قال مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، إن معظم الأسيرات الفلسطينيات اللاتي يقبعن في سجن "
هشارون"
الإسرائيلي، يعانين أمراضاً مختلفة، وهن بحاجة للعلاج.
وأوضح فؤاد الخفش، مدير المركز، في بيان، الاثنين، إن "سجن هشارون (شمال
الضفة الغربية) يضم حالياً 16 أسيرة فلسطينية محتجزات في ظروف اعتقالية سيئة تزداد سوءاً مع قدوم فصل الشتاء والبرد الشديد، خاصة الإصابة بالنزلات البردية التي تكثر في هذا الفصل".
وذكر الخفش أن "معظم الأسيرات في هشارون يعانين أمراضاً مختلفة، وخاصة الأسيرة لينا الجربوني، التي ما زالت تعاني من آثار عملية المرارة التي أجرتها منذ ثلاثة أشهر، كما أنها تعاني من آلام في قدميها مما يعثر مشيها وقيامها وحركتها".
وأضاف أن الأسيرة دنيا واكد، من مدينة طوكرم مصابة بمرض السكري، وتعاني من ربو وضيق في التنفس، وهي بحاجة إلى جهاز تنفس وترفض إدارة السجن إدخاله لها، كما أن الأسيرة انخفض وزنها منذ بداية الاعتقال نحو 20 كيلوغراماً.
وبحسب الخفش فإن الأسيرة إنعام الحسنات، من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، تعاني من مرض "الشقيقة" (ألم في الرأس). أما الأسيرة نوال السعدي، من مدينة جنين وهي أكبر الأسيرات سناً حيث تبلغ من العمر 52 عاماً، فتعاني من ارتفاع مستمر وبشكل كبير في الضغط.
وذكر الخفش في بيانه، أن "الأسيرة تحرير القني، من بلدة كفر قليل، بقضاء نابلس، تعاني من التهابات حادة في العين منذ اعتقالها، وحالتها في تدهور مستمر نتيجة عدم إعطائها العلاج اللازم من قبل إدارة السجن".
ومن بين الأسيرات المريضات أيضاً -وفقاً لمركز أحرار- الأسيرة نهيل أبو عيشة من مدينة
الخليل، حيث تعاني من آلام شديدة في المعدة، وتحتاج إلى علاج، كما أن سوء الطعام المقدم من حيث النوعية والكمية يزيد من تدهور وضعها الصحي، ويزيد من آلام المعدة لديها".
وتعاني الأسيرة منى قعدان، من مدينة جنين، من ارتفاع في ضغط الدم، أما الأسيرة المقدسية، انتصار الصياد، فتعاني من أزمة صدرية ومشاكل في التنفس، بسبب الجو السائد في غرف السجن الضيقة، والتي تمتلئ بالهواء غير النقي، بحسب المركز نفسه.
ووصف مدير المركز، فؤاد الخفش، الوضع داخل سجن هشارون بـ"المأساوي"، قائلاً، إن "السجن ومحتوياته غير مؤهل للعيش فيه أبداً، وهذه ظروف وضعها الاحتلال الاسرائيلي، وأجبر المعتقلات الفسطينيات على العيش فيها عقاباً".
وفي هذا الصدد اعتبر الخفش أن "قضية إهمال علاج الأسيرات المريضات، مسألة أخرى تهدف لجعل ظروف الأسيرات أكثر تعقيداً، ولإجبارهن على التأقلم مع تلك الظروف السيئة".
ومركز "أحرار لدراسات الأسرى"، هو مركز حقوقي فلسطيني مستقل يعمل على الدفاع عن حقوق الأسرى في السجون الإسرائيلية، وانتهاكات حقوق الإنسان التي قد يتعرضون لها.
وفي دراسة إحصائية سابقة، قال مركز الأسرى للدراسات والأبحاث، إن "عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ 4750 أسيرًا من الضفة الغربية والقدس، وقطاع غزة، ومناطق الـ48".
وأشارت الدراسة إلى أن الأسرى موزعون على قرابة 17 سجنًا ومعتقلاً ومركز توقيف بمختلف أنحاء "إسرائيل" أبرزها: النقب، وعوفر، ونفحة، وجلبوع، وشطة، وريمون، وعسقلان، وهداريم، وإيشل، وأهلي كيدار، وهشارون، والرملة، ومجدو.
وأوضحت الدراسة أن "أوضاع الأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيلية لا تطاق؛ حيث منع الزيارات، والعزل الانفرادي والأحكام الإدارية، وتواصل التفتيشات العارية، ومنع الدراسة الجامعية والثانوية، إلى جانب حظر إدخال الكتب".
ويذكر أن قائمة الأسرى المرضى ارتفعت إلى قرابة 1400 أسير ممن يعانون من أمراض مختلفة تعود أسبابها لظروف الاحتجاز الصعبة، والمعاملة السيئة وسوء التغذية، بتأكيد الدارسة التي أشارت إلى أن هؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية اللازمة.
ولفتت الدراسة إلى أن "الأخطر أن من بينهم عشرات الأسرى ممن يعانون من إعاقات حركية وذهنية وحسية وأمراض خطيرة وخبيثة ومزمنة كأمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي".
اعتقالات
وفي سياق متصل، اعتقلت قوة عسكرية إسرائيلية، فجر الاثنين، ثمانية فلسطينيين من الضفة الغربية بحجة أنهم مطلوبون لأجهزة الأمن الإسرائيلية، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مدن بيت لحم والخليل قلقيلية بالضفة الغربية، وداهم عددا من المنازل وعاث فيها فسادا مخلفا أضرارا في الممتلكات بحجة البحث عن سلاح".
وأضاف الشهود أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل ثمانية مواطنين ونقلهم إلى جهات غير معلومة قبل انسحابه.
ويقوم الكيان المحتل بعمليات مداهمة واعتقالات يومية في مدن وبلدات الضفة الغربية بحجة اعتقال مطلوبين.