يستأنف وفدا النظام السوري والمعارضة في جنيف الإثنين، بوساطة مبعوث الأمم المتحدة الأخضر
الإبراهيمي، محادثاتهما غير المباشرة في إطار الجولة الثانية من مفاوضات مؤتمر
جنيف2 بعد استراحة استمرت اسبوعا.
ومن المقرر أن يجتمع الإبراهيمي في البداية، مع كل وفد على حدة، بغية التقريب بين وجهات النظر وإقناع الطرفين بان يجلسا إلى طاولة واحدة الثلاثاء.
وكان الدبلوماسي الأممي أقر الأسبوع الماضي في ختام جلسة أولى من المفاوضات المضنية بأن النتائج التي أثمرت عنها تلك المفاوضات كانت متواضعة، مشيرا إلى أن الانجاز الأكبر الذي تحقق هو أن طرفي النزاع، وللمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة قبل ثلاث سنوات تقريبا، وافقا على الجلوس والتفاوض سويا، وإن ليس وجها لوجه بل من خلاله كمرحلة أولى.
وفي الواقع فان الثمرة العملية الوحيدة التي انتجتها الجولة الأولى من مفاوضات جنيف-2 كانت محاولة الأمم المتحدة انتزاع "إجراء إنسانيا لبناء الثقة" تمثل في النهاية باتفاق بين المعارضة والحكومة على هدنة في حمص القديمة تضمنت إخراج مدنيين محاصرين داخل أحياء تسيطر عليها المعارضة وإدخال مساعدات غذائية وطبية إليهم.
ومع أن الهدنة التي أقرت لثلاثة أيام اعتبارا من الجمعة خرقت مرارا عديدة إلا أن الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري تمكنا من إخلاء مئات المدنيين وإدخال مواد اغاثية إلى الأحياء المحاصرة، وقد أكد ناشطون مساء الأحد أن الهدنة تم تمديدها 72 ساعة.
من جهة أخرى لقي 156 شخصًا من بينهم 14 طفلا و19 سيدة، مصرعهم، في عمليات عسكرية شنتها قوات النظام السوري باستخدام الأسلحة الثقيلة، الأحد، على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مختلف المدن السورية.
وذكر بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي تتخذ لندن مركزا لها، أن عمليات جيش النظام، أسفرت عن مقتل 70 شخصا في مدينة حلب، و31 في حماة، و20 في حمص، و13 في ريف وضواحي العاصمة دمشق و8 في إدلب، و7 في درعا، و5 في اللاذقية، وشخص واحد في كل من السويداء ودير الزور.
وأفادت اللجنة التنسيقية المحلية السورية، في بيان لها، أن قوات تابعة للنظام، ألقت 21 برميلا متفجرا، على مناطق يسيطر عليها المعارضون في مدينة حلب.
وأضاف البيان أن العديد من المنازل والمباني في مناطق مساكن هنانو والحيدرية ومياسير والفردوس التي تعرضت لقص
البراميل المتفجرة، تدمرت وأصابها خسائر كبيرة، وأن سكان هذه المناطق فروا من بيوتهم.
وأشار البيان أن مدينة حلب تحولت إلى مدينة أشباح جراء هروب سكانها إلى المناطق والبلدات المجاورة، نتيجة قصف الطائرات الحربية التابعة للنظام، المتواصل للمدينة بالبراميل المتفجرة.