يتلقى الجهاديون البريطانيون في
سوريا تدريبات قتالية على يد جندي سابق في الجيش الهولندي.
ويلقب الجندي الهولندي بـChechclear وهو لقب يشير إلى قتل غير المسلمين بلا شفقة، ويقوم بإعطاء المتطوعين الأجانب نصائح وأدوات الحرب، ومن ضمنها كيفية التعامل مع مواقف إطلاق النار الكثيف، وهو يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ويبدو أنه يدري جيدًا أنه مراقب من قبل المخابرات البريطانية وأجهزة المخابرات الغربية الاخرى.
وتخشى الأجهزة الأمنية أن نصائح الجندي الهولندي، ربما تستخدم على الأراضي البريطانية عندما يعود الجهاديون إلى بريطانيا بعد انتهاء الصراع في سوريا.
ويعرف الجندي باسم "
يلماز" وهو اسم عائلته. ووصل إلى سوريا منذ أكثر من عام، بعد ترك الجيش الهولندي للانضمام للجهاد ضد بشار الأسد.
وهو يرتدي بزته النظامية القديمة عندما يقوم بالتدريبات في معسكر تدريبي سري، وهو معجب بفيلم "القلب الشجاع" للممثل الأمريكي ميل جيبسون، ويصفه بأنه "أفضل فيلم على الإطلاق".
وقد ظهر يلماز -وهو مسلم من أصل تركي- في صورة لافتة للنظر على موقع "انستجرام"، بجانب جهاديين اثنين من لندن.
وبالرغم من نفيه الانتماء لتنظيم القاعدة، فهو يثني على المجاهدين المنتمين للتيار.
وفي حوار بثه التليفزيون الهولندي الأسبوع الماضي، قال يلماز إنه طُلب منه تقديم تدريبات للمجاهدين الأجانب، بعدما تم التعرف على خلفيته العسكرية.
وقال في الحوار إن "أكثر من 90 بالمائة من المقاتلين في سوريا لم يطلقوا رصاصة واحدة طوال حياتهم، ولكنهم يقاتلون من أجل قضية سامية".
وأضاف: "طلب مني المعارف الجدد أن أسدي نصائح، وأعطي تدريباً على الأدوات القتالية؛ حتى يتعلموا كيفية التعامل مع مواقف إطلاق النار الكثيف".
ومن ضمن المتدربين على يد يلماز البريطانيان: محمد الاراج (23 عاماً) وشكري الخليفي (22 عاماً) من غرب لندن، وهما مَنْ ظهرا في الصورة مع يلماز على موقع انستجرام.
والخليفي كان عضواً بعصابة ارتكبت ثمانية حوادث سرقة في عضون أربعة أيام في مقاطعة بلجرافيا غرب لندن في 2012، حيث أجبرت العصابة الضحايا على تسليم مقتنياتهم القيمة بعد تهديدهم بالسلاح.
وقُبض على الخليفي، ولكنه تمكن من السفر إلى سوريا بدلاً من سداد العقوبة المالية.
والخليفي يستخدم لقب "ابو هجامة البريطاني"، وانضم إلى جبهة النصرة المنتمية الى تنظيم القاعدة، وكان أحد ثلاثة بريطانيين قتلوا في أغسطس الماضي في اشتباكات مع قوات الأسد بالقرب من حلب.
أما العراج فهو ابن تاجر تحف من منطقة لادبروك جروف، وقتل في سوريا بعد الخليفي بأسبوعين عندما حاول نصب كمين لقوات النظام.
وقال الصحفي روزبه كابولي (الذي أجرى الحوار مع يلماز من خلال وسطاء، وعُرض على برنامج نيوزاور على التليفزيون الهولندي)، إن يلماز كان يعرف البريطانيين حيث قام بتدريب بعض المقاتلين البريطانيين وآخرين من دول غربية، بالإضافة إلى مقاتلين كثيرين من سوريا.
ومن المعروف أن السلطات الهولندية قدمت معلومات عن يلماز للمخابرات البريطانية وأجهزة استخبارات أخرى.
ويلماز هو في العشرينيات من عمره، ويستخدم اسم Chechclear على مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الاسم هو إشارة إلى أحد الفيديوهات المقززة المنشورة على الانترنت؛ حيث يَعرض مقاتلين شيشانيين وهم يقومون بذبح جندي روسي بالسكين بعد القبض عليه.
ويقول يلماز إن هذا الفيديو هو أول فيديو يصور لحظة إعدام شخص شاهده وهو طفل، ولم ينساه أبدًا.
ويلماز لم يشارك في أي مهام خارجية مع الجيش الهولندي، ولكنه قال في حواره مع كابولي إنه حضر دورات تعليمية حول مهمة قوات الناتو في أفغانستان التي شارك فيها الجيش البريطاني.
ويؤكد يلماز أنه لا يشكل تهديداً لهولندا، أو أي دولة اوروبية قائلا: "لم آتِ الى سوريا لتعلم كيفية صناعة المتفجرات بهدف العودة الى بلادي، فكثير من الإخوه هنا وأنا منهم جاؤوا الى هنا بنية الموت".
ومن المعتقد أن ما يزيد على 300 جهادي بريطاني شاركوا في القتال في سوريا. ويقدر الخبراء أن 50 منهم عادوا وقتل 20، من ضمنهم الأخوان البريطانيان من مدينة لندن أكرم ومحمد صباح.