حذر تقرير لصحيفة "ديلي تلغراف" من عودة
العراق للأيام السود التي شهدها أثناء الغزو الأمريكي- البريطاني له.
وجاء التحذير في تقرير كتبه كولين فريمان بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مناطق شاسعة من شمال العراق، فبعد يوم من السيطرة على مدينة
الموصل أصبح المقاتلون الإسلاميون على بعد 60 ميلا من العاصمة بغداد.
وفي الطريق إليها سيطروا على مدينة تكريت وبلدة بيجي مما أدى لهروب نصف مليون عراقي.
ويقول فريمان إن الرحيل الجماعي للسكان أثار جدلا جديدا في العواصم الغربية حول قرار غزو العراق عام 2003 وهي حرب كلفت البريطانيين 179 من جنودهم و 9 مليار دولار، فيما كانت خسائر الأمريكيين فادحة: أكثر من 3 ألاف جندي و 3 تريليونات دولار أمريكي.
وواجه ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني أسئلة من النواب في جلسة المساءلة الإسبوعية عن قراره التصويت لصالح الحرب. وحذر كاميرون من هجمات جديدة وقال إن رئيس الوزراء نوري المالكي لا يعمل بما فيه الكفاية لمنع تفكك البلاد.
وتردد كاميرون في الرد على السؤال حول دعمه للحرب حيث قال "لا أرى داعيا
للخوض مرة أخرى في هذه النقطة، صوتُّ وتصرفتُ بناء على ذلك ولا أرى أي داع للعودة لكتب التاريخ".
وفي نقد للمالكي قال كاميرون: "واجه العراق تحدي العيش، فيه سنة وشيعة وأكراد، وهو بحاجة لسياسات وقائد سياسي قادر على جمعهم، وإشعار كل واحد منهم أنه جزء من الكل"، و "لم يكن الحال هذا دائما مع حكومة المالكي، ويجب أن يحدث هذا وإلا شاهدنا تفككا كالذي حدث خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وتعتبر الأزمة الحالية الأكثر خطورة التي يواجهها العراق منذ عام 2004، وقد أثار تقدم قوات
داعش السهل حالة من الهلع في مدينة بغداد. فيما قالت تقارير لم يتم التأكد منة صحتها إن ميليشيات شيعية بدأت بالحشد في العاصمة كإشارة إلى أن النزاع قد يتوسع ويخرج عن سيطرة الحكومة.
وتضيف الصحيفة أن الدبلوماسيين في العاصمة بغداد بدؤوا بتفعيل خطط طارئة من محل إقامتهم في المنطقة الأمنية -المنطقة الخضراء-، وذلك حسب متعهد أمني نقلت عنه ديلي تلغراف.
وفي وقت دعا فيه المالكي البرلمان لإقرار قانون الطوارئ وطالب فيه هوشيار زيباري، وزير الخارجية الساسة في بلاده دفن خلافاتهم والرد على ما يحدث، كانَ الجيش العراقي المدرب أمريكيا يذوب ويتفكك. ويسيطر داعش بشكل كامل على الطرق المؤدية للموصل والمناطق المحيطة بها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن الحكومة العراقية تجاهلت تحذيرات طالبت بتعزيز الحراسات حول السجون التي يعتقل فيها المتشددون، وقد تمت مداهمة ثلاثة منها يوم الثلاثاء وتم تحرير أكثر من 1000 متشدد.
وأشارت الصحيفة لخشية الحكومة البريطانية من مخاطر تدرب المتطوعين البريطانيين في مناطق داعش وعودتهم لبريطانيا للقيام بهجمات، لكن وزير الخارجية ويليام هيغ رفض التصريحات التي دعت
بريطانيا للقيام بواجبها وإرسال قوات للعراق بسبب الدور الذي لعبته في غزو عام 2003.
ودعا لورد دانات قائد القوات البريطانية السابقة للحذر وعدم التسرع في إصدار أحكام حول الدور البريطاني، مشيرا إلى أن البريطانيين كانوا في الجنوب وليس الشمال "هل نرى أعمدة النار تندلع من البصرة؟ لا، هذه مشكلة في الشمال السني وبغداد"، واعترف مع ذلك أن الوضع في الشمال خطير جدا. وقال إنه مرتبط بما يجري في سوريا "هذا تمرد لا يحترم الحدود الوطنية".