تباينت المواقف
الإسرائيلية حول خطوة
عباس بالتوقيع على الانضمام لـ15 اتفاقية ومعاهدة ووثيقة دولية، حيث ذهب البعض للقول بأن الخطوة سيئة وخطرة على إسرائيل، فيما ذهب آخرون إلى القول بأنها لا تعدو أن تكون حبرا على ورق.
الكاتب الإسرائيلي البروفيسور تشيلو روزنبرغ يرى أنه لن يتبقى في يد إسرائيل غير إعادة
احتلال المنطقة، بما فيها غزة، وهكذا الدفن دفنة عالمية لاتفاقات أوسلو، وقال إن الكثيرين في إسرائيل يتمنون ذلك.
كما أشار إلى أن قرار أبو مازن الأخير بالتوقيع على انضمام السلطة الفلسطينية إلى 15 ميثاق دولي هو خطأ فادح.
فبحسب مقال روزنبرغ المنشور في صحيفة معاريف الإسرائيلية الخميس، ينضم أبو مازن إلى سلسلة غير محترمة من الزعماء الفلسطينيين الذين سيذكرون بسمعة سيئة أبدا. غير أن أثر السخافة السياسية لأبو مازن سيشعر به الناس في إسرائيل جيدا، فرافضو المسيرة السياسية في إسرائيل يمكنهم أن يفرحوا في ضوء فشل
المفاوضات إذ أن حلمهم تحقق.
ويضيف: "كثير من الإسرائيليين واثقون بأنه يمكن تدبر الحال حتى دون الولايات المتحدة، وقد صنع لهم أبو مازن جميلا وتسبب في أن تتصدى إسرائيل وحدها للمشكلة الفلسطينية، على الأقل في السنوات القريبة القادمة".
من جهته قال الكاتب الإسرائيلي إيال غروش إن طلب السلطة الفلسطينية الانضمام إلى الـ 15 ميثاقا دوليا سيطرح مشكلة على باب الأمين العام للأمم المتحدة ويجعل من الصعب على محكمة الجنايات الدولية رفض توجهات السلطة.
وأشار الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس الإسرائيلية الخميس، إلى طلب السلطة الفلسطينية التحقيق في عملية الرصاص المصبوب، التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة حيث ذكر المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية آنذاك أن فلسطين معترف بها في الأمم المتحدة بصفتها "مراقبة"، لكن اذا تغيرت الأمور فانه يستطيع أن يفحص عن دعاوى جرائم نفذت في أرضها.
وتابع: "إذا تم ذلك بعد أن تصبح فلسطين مشاركة في الـ 15 ميثاقا دوليا مركزيا، فسيصبح أصعب على المدعي العام في المحكمة أن يرفضها متعللا بأنه ليس من الواضح إلى الآن أنها دولة. وفي هذه الحال سيُفتح الباب للتحقيقات مع إسرائيليين في المحكمة فيما يتعلق بحالات قتل فلسطينيين أو فيما يتعلق بالمستوطنات، لأن دستور المحكمة يحظر على دولة محتلة أن تنقل سكانها المدنيين إلى المنطقة الواقعة تحت الاحتلال".
أما الكاتب د. رؤوبين باركو فرأى أن التهديد الفلسطيني بترك التفاوض والاتجاه إلى الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية تهديد باطل سيكون منه فائدة لإسرائيل خاصة.
وفي إشارة إلى الجهود الأمريكية في دفع عجلة المفاوضات قال باركو في مقاله المنشور في صحيفة "إسرائيل اليوم" الخميس، إن التجربة أثبتت أن كل جهة سياسية جاءت إلى منطقة الشرق الأوسط لإحلال السلام فقدت السيطرة على المقود، ومن ثم تتهم "إسرائيل" بالحادث.
وتابع: "من المؤسف جدا أنه يبدو أن مصير جون كيري سيكون مشابها".
ويضيف أنه لا شبيه للفلسطينيين في إدارة التفاوض فها هم أولاء يهددون إسرائيل بأنها إذا لم تمسك بطرف ثوب أبو مازن فسيكون مصيرها دولة ذات شعبين تتحول إلى فلسطينية بالتدريج.
ويقول: "ها هم أولاء يلوحون في وجوهنا بتجديد الانتفاضة المسلحة، بل بدأوا ينفذون تهديدهم ويعملون من طرف واحد ليحظوا باعتراف بأن فلسطين دولة وليرفعوا علينا دعاوى في محكمة جرائم الحرب في لاهاي ولمقاطعتنا اقتصاديا وأكاديميا وكأننا مجذومون".
وختم باركو: "ليختطف الفلسطينيون لأنفسهم دولة من طرف واحد، فسيكون ذلك ربحنا الأكبر لأن الدولة يجب أن تهتم بجميع مواطنيها في داخلها ولا تستطيع أن تطالب بإسكانهم في إسرائيل، وسنحدد حدودنا من طرف واحد ونستمر على الاختصام في المثلث القاتل من موقع قوة لأنه يوجد الكثير من الصراعات الحدودية غير القابلة للحل بين الدول.