صوت البرلمان الأوكراني، الأحد، لصالح تسليم مهام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مؤقتا إلى رئيس البرلمان أوليكسندر تيرتشينوف.
فيما أبلغ مسؤولو البرلمان الأوكراني بأن أمرا صدر بالقبض على وزير الداخلية السابق أوليكسندر كليمنكو والنائب العام السابق فيكتور بشونكا.
وقال أوليه ماخنيتسكي القائم بأعمال النائب العام "فتح تحقيق ويسعى فريق تحقيق لاعتقال الرجلين لمحاكمتهما."
وأبلغ أرسين أفاكوف القائم بأعمال وزير الداخلية البرلمان أن الشرطة تتعاون مع أمن الدولة ومكتب النائب العام في التحقيق "في جرائم خطيرة ضد الشعب الاوكراني بما في ذلك جرائم ارتكبها مسؤولون كبار سابقون بالدولة."
من جهة ثانية اعتبر الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، السبت، أن ما حصل في بلاده "انقلاب"، مؤكداً عدم نيّته الاستقالة من منصبه.
ونقلت وكالة أنباء "يونيان" الأوكرانية عن يانوكوفيتش، قوله في كلمة متلفزة إنه يحاول حماية الناس الذين يتعرّضون للاضطهاد في العمل، وفي طريقهم إلى المدارس، ويمنع المزيد من إراقة الدماء.
وقال إن رئيس البرلمان السابق "فلاديمير ريباك تعرّض للضرب، وأصيب بطلق ناري، وتم إرساله إلى دونيتسك لتلقي العلاج".
وكان رئيس البرلمان الأوكراني، فلاديمير ريباك، والنائب الأول له، إيغور كاليتنيك، قدما استقالتهما في ظل الأزمة الراهنة في البلاد، فيما ذكرت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية أن ريباك قدّم استقالته لأسباب صحية.
من جهته أعلن البرلمان الأوكراني قبول استقالة رئيسه لينتخب المعارض ألكسندر تورتشينوف، المقرّب من رئيسة الوزراء السابقة، رئيساً جديداً له.
كما قرّر البرلمان، العودة إلى العمل بدستور عام 2004، و قرّر الإفراج عن تيموشينكو، في حين عيّن النائب المقرّب منها، ارسين افاكوف، وزيراً للداخلية بالوكالة.
أما الرئيس يانوكوفيتش فاعتبر قرارات البرلمان الأوكراني الأخيرة غير شرعية، وقال إنه لن يوقّع على أي شيء.
ونفى يانوكوفيتش نيته مغادرة البلاد لأنه رئيس شرعي وحصل على ضمانات حماية من قبل الوسطاء الدوليين، مضيفا أنه سيدعو المجتمع الدولي إلى إيقاف "المتطرّفين".
رئيسة الوزراء السابقة والمعارضة الأوكرانية، يوليا تيموشينكو -التي سجنت بتهمة إساءة استغلال منصبها في العام 2011- وجهت كلمة للمحتجين في ميدان الاستقلال، بالعاصمة كييف، قائلة لهم: "أنتم أبطال هذا العصر، أدعوكم لمواصلة احتجاجاتكم واعتصاماتكم".
وقالت إن المحتجين عليهم البقاء في الميادين والشوارع في العاصمة كييف حتى تحقيق جميع مطالبهم.
النائب عن حزب "الوطن" المعارض الأوكراني نيكولاي كرينتشوك، قال إن البرلمان ينتظر إعلاناً مكتوباً من الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عن استقالته، بعد تلقيه إعلاناً شفهياً بذلك.
أما وزارة الدفاع الأوكرانية فقالت إن القوات المسلّحة لن تشارك في النزاع السياسي الحاصل، وقالت في بيان لها إن "وحدات القوات المسلّحة الأوكرانية متمركزة في أماكن انتشارها الدائمة وتقوم بمهامها المنظّمة".
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلّحة الأوكرانية إن "القوات المسلّحة وفية لواجبها الدستوري ولا يمكن جرّها إلى أي نزاع سياسي داخلي"، مضيفاً "أنا أضبط وضع القوات المسلحة حالياً بشكل كامل".
وكانت وزارة الصحة الأوكرانية أعلنت الخميس الماضي، مقتل أكثر من 75 شخصاً في أعمال العنف في كييف، وهي أعمال تعتبر الأسوأ منذ حصلت البلاد على استقلالها في العام 1991.
وتشهد كييف أزمة سياسية حادّة، أدّت في الأشهر الماضية إلى سقوط قتلى وجرحى، على خلفية احتجاج المعارضة على رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، التوقيع على اتفاق للتبادل الحر مع الإتحاد الأوروبي، مفضّلا بدلاً من ذلك تقارباً مع روسيا.