يستأنف وفدا الحكومة والمعارضة السورية في جنيف مباحثاتهما المباشرة، التي من المتوقع أن تتناول قضية إطلاق سراح السجناء والمخطوفين.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن طرفي الأزمة سيبحثان "ما يمكن فعله لتأمين حرية، على الأقل، بعض الأشخاص الذين سلبوا حريتهم".
ووصف الإبراهيمي لقاء الطرفين "وجها لوجه" السبت في إطار "مؤتمر جنيف 2" بأنه "بداية جيدة" لمحادثات السلام الرامية إلى بحث مخرج للصراع السوري.
وأوضح أن القضايا محل النقاش تمثل بداية لتناول قضية تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
وكانت مفاوضات الطرفين أمس قد ركزت على بحث سبل توفير طرق آمنة لنقل مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة في مدينة حمص.
وقال المبعوث الدولي إنه سعى إلى بناء الثقة بين الجانبين من خلال طرح القضايا الإنسانية أولا.
وأكد على أن الهدف يتركز في "خلق مناخ" يساعد في النهاية على تحقيق تقدم فيما يتعلق بـ"وثيقة جنيف 1" التي أعلنت عام 2012 .
أعمال العنف
المعارضة تطلب التزام الحكومة بـ"وثيقة جنيف1"
وتشدد المعارضة على أن النظام يجب أن يلتزم كتابة بـ"وثيقة جنيف 1" التي نصت على عملية انتقالية في سوريا.
لكن المسؤولين السوريين يقولون إن "وضع نهاية للإرهاب وأعمال العنف" يجب أن يكون على رأس الأولويات.
ويشيرون إلى أنه من المبكر جدا مناقشة وضع الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح الإبراهيمي أن أيا من الجانبين لم يتوجه بحديث مباشر للآخر خلال مباحثات السبت، مضيفا أن الطرفين كانا "يتحدثان من خلالي لأحدهما الآخر.. وهذا ما يحدث في المناقشات المتحضرة."
ويسعى الطرفان إلى تقديم تنازلات محدودة وليس إلى إبرام اتفاق شامل بينهما.
يذكر أن النزاع السوري خلف ما يزيد عن 100 ألف قتيل، منذ بدأ في عام 2001.
كما تسببت أعمال العنف في نزوح ما يزيد على 9.5 مليون سوري من مناطقهم، وهو ما أثار أزمة إنسانية في سوريا والدول المجاروة.
وفي الأثناء، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن شلال الدماء لم يتوقف في
سوريا لليوم الرابع من مؤتمر السلام المنعقد في جنيف، حيث واصلت القوات الحكومية عمليات القصف بالصواريخ، وإلقاء البراميل المتفجرة فوق الأحياء السكنية ولم تتوقف عمليات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز .
وذكر بيان للشبكة اليوم، وصلت نسخة منه إلى الأناضول، أن فريق الشبكة وثق مقتل 206 مدنيًّا بينهم 32 طفلًا و 24 امرأة و 44 شخصًا تم تعذيبهم حتى الموت خلال الأيام الثلاثه الماضية لمؤتمر السلام، وقد بلغت نسبة الضحايا من النساء والأطفال 28%، موضحًا أن ذلك مؤشر واضح على استهداف القوات الحكومية للمدنيين .
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي يجبر الحكومة السورية على الإيقاف الفوري لعمليات القصف و التعذيب.
التفصيلات الميدانية
وفي السياق نفسه، قصف الطيران الحربي السوري السبت مناطق في ريف دمشق وحلب في شمال البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري، تزامنا مع عقد وفدي النظام والمعارضة أول لقاء مباشر بينهما في جنيف.
وقال المرصد إن "الطيران الحربي نفذ غارة جوية على جرود بلدة تلفيتا" شمال دمشق، فيما استهدف الطيران المروحي مدينة داريا، مستخدما "البراميل المتفجرة" المحشوة بمادة "تي أن تي"، التي تلقى من الطائرات من دون نظام توجيه دقيق.
وأشار المرصد إلى أن الطيران قصف كذلك أحياء هنانو وقاضي عسكر والصالحين والميسر في مدينة حلب، كبرى مدن الشمال.
وقال الناشط في المدينة محمد وسام لوكالة فرانس برس، إن القوات النظامية تستفيد من انشغال مقاتلي المعارضة في المعارك مع جهاديي الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقال إن "الجيش (النظامي) يحشد قوات إلى الشرق من المدينة، والعائلات المقيمة في شرق حلب بدأت بالنزوح في اتجاه أحياء وقرى أكثر أمانا"، تخوفا من حملة واسعة قد تشنها القوات النظامية على الأحياء الشرقية من حلب، والواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
وتواصلت المعارك بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في مناطق عدة من سوريا، منها درعا وإدلب.
ودارت اشتباكات على أطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق.
ويسيطر المقاتلون على غالبية أحياء المخيم الذي تحاصره القوات النظامية منذ أشهر، ويعاني سكانه من ظروف إنسانية صعبة.
وأشار المرصد السبت إلى وفاة مسن "نتيجة سوء الأوضاع الصحية والمعيشية والنقص الحاد في الغذاء والدواء، جراء الحصار المفروض من قبل القوات النظامية منذ نحو 200 يوم".
وبذلك ترتفع إلى 64 حصيلة الشهداء الذين قضوا في المخيم جراء الجوع ونقص المواد الطبية في الأشهر الماضية.
وأدى النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/ مارس 2011 إلى مقتل أكثر من 130 ألف شخص، بحسب المرصد.