تسود حالة من الذعر في
مصر في الأيام الأخيرة بعد تزايد أعداد الوفيات بسبب
فيروس "إتش1 إن1" المعروف باسم إنفلونزا الخنازير، بينهم عدد من
الأطباء كانوا يقدمون العلاج للمرضى.
وأثار موقف
وزارة الصحة وتعاملها مع الأزمة باستهانة قلق المواطنين وانتقادات نقابة الأطباء، وسط اتهامات للحكومة بالتعتيم على الأعداد الحقيقية للوفيات والمصابين.
دعوة لهش القطة
وقالت وزيرة الصحة مها الرباط ، خلال حوار مع برنامج "العاشرة مساء" على قناة دريم إ أن الوزارة تحتاج إلى التطوير والإصلاح، مطالبة الجميع بالتكاتف مع الحكومة في هذا الصدد.
ووجهت حديثها للأطباء والعاملين بالمستشفيات الحكومية قائلة: "لو دخلت غرفة ووجدت بها قطة "هش" القطة أولا ثم وجه انتقاداتك بعد ذلك للمسؤولين، لا بد أن يبدأ كل شخص بنفسه".
وتناول الأطباء والعاملون بالقطاع الصحي التصريحات الأخيرة للوزيرة بسخرية وتهكم، وقالوا إن الوزيرة تواجه حالة الذعر التي تصيب المواطنين الأطباء من انتشار الفيروس باستخفاف يظهر أن حياة المواطن البسيط هي آخر ما تفكر فيه وزيرىة الصحة.
وسخر الأطباء على فيس بوك من كلام الوزيرة حيث قال أحدهم: "هش قطتك يا بن بلدي، وبدل ما تصور القطة.. خليك إيجابي وهشها". وتساءل آخر: "هل أصبح من الطبيعي وجود الحيوانات الضالة داخل المستشفيات؟ وهل دور الطبيب أن "يهش القطط؟". وقال ثالث: "طيب والكلاب اللي في المستشفى هانعمل فيها ايه؟ دي بتعض يا سيادة الوزيرة".
محاولات للتهييج
وقالت وزارة الصحة في بيان لها الأربعاء وحصلت "عربي 21" على نس7054 إن أعداد المصابين بفيروس إنفلونزا الخنازير وصل إلى 195 شخصا منذ بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي وحتى الآن تم حجزهم بالمستشفيات، وأن 24 منهم فارقوا الحياة.
ونفت الوزارة وجود "فيروس قاتل مجهول" كما تنشر وسائل الإعلام، وتحدثت عن اتخاذ إجراءات احترازية للوقاية انتقال
العدوى داخل المستشفيات.
وطالبت المواطنين بعدم الانسياق وراء "الشائعات ومحاولات التهييج"، مؤكدة أنها تعلن بشفافية عن أي إصابات أو وفيات جديدة.
وقال المستشار الإعلامى لوزارة الصحة الخميس إن حالة الذعر المجتمعى الموجودة هى نتيجة التصريحات العشوائية التى يتم تداولها عبر جهات متعددة بطريقة غير علمية ونشرها بطرق مختلفة من جهات تثير البلبلة والخوف بين المواطنين، حسب قوله.
المستشفيات "خرابات"
وشن نقيب الأطباء الدكتور خيرى عبد الدايم هجوما حادا على مستشفيات وزارة الصحة واصفا إياها بالخرابات، واتهم وزارة الصحة بالتساهل فى تطبيق إجراءات مكافحة العدوى وهو ما أدى لوفاة خمسة أطباء.
وأكدت الدكتورة منى مينا، الأمين العام لنقابة الأطباء، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، أن النقابة طالبت الوزارة بتطبيق إجراءات مكافحة العدوى بشكل قوي، وأن الوزارة أكدت أن تلك الإجراءات موجودة بالفعل في كل المستشفيات، وأن الأطباء أنفسهم لا يلتزمون باتباع إجراءات الوقاية.
وحمل الدكتور عمرو الشورى، عضو مجلس نقابة الأطباء، الحكومة ورئاسة الجمهورية مسؤولية وفاة الأطباء والمرضى بسبب ضعف الإمكانيات وعدم توفر العلاج المناسب والفحوصات.
كما أكد عضو المجلس الدكتور رشوان شعبان أن هناك عدد من حالات كثيرة من المصابين توفوا بدون تحليل عينات منهم ومعرفة سبب وفاتهم.
ويتخوف الأطباء من إصابتهم بالفيروس بسبب انتقال العدوى، متهمين الحكومة بتعمد إخفاء الحقائق. وقالوا إن ضعف الإمكانيات بالمستشفيات ونقص المستلزمات الطبية حوّل المرضي والأطباء "لفئران تجارب" وأدى إلى تفاقم الأزمة.
وكان 7 أطباء أصيبوا خلال الشهر الماضي بالمرض بعد أن انتقلت إليهم العدوى من المرضى بمحافظات القليوبية والدقهلية والجيزة والشرقية، وتوفي 5 منهم لاحقا.
ولكن مها الرباط قالت في مؤتمر صحفي عقدته الثلاثاء الماضي أن وفاه الأطباء الخمسة كانت نتيجة لأمراض أخرى، فيما قالت نقابة الأطباء إن وفاتهم جاءت بسبب فيروس "مجهول".
وأصدرت نقابة أطباء الدقهلية بيانا هددت فيه بتقديم استقالات جماعية في حالة عدم توفير الرعاية الصحية والوقائية للأطباء للحفاظ على حياتهم وحماية المجتمع من تفشي هذا "الوباء".
وقالت حركة ''أطباء بلا حقوق'' إنه ''عندما يتجاوز الوضع المطالبة بتحسين ظروف عملنا إلى التراجع عند حد المطالبة بتوفير وسائل مكافحة عدوى، فإن هذا يعنى أن وزارة الصحة قد وصلت لدرجة من التردّي لم تشهدها حتى في عهد مبارك".
وأضافت الحركة في بيان لها بعنوان "فلتسقط وزارة الصحة" وحصلت عربي 21 على نسخة منه: ''الوزارة لم تلتفت لإنتشار حالات انفلونزا الخنازير والطيور، بل وصلت المهزلة إلى درجة اتهام الأطباء أنفسهم بالمسؤولية عن العدوى، وهو موقف أقل ما يمكن المطالبة تجاهه، هو عزل الوزيرة بل ومحاكمتها عليه''.