انتقد علماء شريعة فتوى مفتي عام
السعودية الشيخ عبد العزيز
آل الشيخ بعدم الدعاء للجهات التي اعتبرتها وزارة الداخلية السعودية جماعات ارهابية. متهما إياها بأنها لا تمت للإسلام بصلة.
واعتبر هؤلاء أن فتوى آل الشيخ إنما تأتي في خدمة أولي الأمر، وخدمة وزارة الداخلية السعودية.
وانتقد العلماء التوظيف السياسي للدين بما يخدم أهواء أهل الحكم.
وقال الدكتور أحمد نوفل، أستاذ مشارك في التفسير وأصول الدين في الجامعة الأردنية: "لا نقبل أن يقف الشيخ –مفتي السعودية- هذا الموقف، لأنه موقف سياسي متقلب، ويتبع لأهواء، ولا ينبغي، ولا يجوز له ذلك، وكما نرى أن الموقف ينسجم مع موقف إسرائيل، والانقلاب في مصر، وهذا يدعو للشك، والريبة!".
وأضاف نوفل لـ "عربي21": "أنا لست منتميا لجماعة، ولكنني لا أقبل أن يتم اتهام الإخوان المسلمين، أو غيرهم، لكنني أتساءل لماذا لم تتهم إيران ومن هم بمعسكرها؟، ولماذا نحدث هذا الشرخ عند أهل السنة؟، بينما نزعم أننا بالاتجاه المعاكس لإيران، ولكننا نخدم الفكر الإيراني بهذه الطريقة!".
وتابع: "الأصل أن يقف الشيخ ناصحا، لا مصفقا، ولا يزج نفسه في الأمور السياسية، لماذا يتم استدعاء الدين من قبل الحكام في الأمور السياسية فقط، ولا يستدعى في الأمور الحياتية؟ إن رؤى حكام السعودية منذ تأسيس المملكة إلى الآن لم تتعارض مع الإخوان، فما الذي جد في السياسة؟".
من جهته اعتبر أستاذ الحديث النبوي وعلومه في كلية الشريعة - الجامعة الأردنية الدكتور شرف القضاة، أن فتوى آل الشيخ تنطلق من قاعدة (طاعة ولي الأمر)، والذي يجب أن تجتمع فيه الشروط الشرعية لولاية الأمر، وأهمها: الكفاءة والتقوى، ثم اختياره من الشعب بطريقة شرعية، موضحاً أن هذه الشروط غير متحققة.
ورأى القضاة في حديث لـ "عربي21" أن الفتوى الصادرة عن آل الشيخ "ليست إلا تنفيذا لأوامر وزارة الداخلية، فهي تحاول أن تعطي الشرعية لكل قراراتها، ويأتي هذا في سياق دعم الانقلاب على الشرعية في مصر، بالمال، والإعلام، والفتاوى".
وبرأي القضاة فإن هذه الفتوى خلطت بين من يحملون السلاح دفاعا عن النفس مثل أكثر الفصائل في سورية، ومنها جبهة النصرة، وبين من يقتلون المسلمين الصادقين المجاهدين مثل (داعش)، وبين من لا يحملون السلاح أصلا كالإخوان المسلمين.
وأضاف القضاة بأن الفتوى وصفت هذه الجماعات بأنها "لا تمت إلى الإسلام بصلة، وهذا من عبارات التكفير الواضحة، مع أن مذهب السلف لا يكفر حتى الخوارج".
وكان مفتي عام المملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حذر المواطنين السعوديين من التعاطف والدعاء للجهات "
الإرهابية" التي حددتها وزارة الداخلية في بيانها، وأشار إلى أن على الجميع الانتباه من هذا الخطأ، وأن الواجب على عموم المسلمين توجيه هؤلاء، وحثهم على التراجع عن أخطائهم رغبة في إصلاحهم لا التعاطف معهم.
واعتبر آل الشيخ في تصريحات له الأحد، نقلتها صحيفة "الرياض" السعودية، إعلان وزارة الداخلية السعودية عن قائمة للجماعات الإرهابية، والتي ضمت "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، واليمن، و"داعش" في العراق، وجبهة النصرة، وحزب الله في داخل السعودية، وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة "الحوثي"، أمرا مهما، وقال إنه "يكشف حقائق هذه الجماعات، والأحزاب الإرهابية، التي دأبت على زج الناس في أماكن الفتن التي لا تليق بهم".
وأضاف: "إننا أمة مسلمة ننتمي للإسلام قولًا وعملًا أما الانتماء لجماعات وأحزاب لا تمت للإسلام بصلة فلا خير فيها ولا مصلحة منها.