يعيش في أطراف العاصمة الأردنية الشرقية، المئات من أبناء قرية سورية، في مخيم بنوه بجهود ذاتية، بهدف الاستمرار في العيش مع بعضهم البعض، كما كان الحال في بلدهم قبل نزوحهم منها بعد اندلاع الأزمة فيها في آذار/ مارس 2011.
وانتقل أكثر من 500 لاجئ سوري من أبناء قرية "السروج" من
ريف حماة، إلى الأردن، ولم يقدروا على العيش بعيداً عن بعضهم البعض، فكان خيارهم الأمثل، بناء مخيم يجمعهم، للعيش معا "على الحلوة والمرة" كما قال عدد من سكانه لوكالة الأناضول.
ويفتقر المخيم لأدنى الخدمات الحياتية، بخلاف المخيمات النظامية المعترف بها من قبل الحكومة، بيد أن ذلك لم يمنع أبناء "السروج" من ترك مخيم الزعتري، وبناء مخيمهم الخاص، لما يوفره لهم من خصوصية، وحرية بالتحرك والعمل، لا سيما وأنه يقع وسط سوق الخضار المركزي في العاصمة
عمان.
ويرجع كره أبناء السروج للعيش داخل المخيمات التي تشرف عليها الحكومة، إلى حياة البداوة التي اعتادوها، وما تتطلبه من تنقل مستمر لرعي الأغنام والبحث عن طعامها، حسب ما أفاد به البعض منهم.
ويتمتع قاطنو المخيم الذين بنوا خيامهم من لافتات شوارع ومخلفات كرتونية وبلاستيكية، باللحمة القوية، والعلاقة الوطيدة، حيث يسارع القادر منهم إلى مساعدة المحتاج بما يحتاجه.
ويقول حسين الرملة، مختار المخيم، الذي كان مختارا في
قرية السروج بحماة، إن "المخيم يتمتع بالأمن والراحة النفسية، لأنه لم يتعرض أحد لأي مضايقات من قبل سكان المنطقة".
غير أن سكان المخيم لا يخفون انزعاجهم من ملاحقة الجهات الرقابية لهم، ومنعهم من العمل بالسوق المركزي لعدم حملهم تصاريح لذلك.
وفي هذا السياق، تقول أم يحيى، إحدى القاطنات في المخيم، التي توفي زوجها وتعيش مع ابنها في خيمة، إن "الأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية، حيث تضطر في معظم الأحيان إلى الاستدانة من جيرانها لقضاء حوائجها اليومية".
وأوضحت أن "كوبونات شراء المواد الغذائية التي تمنحها لهم الجهات الإغاثية، لا تكفي لسد احتياجات أسبوع واحد، نظرا لأن قيمتها لا تتجاوز الـ24 ديناراً أردنياً (30 دولارا)".
وأبدت حزنها على ما أصاب خيمتها من دمار، جراء مداهمة مياه الأمطار لها، بسبب المنخفض الجوي الذي اجتاح الأردن مؤخراً.
وبالإضافة إلى المخيمات العشوائية التي تنتشر في الأردن، فإنه يوجد أربع مخيمات تشرف عليها الأجهزة الرسمية في البلاد، أكبرها "الزعتري" والمخيم الإماراتي (مريجب الفهود)، ومخيم الحديقة في الرمثا، أقصى شمال الأردن، ومخيم "سايبر سيتي".
وتعد الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالاً للاجئين منذ بداية الأزمة قبل ثلاث سنوات، وذلك لطول حدودهما المشتركة التي تصل إلى 375 كم، يتخللها عشرات المعابر غير الشرعية التي يدخل عبرها اللاجئون السوريون إلى الأردن.
ويصل عدد السوريين في الأردن إلى أكثر من مليون و300 ألف، بينهم 600 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، في حين دخل الباقي قبل بدء الأزمة السورية، بحكم علاقات عائلية، وأعمال التجارة.