كشف نجيب ساويرس رجل الأعمال القبطي الشهير ومؤسس حزب "
المصريين الأحرار" عن أن الحزب يسعى للحصول على أكبر نسبة ممكنة من المقاعد في
البرلمان القادم، وأنه يسعى لضم عدد كبير من الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة إليه، وكذلك عدد من الشخصيات العامة، والمؤثرة في المجتمع المصري.
وقال ساويرس -في حوار مع جريدة الأهرام الحكومية الأربعاء-: "آمالنا أن نكون الحزب الذى سيحصل على أكبر نسبة من المقاعد أي المركز الأول فى عدد المقاعد، ويمكن تحقيق هذا الهدف فى خلال ثلاث سنوات قادمة، من خلال: استقطاب كل الشخصيات العامة والسياسية التى لم تتبدل مواقفها منذ 25 يناير، وأن يصل حزب المصريين الأحرار إلى القواعد الشعبية لمصر فى القرى والنجوع، ومن خلال اندماج الأحزاب الصغيرة ذات التوجه المشترك داخل الحزب".
وتساءل ساويرس فى حواره لـ "الأهرام" : هل سنرى ضباطا أقباطا فى الجيش وفى أماكن حيوية فى الدولة وفى مناصب مختلفة؟.
ودعا إلى إصدار قانون لمنع حبس الوزراء لإصدارهم قرارات إدارية ما لم يثبت تورطهم فى أعمال تحتمل سوء النية، أو فسادا ماليا نتيجة قراراتهم، على حد قوله.
وحول الانتخابات البرلمانية القادمة قال: "واضح أن هناك ضغطا شديدا لإلغاء وتقليص دور الأحزاب السياسية، حيث يتردد أن الأحزاب ليس لها دور أو لم تقدم شيئا، وهذا غير صحيح لأن الأحزاب تحالفت مع بعض وشكلت جبهة إنقاذ التى اعتبرها مسمارا أساسيا فى نعش هذه الجماعة (يقصد جماعة
الإخوان المسلمين)".
وأضاف أن "الاتجاه إلى النظام الفردي فى الانتخابات البرلمانية القادمة سيمنع وجود أحزاب قوية في البرلمان، وإذا كان الغرض من هذا النظام منع عودة الإخوان فهذا لا يمنعهم، فليس هناك وصي على الشعب، وهو قادر على المنع"، حسبما قال.
وتابع: "لا يوجد حل أمام الأحزاب الليبرالية والمدنية سوى الاندماج داخل حزب واحد، وهذا يستدعى اعتراف الأحزاب بمدى قوة بعضها، لذلك كانت سياسة حزب المصريين الأحرار سياسة احتوائية، والحزب يمد يديه لجميع الأحزاب الراغبة فى الاندماج اليه".
وكان حزب "المصريين الأحرار" حصل على نسبة 3% فقط من أصوات المصريين المشاركين في التصويت بانتخابات مجلس الشعب عام 2012، وهو ما ترجم في 15 مقعدا فقط حصل عليها الحزب منفردا عن القائمة والمقاعد الفردية.
ووصف ساويرس جماعة الإخوان المسلمين بأنها "تنظيم فاشستي أشبه بالنظام العسكري، وأن المنتمى إليه يتلقى الأوامر، ولا يستعمل عقله فى مناقشة هذه الأوامر، بعكس باقي القوى السياسية، فهى لا تستطيع أن تحرك أنصارها إلا إذا كانوا مقتنعين، وعندما تولى الحكم هذا النظام الفاشستي الديكتاتوري المستبد اتحدت كل الطوائف والتيارات السياسية من اشتراكيين وثوريين وغيرهم. وقرروا النزول للشارع لمواجهة هذا النظام، وقد كتبت على مواقع التواصل وقتها، وقلت: "أعظم إنجاز من إنجازات الرئيس محمد مرسى أنه نجح فى توحيد صفوف المعارضة".
ووصف ساويرس فترة حكم الرئيس محمد مرسي بأنها فترة كوميديا سوداء. وزعم أن الإخوان اعتبروا أن الديمقراطية أداة مؤقته تحترم لحين الوصول للسلطة، وبعد ذلك أي شيء آخر غير مهم، وبالتالى تمثل فكرهم فى سحق أي معارض لهم، ومحوه من خريطة الحياة السياسية.
وتابع: "حزبي كان عضوا أساسيا، وممرا كبيرا فى جبهة الإنقاذ، وكذلك أملك قناة فضائية قامت بكشف حقيقتهم ومخططاتهم التى كانوا يدبرون لها على مدى الـ 24 ساعة، وبرغم ذلك لم يستطيعوا إغلاقها".
وكان ساويرس كشف النقاب -خلال مقابلة تليفزيونية لإحدى الفضائيات مساء الثلاثاء- عن أنه رفض عرضا تقدم به إليه وزير التنمية المحلية في عهد الدكتور مرسي بأن يتولى منصب محافظ القاهرة، زاعما أنه رفض تولى هذا المنصب بسبب هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على حكم البلاد، وأنه اعتبره "رشوة سياسية"!
وفي حواره مع "الأهرام" قال ساويرس إن معظم القوى السياسية مجمع على اختيار المشير السيسى رئيسا للبلاد، ولو كانت هذه القوى السياسية ضد هذا الاختيار لرأينا مشهدا آخر على الساحة السياسية، ونحن نعيش فى مصر الآن حالة خاصة تكمن فى شخص الفريق السيسي، الذى وجد فيه الشعب المصرى ضالته، وكان بمثابة المنقذ الذى وقف ضد الطغيان، على حد تعبيره.
وقال إن القضاء على الفقر وبناء الاقتصاد وإعادة الأمن والانضباط للشارع المصرى أولويات مهمة يتطلبها البرنامج الانتخابى للمشير عبدالفتاح السيسى فى حال ترشحه للرئاسة.
وشدد على أن إلغاء دعم الطاقة والسلع الغذائية هو الحل الأمثل لعلاج المشكلات الاقتصادية التى تمر بها البلاد، مؤكدا أن لديه برامج وخططا اقتصادية سيقدمها للحكومة القادمة التى تتمتع بالاستقرار الذى تفتقده الحكومة الحالية.
وحول موقف الغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية قال: "الغرب دائما مع الطرف الرابح فنحن إذا انتصرنا بمعنى السير بتقدم نحو إنجاز خارطة المستقبل وتحقيق بنودها وفقا للجدول الديمقراطي، بالضرورة سيتغير موقف الغرب من مصر".