دعا السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد إدارة الرئيس باراك أوباما لتسليح المعارضة السورية.
وكتب في صحيفة "نيويورك تايمز" قائلا إنه استقال في شباط/ فبراير الماضي من عمله كسفير، بعد 30 عاما من العمل الدبلوماسي في أفريقيا والشرق الأوسط.
وكتب السفير السابق: "مع تدهور الوضع في
سوريا، لم أعد قادرا على تبرير سياستنا، ولهذا حان الوقت للمغادرة".
ويرى فورد أن نظام
الأسد والجهاديين يمثلون تحديا كبيرا للمصالح الأمريكية. فمن ناحية يقود الأسد نظاما يعتبر عارا على الإنسانية، ويقوم باستخدام أساليب شريرة أدت لتدفق سيل من اللاجئين بشكل يؤدي لزعزعة استقرار المنطقة. أما "الجماعات التي خرجت من عباءة القاعدة وتشارك الآن في الحرب فتمثل تهديدا على أمننا". كما حذر مدراء وكالات الأمن القومي ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي.
ويضيف أن المتطرفين هؤلاء يتمتعون بملجأ آمن، يمكنهم شن هجمات منه ضد الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي الوقت الذي لا يدعو فيه لغارات أمريكية أو إرسال جنود أمريكيين لسوريا إلا أنه يدعو أمريكا للقيام مع شركائها من مجموعة أصدقاء سوريا مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وتركيا وقطر والسعودية لتكثيف التدريب وإمداد المعارضة المسلحة بالأسلحة.
ويضيف "قابلت خلال السنوات الماضية مقاتلين من الجيش السوري الحر، وهؤلاء الرجال ليسوا ملائكة، كان العديد منهم ضباطا سابقين في النظام، وكلهم لديه خبرة عسكرية. وفي لقاء لا أنساه في تشرين الثاني/ نوفمبر، تبادلنا الحديث لساعات، ولكنهم أوضحوا أنهم لن يقبلوا بفلسفة القاعدة، واعترفوا أنهم سيقاتلون القاعدة والجهاديين الأجانب".
وأشار إلى أنهم وافقوا على التفاوض مع النظام مع التمسك برحيل الأسد، ولكنهم شكوا بقدرتهم بالحصول على تنازلات من النظام في ظل الوضع العسكري والدعم الذي يلقونه، وأثبتت محادثات جنيف في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير أنهم كانوا مصيبين في أقوالهم.
ويعلق فورد على الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سوريا، قائلا إن البعض يرى الطريق الأسهل لحل الأزمة هو العمل مع النظام المتمترس في العاصمة لاحتواء خطر الجماعات الإرهابية في سوريا، وسيخدم هذا المصالح الأمنية الأمريكية.
ويقول إنه التقى مع الأسد مرتين، وهو آمن في موقعه، ولكن ثلاث سنوات مرت على الاحتجاجات السلمية اعتمد فيها على الوحشية المروعة للبقاء في السلطة، كمأ أن لدى نظامه تاريخا في التعاون الخفي مع القاعدة في العراق "وليس هذا هو الرجل الذي يمكن للولايات المتحدة أن تتحالف معه".
وأضاف فورد أن الأسد يعتمد الآن على
حزب الله للبقاء في الحكم، وسيظل التأثير
الإيراني في سوريا ما دام الأسد في السلطة، ولن يقاتل حزب الله كي ينظف المنطقة الشرقية من الجهاديين، ووجود حزب الله في سوريا وإيران ليس في مصلحة أمريكا.
ويؤكد أن حلا عسكريا للأزمة ليس ممكنا، ولكن هناك إمكانية لإنقاذ الوضع، وتهيئة الظروف لمفاوضات حقيقية وإنشاء حكومة جديدة، وهذا يقتضي تعزيز قوة المعارضة المسلحة.
ويحتاج الجيش السوري الحر المواد العسكرية والتدريب، لتمكنه من شن هجمات على النظام. فبدلا من الاحتفاظ بالمواقع حيث تكون عرضة لقصف النظام الجوي والمدفعي، يحتاج المقاتلون لتنظيم عمليات تخنق خطوط الإمدادات للجيش السوري ودفاعاته.
وحتى يكون الجيش السوري الحر قادرا على فعل هذا فهو بحاجة للمعدات العسكرية المتقدمة وقنابل الهاون والصواريخ القادرة على ضرب المطارات وعمليات الإمداد الجوي وصواريخ أرض- جو بعد أن يتم ضمان عدم وقوعها في يد الجماعات الخطأ.
وسيؤدي هذا التطور -بحسب السفير- لدفع إيران وتأمين طيرانها ودعمها للنظام السوري، وقد يغير هذا الموقف الإيراني "وتنضم إلينا وتدفع نحو محادثات جادة".
كما وسيؤدي الدعم المالي وتوفير الأموال للجماعات المعتدلة لتقوم من خلالها بدفع رواتب المنضوين تحت لوائها مما يضع هذه الجماعات بنفس المستوى مع جماعات القاعدة التي استخدمت المال كمحفز لتجنيد المقاتلين. ويقول فورد إن قادة الجيش الحر كانوا عادة ما يطلبون منه توفير الاحتياجات الخاصة والأساسية لهم.
ويجب أن يرافق الدعم بتعهدات من جماعات المعارضة بإحداث تغيرات كبيرة، والتخلص من الطائفية التي تقف عائقا أمام أي حل سياسي. فمن خلال التخلص من المقاتلين الذي ارتكبوا جرائم طائفية الطابع وقاموا باختطافات قد يقتنع الأفراد الخائفين في صف الأسد ويدفعهم لدعم الثورة.
ويختم الدبلوماسي بالقول: "لم يعد لدينا خيارات جيدة في سوريا، ولكن هناك خيارات أسوأ من الأخرى، فاستمرار التردد في تعزيز المعارضة المعتدلة كي تكون قادرة على قتال النظام والجهاديين سيسرع من اليوم الذي ستتدخل فيه القوات الأمريكية لقتال القاعدة في سوريا".