توصلت دراسة أجريت في جامعة كنغز كولج في لندن إلى أن
السمنة المفرطة قد تكون مرتبطة بجين معين مسؤول عن إنتاج إنزيم الأميليز في اللعاب وهو الإنزيم المسؤول عن هضم الكربوهيدرات والنشا.
وقال البروفيسور تيم سبكتور الذي قاد البحث لصحيفة "التايمز" إن هناك "إشارة إلى عملية الأيض، بحيث يمكن لشخص أن يسمن عندما يأكل طعاما معينا بينما لا يسمن شخص آخر يأكل نفس الطعام وبنفس الكمية"، ويعزو ذلك إلى جين الـ (AMY1) حيث أن الباحثين وجدوا علاقة بين هذا الجين وقابلية السمنة حتى في التوائم الذين يتغذون من نفس الغذاء.
ويضيف البروفيسور أن جين الـ (AMY1) يعطي الجسم المعلومات التي يحتاجها لإنتاج إنزيم الأميليز في اللعاب، وبحسب الدراسة فكلما زادت كمية هذا الإنزيم في اللعاب كلما زادت قدرة الجسم على الاستفادة من الخبز والخضار لدرجة أن الناس في 10% العليا من حيث عدد الأشكال المختلفة من جين الـ (AMY1) يزيد احتمال معاناتهم من السمنة المفرطة أكثر بثمانية مرات من غيرهم.
وركز البحث على عدد النسخ المختلفة من هذا الجين وعدد المرات التي يتكرر في حوالي 5000 شخص بما في ذلك 972 توأما وهذه المعلومات قورنت مع أوزانهم، وقال البروفيسور سبكتور إن نتائج البحث كانت مريحة في تحليل بعض التوائم المختلفة (من بويضتين مختلفتين)، حيث صادف في بعض هذه الحالات أن حجم أحد التوأمين يفوق الآخر.
وأضاف: "كانا متأكدين أنهما أكلا نفس الطعام حتى سن 18 .. ولكن أحدهما بقي يزداد وزنه وقالا إنه من الجميل أن نعرف أن السبب هو
الجينات وليست شراهة أو ضعف إرادة المصاب بالسمنة، وهما السببان اللذان تعزى إليهما السمنة المفرطة في العادة".
ويضيف البروفيسور أن من المفارقات وجود أعداد أكبر من هذا الجين والتي تعتبر اليوم أمرا سيئا، ربما كانت تعتبر ميزة في الماضي حيث يتوقع أن هذه الطفرة حصلت عندما بدأت الزراعة، حيث تمكن الناس من هضم الطعام بشكل أكثر فاعلية كما كان أثر طفرة أخرى جعلت جسم الإنسان قادرا على الاستفادة من حليب البقر مما جعل حاملي هذه الجينات أقدر على العيش من غيرهم. ولكن تغير أساليب الحياة الآن جعل من هذا الجين عبئا على حامله.
ورحب البروفيسور جيمي بيل من جامعة امبيريال كولج بالبحث وقال "هذا الموضوع ليس موضوعا بسيطا ويمكن فهمه بسهولة. أعرف أن هناك إغراء بالنسبة لعلماء الجينات أن يبحثوا عن سبب واحد للسمنة المفرطة دون البحث في النواحي الاجتماعية والمادية لذلك.. فمثلا بالنسبة للأشخاص الذين يحملون أعدادا كبيرة من الجين قد يكون أكل الكربوهيدرات يولد طعما حلوا في الفم مما يشجعهم على أكل المزيد وعكس ذلك عند الأشخاص الذين لا يحملون عددا كبيرا من هذا الجين".
وجدير بالذكر أن أبحاثا سابقة توصلت إلى جينات مسؤولة عن السمنة، ففي عام 2007 قال العلماء إنهم اكتشفوا جينا يدعى (FTO) هو المسؤول عن السمنة. وفي عام 2009 نشرت نتائج بحث أجري على 300 طفل في جامعة كامبرج وتوصل البحث إلى أن أشكالا من الجين المسمى (CNV) هو المسؤول.
وفي عام 2013 قيل أن الجين (FTO) هو المسؤول. وفي نفس الفترة قالت أبحاث أن جينا يدعى (KSR2) هو المسؤول.