توالت ردود الفعل الغاضبة إزاء ما وصف بـ"المجزرة" التي راح ضحيتها أكثر من أربعين شخصا بين قتيل وجريح، بعد قصف استهدف مخيم عزاء بمحافظة
الضالع جنوب
اليمن الجمعة.
وأدانت العديد من القوى السياسية استهداف الجيش لمخيم العزاء، محذرة من محاولات جر البلاد إلى مربع الفوضى والعنف.
وكان قصف مدفعي لقوات من الجيش اليمني على مخيم العزاء أدى إلى مقتل تسعة عشر شخصا، وإصابة أكثر من عشرين آخرين.
وتعد محافظة الضالع معقل قيادات حراكية مطالبة بالانفصال، منها القيادي البارز شلال علي شائع الذي هدد قبل أيام بإعلان الكفاح المسلح ضد ما أسماه الاحتلال الشمالي.
ووجه ناشطون حقوقيون اتهامات لقائد اللواء 33 العميد عبدالله ضبعان بارتكاب "المجزرة" التي ترقى إلى جرائم الحرب ــ على حد تعبيرهم ــ مطالبين بإقالته فوراً.
من جهته وصف الدبلوماسي السابق عبد الوهاب طواف رئيس الحراك الشمالي للانفصال عن الجنوب هذه الحادثة بـ"العمل الإجرامي"، مشيراً إلى أنها تأتي ضمن تصفيات الحسابات بين الزمرة التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير دفاعه، والطغمة الممثلة في أبناء الضالع.
يذكر أن مصطلحات "الزمرة" و"الطغمة " اشتهرت قبل الوحدة مع الشمال أثناء أحداث كانون ثاني/ يناير الدامية التي حدثت في اليمن الجنوبي ما قبل الوحدة.
واتهم طواف في حديث لــ"عربي 21" العميد عبدالله ضبعان قائد اللواء 33 بالتورط في "مجزرة الجمعة"، مؤكداً أن ما حدث لا يعدو كونه عملاً ممنهجاً لتدمير وتفتيت وإضعاف القوات المسلحة لصالح إيران بإشراف وزير الدفاع اليمني، على حد قوله.
وأضاف أن "هذه الجريمة تحتم على الرئيس هادي عزل ومحاكمة المقصرين والمخططين لها"، مطالبا بإقالة وزير الدفاع، وداعياً إلى وضع حد لمآسي اليمن، وذلك عبر الانفصال العاجل، وانتخاب رئيس قوي يعيد لليمن استقراره وأمنه، وترك الجنوب العربي يشكل دولته، وهذا هو "المخرج الوحيد والآمن".
واعتبر الصحافي والناشط في منظمة الكرامة لحقوق الإنسان محمد الأحمدي، أن "استهداف مخيم عزاء بتلك الطريقة البشعة جريمة يندى لها الجبين، ويجب إدانتها أياً كان من يقف وراءها".
ودعا الأحمدي في تصريح لــ"عربي 21" الحكومة اليمنية إلى توقيف قيادات الموقع العسكري المتورط بقصف المخيم، وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم الرادع.
وحث على ضرورة إيقاف مسلسل القتل اليومي والجماعي العبثي لليمنيين، مطالباً السلطات اليمنية بأن تتحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن وحماية اليمنيين، داعياً في الوقت ذاته كل الأطراف السياسية في البلاد إلى احترام الدم اليمني، والالتزام بالنضال السلمي في كل مطالبهم مهما كان سقف هذه المطالب.
وتسود العديد من المحافظات الجنوبية توترات أمنية عقب إعلان ما يسمى بـ"الهبة الشعبية" الأسبوع المنصرم، وصلت أحيانا إلى الاشتباك المسلح مع قوات من الجيش اليمني، وسقط خلالها قتلى من الطرفين.
وقُتل ستة يمنيين يُعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، مساء الجمعة، في غارة جوية نفّذتها طائرة أمريكية بدون طيار على منطقة شبام بمحافظة
حضرموت جنوب اليمن، بحسب مصدر أمني.
وقال المصدر، الذي فضّل عدم نشر اسمه، إن "الغارة التي شنّتها طائرة أمريكية بدون طيار أصابت سيارة كان على متنها ستة أشخاص يشتبه بانتمائهم للقاعدة، قُتلوا جميعاً في منطقة شبام، ودمرت السيارة بالكامل".
ولم يتسن الحصول على تعقيب من مصدر رسمي حول تصريحات المصدر الأمني وملابسات الحادث.
وبين الحين والآخر، تستهدف طائرات أمريكية بدون طيار، عناصر يعتقد انتماؤهم للقاعدة في محافظة حضرموت.