اتهم عزيز
بنعزوز عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، المعارض، رئيس الحكومة عبد الإله
بن كيران بعدم الولاء للوطن، رافضا نصائحه لحل الحزب معتبرا أن النصيحة غير مقبولة ممن كان قائدا لميليشيات تعذيب تعرض لها الطلبة اليساريون في الماضي، وبأنه اليوم يفرغ جيوب المغاربة ويتباكى عليهم.
وقال عزيز بنعزوز في لقاء حزبي بمدينة الناضور: "نرفض أن نقبل نصائح ممن كان يشرف على غرف التعذيب السري بالجامعات
المغربية، من كان زعيما ميدانيا لعصابات تشرف على تعذيب مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (طلبة اليسار المتطرف)".
وأضاف: "لا يمكننا تقبل الدروس ممن كانوا وراء إراقة الدماء في الجامعات المغربية"، بل ممن "كان قائدا للمليشيات الإجرامية التي أدخلت الأسلحة إلى المؤسسات الجامعية بالمغرب، لقد عشت تلك الأيام التي كان بن كيران يشرف فيها على غرف تعذيب للطلبة المناضلين".
وقال متهما: "هؤلاء لا يحملون أي ولاء تجاه الوطن، جميعهم يحنون للشرق لا يعترفون بحدود هذه البلاد، فهم يمارسون التقية ويتقنونها، ويدعون أنهم لا يكذبون وأنهم صالحون ومسلمون والحقيقة أنهم غير ذلك تماما".
وواصل بنعزوز هجومه على بن كيران، فقال: "لقد كان مشرفا على مخافر تعذيب سرية في وجدة وفاس، تعرض فيها كثير من الطلبة للتعذيب، وبعضهم كان مدانا بالإعدام ونجا منهم بأعجوبة".
وتابع بنعزوز "هذا الأمر لن ننساه، كما أننا لن نقبل من أصحابه توجيه النصائح إلينا، لن ننسى من أدخل العنف إلى الجامعة، لقد كانت الجامعة المغربية تعرف التعايش بين مختلف فصائلها، قبل أن يأتي من أدخل الدم إلى الجامعة".
وأضاف المتحدث: "لقد أدخلوا الأسلحة البيضاء لتصفية الناس الأبرياء، من أدخل الفتنة على الشارع، هل يحتجون منا أن نذكرهم بمن يقف وراء أحداث 16 مايو؟ لقد أدخلوا العنف على الجامعة والفتنة على الوطن".
وطالب العضو البارز في حزب الأصالة والمعاصرة، من الحاضرين، بتحمل المسؤولية في تذكير المغاربة بـ"جرائم" المتواجدين حاليا على رأس العدالة والتنمية، وتورطهم في اغتيال المناضل الاشتراكي عمر بنجلون، ولأنهم أيضا "يهددون المجتمع ويحملون مشروعا تخريبيا للوطن".
وشبه بنعزوز الخرجات الأخيرة لرئيس الحكومة عبد الإله بن كيران التي طالب من خلالها بحل هذا الحزب، بأحد "الأشخاص المختلين عقليا و الذي يعكر صفوة أفراد أسرة معينة خرجت للتبضع في الأماكن العمومية باعتراض سبيلها بسبب سفهه و قلة عقله، و إذ ذاك لا يجد رب الأسرة من خيار إلا الاستعانة بمصلحة الوقاية المدنية لتنقل السفيه لمركز المعالجة العقلية والنفسية".
ووصف خرجات بن كيران الأخيرة ضد الحزب بـ"الشطحات" داخل البرلمان و خارجه، التي "تساهم في تنفير الشباب من ممارسة السياسة"، مشددا على أن حزبه يمد يده لكل الصادقين في مختلف الإطارات السياسية من أجل العمل على رد الاعتبار للمؤسسات الحزبية في البلاد و إعادة الثقة في نفوس المواطنين بعدما فقدوها بسبب الوعود الكاذبة لمتزعم الأغلبية الحكومية، على حد وصفه.
وأضاف بنعزوز أن "المغاربة لن تنطلي عليهم تمثيليات بن كيران الذي يبذل قصارى جهده ليفرغ جيوبهم ثم يسارع ليتباكى أمامهم كضحية لمؤامرات المعارضة و يطالب بحل الأصالة و المعاصرة".
انتفاضة بن عزوز جاءت في سياق السجال المحتدم بين أمين عام حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة وقيادات حزب الأصالة والمعاصرة، جين خاطب بن كيران مسؤولي حزب الأصالة والمعاصرة، بضرورة أن يفهموا الدرس جيدا ويقوموا بحل الحزب إذا كانوا شرفاء حقيقيين.
واعتبر عبد الإله بن كيران أنه "لا يمكن لحزب لديه عيوب خلقية، وجاء بها من ميلاد فاسد"، مشددا على أنه "لا يستطيع أن يصمد"، وأضاف "كل الذين حاولوا أن يواجهونا لحد الآن فشلوا، ليس لأننا أقوياء بل لأنهم هم من أنصار الفساد والاستبداد".