحكومة التي يديرها الشيعة.
وتأتي الهجمات بعد يوم من سلسلة اعتداءات شهدها العراق بينها
تفجيرات استهدفت مناطق متفرقة في بغداد أسفرت عن مقتل 59 شخصا واصابة نحو مئة اخرين.
وكان معاون مستشار الأمن الوطني العراقي صفا حسين قال في لقاء مع فرانس برس إن تنظيم القاعدة "توصل إلى إعادة تجميع قواه في بعض المناطق" العراقية، مضيفاً "الان، لديهم الوسائل المطلوبة لاجتياز الحدود، وحلفاء أقوياء جداً في سورية".
وتصاعدت موجة الهجمات في عموم العراق خلال الأشهر الأخيرة رغم الإجراءات المشددة التي تنفذها قوات الأمن.
ودفع تصاعد العنف في البلاد، رئيس الوزراء نوري المالكي إلى مناشدة المجتمع الدولي المساعدة في محاربة الإرهاب الذي بلغ أسوأ معدلاته منذ عام 2008.
من جهة أخرى، دعا المتحدث الرسمي باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التنظيمات الإسلامية المتشددة إلى الانضمام الى مشروع تنظيمه، بحسب تسجيل صوتي بثته مواقع اسلامية الخميس.
وقال ابو محمد العدناني "نتوجه إلى كل المجاهدين قادة وجنوداً، جماعة وافراداً أن تسارعوا بالالتحاق بمشروع الدولة الاسلامية في العراق والشام".
وأضاف أن "هذا المشروع مشروعكم وأن مجيئكم أتقى لربكم وأقوى لجهادكم وأغيض لعدوكم".
وتأتي دعوة العدناني بعد أسابيع من أمر زعيم القاعدة أيمن الظواهري بالغاء الدولة الاسلامية في العراق والشام، مؤكداً أن جبهة النصرة هي فرع التنظيم في سورية.
وكان أبو بكر البغدادي زعيم الفرع العراقي للتنظيم، اعلن جمع "دولة العراق الإسلامية" وجبهة النصرة تحت راية "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وتسبب اعلان زعيم القاعدة في العراق ببلبلة بين المسلحين الإسلاميين المتطرفين وبانقسامات بين المنضوين تحت لواء جبهة النصرة التي تعد من أكثر المجموعات المناهضة للنظام السوري تاثيرا على الارض.