كثفت القوات النظامية السورية الأربعاء قصفها للمناطق التي سيطر عليها مقاتلو
المعارضة في ريف محافظة
اللاذقية شمال غرب البلاد، سعيا لطردهم منها، بحسب ما أكد قادة ميدانيون لوكالة "فرانس برس".
ويتواجد الجيش السوري في بلدة البسيط الواقعة على مسافة 15 كلم إلى الغرب من بلدة
كسب، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة الأحد، إضافة إلى معبرها الحدودي مع تركيا. كما سيطر المقاتلون الاثنين على تلة استراتيجية وقرية السمرا ومخفر حدودي تابع لها.
وأمكن رؤية أعمدة من الدخان ترتفع من خلف التلال التي تفصل بين البسيط وكسب.
وقال ضابط ميداني سوري: "هناك قصف مستمر على مدينة كسب من قبل الجيش السوري لمنع تمركز المسلحين وأن يأخذوا نقاط ارتكاز، كما هو الأمر في قرية السمرا التي هي تحت سيطرة المسلحين أيضا".
وأشار إلى أن "الآلاف" من مقاتلي المعارضة شنوا هجوما على المنطقة، بدءا من بلدة كسب الحدودية. وأوضح أن المعارك المستمرة أدت إلى "استشهاد 50 عنصرا من الجيش"، إضافة إلى "مئات الإرهابيين".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أدت المعارك إلى مقتل أكثر من 100 عنصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، إضافة إلى حصيلة مماثلة بين المقاتلين.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، بأن النظام "استقدم آلاف العناصر من القوات النظامية والدفاع الوطني لاستعادة المناطق التي سيطر عليها المقاتلون"، مشيرا إلى وجود "العديد من الشبان الموالين للنظام، وغالبيتهم من العلويين، تطوعوا للمشاركة في المعارك إلى جانب القوات النظامية".
واعتبر أن "النظام لم يكن يتوقع هذا الهجوم المفاجئ في معقله، والأكيد أنه سيقوم بما في وسعه لئلا يحتفظ المقاتلون بسيطرتهم".
وأفاد المرصد الأربعاء، باستمرار "الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين موالين لها من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في منطقة كسب وقرية النبعين ومحيط المرصد 45"، وهو مركز عسكري على تلة مرتفعة.
وتدور معارك عنيفة في محيط قرية السمرا، ومناطق قسطل معاف ونبع المر وتلة النسر، والشريط الحدودي مع تركيا، بحسب المرصد.
وأوضح المرصد أن القوات النظامية تستهدف مناطق الاشتباكات باستخدام الطيران الحربي والمروحي والمدفعية الثقيلة.
واحتدمت المعارك في ريف اللاذقية منذ الجمعة، مع بدء كتائب إسلامية بينها جبهة النصرة التي تعد بمثابة الذراع الرسمية للقاعدة في
سوريا، هجوما للسيطرة على مناطق في هذه المحافظة الساحلية. وسيطر المقاتلون الاثنين على تلة "المرصد 45" وبلدة كسب ومخفرها البحري، وذلك غداة سيطرتهم على كسب ومعبرها الحدودي. كما قتل في المعارك قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد، أحد اقارب الرئيس السوري.
واتهمت دمشق تركيا بتوفير "تغطية" لمقاتلي المعارضة. وأسقطت أنقرة الأحد مقاتلة سورية كانت تشارك في المعارك، قائلة إنها انتهكت مجالها الجوي. ورأت دمشق في العملية "اعتداء سافرا".
وقال ناشطون في اللاذقية، إن الجيش السوري "يقصف كسب اليوم باستخدام الطيران والدبابات".