علمت "عربي21" أن
الفيلم الوثائقي "طاقة مصر المفقودة" هو عبارة عن جهد كبير قامت به وحدة
التحقيقات التابعة لقناة الجزيرة، وفيه تكشف النقاب عن القصة المخفية لصناعة النفط والغاز في مصر.
ويصف الفيلم كيف تمكن عدد من رجال الأعمال من الإثراء بينما خسر الشعب بأسره، ويقدم دليلا دامغا جديدا على أن هذه الدولة العربية الأكثر سكانا قد تصبح قريبا عالة على إسرائيل في احتياجاتها للطاقة.
وتمكن صحفي التحقيقات الشهير كلايتون سويشر من تتبع آثار الملياردير الهارب حسين سالم، ووصل إليه في مدريد، كما أنه تمكن من الوصول إلى شريكه التجاري السابق، وضابط الموساد السابق (يوسي ميلمان) والتقاه خارج مكتبه في شمال العاصمة الإسرائيلية تل أبيب.
ويصف الفيلم كيف انتهى المطاف بمصر؛ التي كانت في يوم من الأيام مصدراً للغاز الطبيعي، إلى أن تبرم سلسلة من الصفقات الفاسدة جداً، ما أدى إلى تدمير قطاع الطاقة المصري. والأسوأ من ذلك أن البلد الذي كانت مصر تبيعه
الغاز بأسعار أدنى بكثير من أسعار السوق العالمية (أي إسرائيلي) بات الآن يمتلك احتياطات هائلة من الغاز الذي ينوي بيعه لمصر.
وفي الفيلم، تشرح مصادر في تل أبيب كيف أنه بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي اتصلت مصر
سرا بالحكومة الإسرائيلية من أجل "ضمان استمرار تدفق الغاز" إلى مصر.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي السابق يوسف بارتيزكي لمعد البرنامج، إن "مصر بحاجة للغاز، ونحن قادرون على بيعه لها، فأي شيء أفضل من ذلك؟".
يُذكر أنه على مدى خمسة شهور من التحقيقات، أجرى فريق البرنامج مقابلات مع العديد من الخبراء في مجال الطاقة بما في ذلك مسؤولون سابقون وحاليون. وتناول البرنامج بالفحص والتدقيق سجلات الحكومة المصرية ومدونات المحاكم والسجلات التجارية ليكتشف أن شركات طاقة متنفذة تقوم الآن بمقاضاة مصر في العديد من محاكم التحكيم الدولية، وتضع هذه الشركات المملوكة لأطراف دولية عدة أمام حكومة عبد الفتاح السيسي الجديدة واحدا من خيارين؛ إما أن تشتري الغاز من إسرائيل أو تواجه غرامات بملايين الدولارات. كما أن التحقيق يتناول الدور الذي لعبته الطاقة في الانقلاب محمد مرسي؛ أول رئيس منتخب انتخاباً ديمقراطياً في مصر.
في البرنامج، يؤكد سفير أمريكا السابق في كل من مصر وإسرائيل، إدوارد ووكر، أن كثيرين في واشنطن رحبوا بانقلاب السيسي، حيث قال: "مصدر جاذبيته أنه ليس مرسي، وذلك انطلاقاً من الحرص الدائم على إبقاء العلاقة بين مصر وإسرائيل والحفاظ عليها، ولم يكن من مصلحتنا في الحقيقة أن نراهم (الإخوان المسلمين) ينجحون".
أما الأدميرال ويليام فالون، الرئيس السابق للقيادة المركزية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيرفض سياسة ترويج للديمقراطية في الشرق الأوسط، ويقول: "الأمر لا يتعلق فقط بتنظيم الانتخابات. لا شك أن ذلك رائع. لكن الأهم هو ما الذي سيأتي بعد الانتخابات؟ إذا لم يكن ثمة إطار يمكّن الحكومة من أن تعمل في سبيل إنجاز الأشياء، فإنها (أي الانتخابات) جوفاء تماماً".
وأما السفير الإسرائيلي السابق عوديد إيران، الذي يعمل حالياً في معهد دراسات الأمن الوطني في تل أبيب، فرحب بعلاقة الطاقة الجديدة مع القاهرة، وقال: "إذا ما تمكنا من إنجاز اتفاق نزود بموجبه مصر بالغاز فإن ذلك سيعزز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين".
يذكر أن الفيلم "طاقة مصر المفقودة" سيبث يوم الاثنين التاسع من حزيران/ يونيو على قناة
الجزيرة الإنجليزية في الثامنة مساء بتوقيت غرينيتش، وعلى قناة الجزيرة العربية في السابعة مساء بتوقيت غرينيتش.
برومو باللغة الإنجليزية:
https://www.youtube.com/watch?v=5j048v79Rkg
برومو باللغة العربية:
https://www.youtube.com/watch?v=vMU1BbIZRQI