حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين في تقرير لها صدر، الأربعاء، من أزمة لمئات آلاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في المناطق الحضرية (خارج المخيمات) في الأردن، ويكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم اليومية.
وقامت المفوضية الأممية وشريكتها منظمة الإغاثة والتنمية الدولية بدراسة جديدة سلطت فيها الضوء على معاناة 450 ألف لاجئ يعيشون خارج مخيمات اللجوء الرسمية في الأردن، يواجهون ارتفاع أسعار الإيجارات وصعوبات في إدماج أطفالهم في المدارس، بحسب تقرير.
واستند التقرير، في بياناته على 92 ألف مقابلة أجريت من خلال الزيارات المنزلية بين عامي 2012-2013، ويشير إلى أن غالبية اللاجئين السورين عبروا عن استيائهم لدخول الحرب في
سوريا عامها الرابع وشكهم في التحمل المزيد من الصعاب.
ولفت التقرير إلى أن "الأردن سخَّر كل طاقاته وإمكاناته وموارده الشحيحة لخدمة البعد الإنساني للاجئين السوريين".
ولفت إلى أن "التقرير جاء وسط مؤشرات على نفاد مدخرات العديد من العائلات السورية ولجوئهم إلى آليات مواجهة سلبية لتغطية احتياجاتهم ما يعرضهم لخطر الاستغلال".
وأظهر التقرير أن "61 بالمائة من أطفال الأسر اللاجئة التي تمت مقابلتها لم يلتحقوا بالمدارس خلال هذين العامين (2012-2013) في الأردن، إضافة إلى أن 5 بالمائة من الأطفال الذين التحقوا بالمدرسة تسربوا منها"، مبينًا أن "المفوضية تعمل على دراسة حيثيات هذا الموضوع والوقوف على أسبابه من خلال الزيارات المنزلية".
ولفت ممثل المفوضية في الأردن أندرو هاربر، في بيان أرفق مع التقرير، إلى أن "هناك أربعة من كل خمسة لاجئين سوريين في الأردن يعيشون خارج مخيمات اللجوء، ويتلقون جزءًا بسيطًا من الرعاية".
وبيَّن هاربر أن "الأطفال السوريين فقدوا ماضيهم بالفعل"، معربًا عن "ضرورة إعطاء هؤلاء الأطفال المهارات اللازمة لإعادة بناء أنفسهم لمستقبل أفضل".
ويصل عدد السوريين في الأردن إلى أكثر من مليون و300 ألف، بينهم 600 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، في حين دخل الباقي قبل بدء الأزمة السورية، بحكم علاقات عائلية، وأعمال التجارة.
وبخلاف المخيمات غير النظامية التي يقطنها لاجئون، وتغض السلطات الأردينة الطرف عنها، يوجد في الأردن 4 مخيمات للسوريين، أكبرها مخيم
الزعتري، والمخيم الإماراتي المعروف بـ"مريجيب الفهود"، ومخيم "الحديقة" في الرمثا، ومخيم "سايبر سيتي" الذي يؤوي عددا من فلسطينيي سوريا بالإضافة لسوريين.
وتعد الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين اللاجئين منذ اندلاع الأزمة في عام 2011، وذلك لطول الحدود البرية بين البلدين، والتي تصل إلى 375 كلم.