قال المحلل الأمريكي ديفيد إغناتيوس، إن سقوط ثاني كبرى المدن
العراقية، الثلاثاء، بيد مقاتلين "متشددين" يقرع أجراس الإنذار.
واعتبر إغناتيوس في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الأربعاء، سيطرة تنظيم
القاعدة مناسبة جيدة للرئيس باراك
أوباما كي يشرح للرأي العام الأمريكي، الكيفية التي سيقوم من خلالها بكفاح هذا الشر بدون ارتكاب أخطاء الماضي.
ودعا إغناتيوس أوباما إلى توعية الأمريكيين للتهديد المتطرف الجديد، من أجل تصحيح سجله. فقبل 19 شهرا انتخب الرئيس أوباما مرة ثانية عندما حاول إقناع الأمريكيين بأن سياساته أدت إلى اختفاء أهم عنصر من عناصر تنظيم القاعدة، لكن التنظيم توسع وشن معركة قاتلة.
وذكّر الكاتب الرئيس الأمريكي بموضوع الحملة الانتخابية، وهو أن القاعدة تم سحقها، وهو محور المناظرة الثالثة بينه وبين المرشح الجمهوري ميت رومني في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2012. فقد حاول رومني التشكيك بأقوال أوباما المتفائلة حول القاعدة وقال "إنها في الحقيقة ليست هاربة ولا مختبئة، وهي تعمل الآن في 10 إلى 20 دولة، وتمثل تهديدا لأصدقائنا وللعالم ولأمريكا على المدى الطويل ولدينا استراتيجية شاملة للمساعدة في رفض هذا النوع من التطرف".
وواجه أوباما كلام رومني بحديثه الدائم "لقد أنهينا حرب العراق، وركزنا انتباهنا على أولئك الذين قتلونا في الحادي عشر من أيلول، ونتيجة لذلك تم قطع رأس قيادة القاعدة".
وذكر إغناتيوس أن أوباما سجل نقاطا أخرى في النقاش، عندما قلل من أهمية مخاوف رومني حول العراق حيث قال "وما لم أفعله هو أنني لم أترك 10 آلاف جندي أمريكي في العراق لأن هذا سيربطنا بالبلد، وبالتأكيد هذا لن يساعدنا في الشرق الأوسط".
وفي تحليل الكاتب يرى أن رؤية ميت رومني كانت أٌقرب للواقع، "صحيح أن الرأي العام الأمريكي الخائف من الحرب أعطى تفويضا ثانيا لأوباما، لكن سياسات الأخير لم تنه خطر القاعدة، وإذا كانت عودتها ليست مشكلة أو خطأ أوباما. فخطأ من إذن؟".
يجيب الكاتب بالقول إن هناك العديد من العوامل المعقدة وتساعد على فهم الغضب الذي طبع موقف الجمهوريين من الهجوم الذي حدث على بنغازي في 11 إيلول/ سبتمبر 2012، والذي قتل فيه أربعة أمريكيين، حيث رأوا فيه علامة على صعود القاعدة والتطرف في الشرق الأوسط.
ويشير إلى أن أوباما فهم طبيعة المشكلة في خطابه الأخير الذي ألقاه في الأكاديمية العسكرية "ويست بوينت"، مشيرا إلى أن الخطر لم يعد نابعا من مركز القاعدة ولكن من الجماعات والفروع التي خرجت عنها. ولهذا اقترح صندوقا جديدا لمكافحة الإرهاب ورصد له 5 مليارات دولار أمريكي، ومن خلاله يتم تدريب وبناء قدرات الدول الشريكة لأمريكا في هذه الحرب. "أفكار جيدة" يقول الكاتب، "ولكن التقدم كان بطيئا".
ويلفت الكاتب إلى أن الإدارة تقوم بتطوير استراتيجية جادة في سوريا والتي تشمل على تدريب جيش قادر على حرب العصابات وبإشراف من المخابرات الأمريكية "سي أي إيه"، وفي نفس الوقت تقوم القوات الأمريكية الخاصة بتدريب وحدات من الجيش السوري الحر لبناء وحدات تشرف على المناطق المحررة. وفي حالة مضت الخطة كما هي فمن المؤمل تدريب 9,600 مقاتل بنهاية العام الحالي.
ويقول إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والذي يعمل في البلدين، خطير إلى درجة أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري تخلى عنه. وينقل عن مسؤول أمريكي قوله إن التنظيم يقوم بتجنيد مقاتلين من تنظيمات أخرى تابعة للقاعدة من اليمن وحركة الشباب في الصومال.
وبحسب المسؤول، فإن الظواهري الذي لا يحظى بنفس الجاذبية القيادية التي كان يتمتع بها زعيم القاعدة أسامة بن لادن "لم يعد قادرا على التعامل مع الوضع بشكل جيد". ويطالب الكاتب في النهاية أوباما بتشكيل رد قوي يتجنب أخطاء العراق وأفغانستان.