في الوقت التي تعاظمت فيه الاعتداءات التي تستهدف المساجد داخل
فلسطين 48، هاجم وزير الخارجية "
الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان بشدة الشيخ رائد صلاح، زعيم الحركة الإسلامية في فلسطين 48، واصفاً إياه بـ "طابور خامس".
وفي تصريحات نقلها عنه موقع "واللا" الإخباري، اتهم ليبرمان الشيخ رائد صلاح باستغلال قيام متطرفين يهود بحرق المساجد من أجل التحريض على "إسرائيل" والمس بمكانتها وتعريض أمنها للخطر، وصولاً للقضاء عليها بشكل كامل.
وقال ليبرمان: "سأحرص شخصياً على التخلص من مدينة "أم الفحم"، معقل الحركة الإسلامية داخل فلسطين 48، في أية تسوية سياسية للصراع مع الفلسطينيين عبر ضمها للكيان الفلسطيني الذي يفترض أن يقام في الضفة الغربية".
وأضاف: "سأجعل رائد صلاح في المكان الذي ينتسب إليه، فأم الفحم لن تكون جزءاً من إسرائيل، بل من الكيان الفلسطيني".
يذكر أن ليبرمان يصر على طرح موضوع تبادل السكان والأراضي، الذي يتضمن التخلص من منطقة المثلث التي تضم أكبر عدد من المنتسبين للحركة الإسلامية داخل فلسطين 48 مقابل ضم المستوطنات اليهودية لـ "إسرائيل".
وفي سياق متصل، أقدم متطرفون يهود على حرق مسجد "أنس بن مالك" في مدينة "أم الفحم"، فجر الخميس الماضي، حيث قاموا بعد ذلك بكتابة شعارات معادية للإسلام على جدار المسجد.
وقامت كاميرات حراسة مثبتة على جدران المسجد بتصوير المجموعة، حيث عرضت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية صوراً تظهر اثنين من أفراد المجموعة وهم يصبون مادة مشتعلة على مدخل المسجد.
وأشارت القناة إلى أن عمليات استهداف المساجد والمرافق العامة والخاصة والأفراد في فلسطين 48 تعاظمت بشكل كبير.
ونوهت القناة إلى أن هذه العملية التي تأتي ضمن حملة ما يعرف بـ "شارة ثمن"، التي استهدفت مؤخراً رجال أعمال يعيشون في مدينة "الناصرة العليا"، كما تعرض خلالها أكاديميون فلسطينيون يعملون في مؤسسات تعليمية يهودية للاعتداء.
من ناحيته اتهم أنطوان شلحت كبير الباحثين في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية سلطات الحكم في "إسرائيل" بالتواطؤ مع المسؤولين عن الاعتداءات التي تطال الفلسطينيين داخل فلسطين 48.
وفي تصريحات لـ "عربي 21" أشار شلحت إلى أنه حتى الخبراء الإسرائيليون يؤكدون أن الحكومة "الإسرائيلية" بإمكانها وضع حد لهذه الاعتداءات، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الذي يرفض أن تتحرك الأجهزة الأمنية والقضائية لمواجهة هذه الظاهرة.
وأشار شلحت إلى أن نتنياهو يرفض بإصرار اعتبار المجموعات المسؤولة عن "شارة ثمن" مجموعات إرهابية، وهذا ما يفسر تراخي مؤسسات الكيان الصهيوني في مواجهتها.
وشدد شلحت على أن اختيار مدينة "أم الفحم" كهدف للاعتداءات لم يكن على سبيل الصدفة، بل بسبب الرمزية التي اكتسبتها المدينة، لأنها تتضمن مقر قيادة الحركة الإسلامية وبسبب وجود الشيخ رائد صلاح وما يرمز له من مواقف قومية وإسلامية تزعج كثيراً الاحتلال الإسرائيلي.
وحث شلحت فلسطينيي 48 إلى استخلاص العبر وبحث سبل الدفاع عن أنفسهم في ظل توافر الدلائل على أن مسلسل الاعتداءات سيتواصل.