أوضح بيان صادر عن الهيئة العامة للثوة السورية، أن الجيش السوري الحر، بالتعاون مع جبهة النصرة، أمّن انتقال الراهبات المسيحيات من دير مار تقلا بمدينة معلولا، إلى كنيسة في مدينة يبرود.
وأضاف البيان، أن القصف المستمر الذي تشنه قوات النظام السوري، على مدينة معلولا ذات الغالبية المسيحية، دفعت عناصر الجيش السوري الحر إلى تأمينهن ونقلهن إلى أحدى كنائس مدينة يبرود.
بدوره ذكر مسؤول الدير "بلاجيا سيّاف"، أن الراهبات اللاتي برفقته، باتوا في مكان آمن بمدينة يبرود، شمال دمشق، معتبراً البيانات التي أصدرها النظام السوري عارية عن الصحة، متهماً إيّاه بإخفاء الحقائق.
من جهتها، ادعت وكالة الأنباء السورية للأنباء "سانا" أن جماعات مسلحة هاجمت "دير مار تقلا" في مدينة معلولا شمال دمشق، واختطفت مسؤول الدير والراهبات الخمس اللاتي كنّ فيه.
على الصعيد ذاته، كان الجيش السوري الحر أعلن صباح الثلاثاء، سيطرة قوات المعارضة على بلدة "معلولا" ذات الغالبية المسيحية ، في الوقت الذي اعترف النظام بذلك.
وفي بيان أصدره، قال المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش الحر، إن "الثوار تمكنوا من تحرير بلدة معلولا من قوات النظام وشبيحته، بعد معارك ضارية استمرت لمدة 3 أيام تمكنوا خلالها من تدمير دبابتين وعدة عربات عسكرية وقتل العشرات من تلك القوات".
وأشار المجلس إلى أن جيش النظام "انسحب من البلدة مخلفاً ورائه دماراً واسعاً شمل معظم أرجاء معلولا، جراء إمطارها بشتى أنواع القذائف منها الفراغية والعنقودية".
وأورد البيان أسماء عدد من الكتائب التابعة للجيش الحر وفصائل إسلامية شاركت في عملية السيطرة على البلدة المسيحية وعلى رأسها جبهة النصرة.
من جهة أخرى، اعترف النظام السوري بتقدم قوات المعارضة في معلولا، حيث أعلنت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، أن "مسلحين هاجموا دير مارتقلا في البلدة وقاموا بأعمال تخريب واعتداء"، مشيرة إلى أن ذلك جاء "بعد الهزائم الكبيرة التي لحقت بالمجموعات المسلحة على أيدي جنودنا في دير عطية وقارة".
وبحسب سانا، فإن مصادر أهلية قالت إن "المسلحين قاموا باقتحام الدير واحتجاز رئيسة الدير بلاجيا سياف وعدد من الراهبات اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له".
وتحتوي معلولا، التي يعني اسمها الهواء العليل ويقول باحثون إنها تعد من أقدم المدن المسيحية في العالم حيث يعود تاريخ بنائها لعدة قرون قبل الميلاد، على معالم سياحية وتاريخية مسيحية بارزة أهمها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر في قلب الجبل، كما يوجد فيها دير مار تقلا الشهير ويتكلم أهلها اللغة الآرامية القديمة إلى جانب العربية وغالبية سكانها من الطائفة المسيحية.
ويتّهم النظام السوري، مقاتلي المعارضة باستهدافهم الأماكن التي تقطنها الأقليات، وهذا ما برر به وزير خارجيته وليد المعلم في مؤتمر صحفي له اعقده مؤخراً، العمليات العسكرية التي تشنّها قوات النظام على منطقة الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق منذ أشهر، والتي وقعت فيها "مجزرة الكيماوي" 21 آب/ أغسطس الماضي، حيث سقط فيها نحو 1500 قتيلاً، و10 آلاف مصاب معظمهم من النساء الأطفال، بحسب المعارضة السورية التي تتهم النظام بارتكابها، الأمر الذي ينفيه النظام ويحمّل مقاتلي المعارضة المسؤولية عنها.