أعلن قيادي في
منظمة التحرير الفلسطينية أن قرار التوجه للمؤسسات الدولية بات "نهائياً"، ويمثل تحولا "نوعياً" عن المسار الذي سلكته "القيادة الفلسطينية" على مدى سنين.
وفي تصريحات لـ "عربي 21"، قال حنا عميرة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن "القيادة الفلسطينية قررت سلوك مسار آخر غير المسار الذي سلكته خلال الأعوام الماضية، في ظل فشل
المفاوضات"، معتبراً أن قرار التوجه للأمم المتحدة يهدف إلى تفعيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية رداً على السلوك
الإسرائيلي.
ونوه عميرة إلى أن الخطوة الفلسطينية تجسد السعي لتأمين حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنه لم يعد هناك ما يمكن الرهان عليه في المفاوضات في واقعها الحالي.
وحول إمكانية أن تمارس الإدارة الأمريكية ضغوطاً كبيرة على رئيس السلطة محمود عباس لثنيه عن خطوته الأخيرة، قال عميرة: "لقد جرى التصويت بالإجماع على هذا التوجه، وبالتالي لا يمكن النكوص على هذه الخطوة".
وأضاف: "يدعي الأمريكيون أنهم يعارضون التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة على اعتبار أنه خطوة أحادية الجانب، لكن ماذا بخصوص الخطوات أحادية الجانب الهدامة التي تقدم عليها إسرائيل صباحا مساء، سيما التوسع في المشاريع الاستيطانية والتهويدية، لماذا لا نرى حرصاً أمريكياً على مواجهة هذه الخطوات".
وحول الأنباء التي تحدثت عن محاولات للربط بين الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي جونثان بولارد المعتقل في الولايات المتحدة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، قال عميرة: "لا علاقة لنا من قريب ولا من بعيد بما يجري بين الإسرائيليين والأمريكيين بهذا الخصوص".
من ناحية ثانية، نقل موقع صحيفة "هآرتس" صباح الأربعاء عن مسؤولين في الخارجية الأمريكية قولهم إن جهود كيري وصلت إلى نهايتها وإنه لم يعد هناك ما يمكن بذله في ظل التباين الكبير في مواقف الطرفين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن كيري يصر على أنه مازال هناك أمل أن يتم التوصل لتوافق حول تمديد المفاوضات، فأن الصحيفة لا تستبعد أن يعلن الرئيس أوباما شخصياً عن فشل جهود كيري.
وشددت الصحيفة على أن المسؤولين الأمريكيين يرون أنه يتوجب على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي أن يحلوا المشاكل العالقة بينهما دون تدخل أمريكي.
وكان كيري قد ألغى أمس زيارة كان من المقرر أن يقوم بها لرام الله في أعقاب قيام عباس بالتوقيع على 15 طلب انضمام لمنظمات دولية.
وأرجعت مصادر إسرائيلية تراجع فرص التوصل لصفة شاملة، كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، صباح أمس، إلى المعارضة الشديدة التي عبر عنها نواب ديموقراطيون وجمهوريون لفكرة الإفراج عن الجاسوس الأمريكي جونثان بولارد مقابل إفراج "إسرائيل" عن أسرى فلسطينيين.
وأوضحت المصادر أنه قد تبين أن نتنياهو اكتشف أن تضمين بولارد في الصفقة لا يضمن بالضرورة إقناع زملائه في الحكومة بالموافقة على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، سيما أسرى 48.
فقد أعلن ممثلو حزب "إسرائيل بيتنا" في الحكومة "الإسرائيلية" أنهم سيعارضون الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين حتى بثمن الإفراج عن بولارد.
ووصف وزير الزراعة يائير شامير الربط بين بولارد والأسرى الفلسطينيين بأنه "رشوة وابتزاز عاطفي".