حذرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية من صعود الدولة الإسلامية في
العراق والشام "
داعش"، وقالت إن "دولة إسلامية" في طور التشكل، "وستضاف لخارطة العالم.. وبخلاف الدول الجديدة فلن يتم الترحيب أو الاعتراف بها دبلوماسيا".
وأضافت أنه "على الرغم من معرفتنا بطبيعة وأساس الدولة إلا أن حدودها في توسع متواصل وعاصمتها لم يتم تحديد مكانها أو اسمها.. لكن ما يميز هذه الدولة هو صورة السياسة التي ستتبعها وتطبقها.. عدم تسامحها مع أشخاص لا يتبعون التعاليم الوهابية، وأنها في حالة القبض على أعدائها من الأديان والطوائف الأخرى تقوم بتعليقهم على حبال المشانق أو صلبهم، كما حدث قبل مدة قصيرة في مدينة الرقة في شرق
سوريا".
وقالت الصحيفة إن نظام العقوبات المتبع في هذه الدولة سيقوم على "قطع الأيدي والرجم وقطع الرؤوس والتجارة بالرقيق من النساء".
وتتحدث "إندبندنت" عن توسع نشاط "داعش" التي تقول إنها تسيطر على منطقة واسعة تمتد من حدود البحر المتوسط وحتى العاصمة العراقية
بغداد، كما وتتحرك داخل الحدود الشمالية السورية وشمال- شرق العراق، وفق الصحيفة.
وفي تحليلها لأسباب صعود "داعش" والجماعات الأصولية الأخرى ترى أنها عديدة وتحتاج لنقاش طويل، لكن أهمها الدعم الخليجي والمال الذي يرصد لنشر الدعوات المتشددة وفشل النظام البعثي في توفير حياة كريمة للسوريين.
لكنها ترى أن "المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدول
الغربية، خاصة أمريكا وبريطانيا اللتان غزتا العراق بناء على مبررات خاطئة ودمرت انسجام البلد وفككت مؤسساته، وهو ما فتح المجال لصعود قوى متطرفة وجديدة لم يكن السهل السيطرة عليها"، على حد قول الصحيفة.
وفي سوريا أدّى الدعم الغربي لقوى المعارضة "المعتدلة" إلى تقوية ساعد الجماعات المتشددة، بحسب الصحيفة، موضحة أنه وصل إليها "السلاح المتقدم".
ولامت الصحيفة الدول الغربية التي تدخلت بطريقة محدودة في دول أخرى مثل ليبيا، وكان جهدها متركز على التخلص من النظام القائم دون السماح لولادة نموذج جديد وقوي قادر على السيطرة على البلاد، كما حدث في ليبيا.
وتختم بالقول إن خطر الجماعات التي وصفتها بـ"الجهادية"، لا يقتصر على أنهم "يهدودون مدننا المزدهرة وحسب بل لأنهم يحاولون إرجاع منطقة الشرق الأوسط للعصور المظلمة"، مضيفة أنه "لن نهزم هذه القوى بتجاهلنا لها وعلى أمل أن تختفي بنفسها، ولكن كيف يمكننا هزيمتها خاصة أن كل محاولاتنا انتهت بطريقة كارثية؟ هذا هو النقاش الذي يجب علينا أن نبدأ به".