قصفت طائرات النظام السوري مخيما للنازحين في جنوب سورية، على مقربة من
الحدود الأردنية، ما أدى إلى مقتل 20 مدنيا على الأقل، أغلبهم من النساء والأطفال.
وقال سكان ونشطاء إن طائرات مروحية تابعة لقوات بشارا لأسد أسقطت عدة براميل متفجرة على المخيم في قرية الشجرة على مسافة كيلومترين من الحدود الأردنية.
وقال ابو محمد الحوراني وهو مزارع في القرية ذكر أنه ساعد في نقل الجثث بعد الغارة التي وقعت فجرا "النساء كن يولولن بهستيريا بعد أن رأين أطفالهن
القتلى على الارض" حسب ما نقلت عنه وكالة رويترز.
وقال عمال إغاثة إن 80 شخصا على الأقل أصيبوا وكثير منهم جراحهم خطيرة.
ولجأت مئات الأسر إلى البلدة الحدودية هربا من اشتداد حدة القتال والقصف في جنوب سورية خلال الأشهر الماضية.
وقال شهود إن الهجوم دفع مئات العائلات التي أصابها الذعر للفرار إلى من البلدة الريفية الحدودية التي يزيد سكانها عن 15 ألف نسمة خوفا من هجمات جوية أخرى على المخيم الذي أقيم قبل ما يقرب من خمسة أشهر.
ودفعت الصعوبات في العبور إلى الأردن بعض المنظمات غير الحكومية ووكالات الإغاثة الإنسانية إلى التفكير في إقامة مخيمات للاجئين داخل الأراضي السورية بالقرب من الحدود. ويقول الأردن إن وجود أكثر من 600 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة على أراضيه ويشكلون نحو 15 في المئة من سكانه أثقله بالأعباء.
ويقول موظفو المعونة إن
قصف المخيم حيث تعيش مئات العائلات في ظروف بائسة لم يصب المنظمات غير الحكومية وموظفي المعونة بصدمة وحسب، وإنما دفعهم إلى إعادة تقييم مخاطر إقامة مثل هذه المخيمات التي كانت تعد مناطق آمنة نسبيا بالقرب من الحدود.
لكن المفوضية العليا لشؤون
اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي لم تحبذ منذ فترة طويلة إقامة مثل المخيمات داخل
سوريا دون مباركة دولية؛ قالت إنه يتعين على دول مضيفة مثل الأردن ولبنان الاستمرار في السماح بدخول اللاجئين الفارين من العنف المتزايد في سورية بحثا عن ملاذ آمن على أراضي الدول المضيفة.
وقال أندرو هاربر رئيس عمليات المفوضية في الأردن لوكالة رويترز: "هناك القليل جدا من المناطق الآمنة في سورية لذلك من المهم أن تبقي الدول حدودها مفتوحة؛ لأن إقامة المخيمات في أماكن خطرة لا يوفر حماية للناس".
وأضاف: "إذا أقمت مخيما لأناس يحتاجون إلى الحماية فإنك في حاجة إلى مكان يتمتع بالحماية. الفارون من العنف يجب أن يكونوا قادرين على عبور الحدود على الأقل".
وتسمح السلطات حاليا لأعداد قليلة من اللاجئين بالدخول إلى الأردن عبر معبر حدودي تموله الأمم المتحدة في منطقة نائية قريبة من الحدود مع العراق، وتقول وكالات إغاثة إن اللاجئين يعانون لأيام قبل الوصول إلى وجهتهم.
وتقول مصادر مسؤولة إن عمّان فرضت أيضا هذا الشهر قيودا على دخول السوريين العاديين الذين يصلون عبر المطار والمعابر الحدودية الرسمية مع سورية.
وبموجب الإجراءات الجديدة، يمُنع السوريون من دخول الأردن، باستنثاء من يحملون تصاريح عمل أو شهادات استثمار في الأردن، أو لديهم إقامات دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة. كما يُسمح بدخول السوريين المقيمين في الأردن منذ فترة طويلة، ومسافري الترانزيت والسوريات المتزوجات من أردنيين أو أجانب مقيمين في الأردن، والسوريين المتزوجين من أردنيات.
وبخلاف ذلك، يحتاج السوريون للتقدم بطلبات مسبقة لوزارة الداخلية في عمّان قبل وصولهم إلى الأردن.
من جهتها، وثقّت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 61 شخصا في العمليات العسكرية المختلفة التي شنتها القوات النظامية في العديد من المدن والبلدات السورية.
وذكرت الشبكة السورية التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، أن العمليات العسكرية التي شنتها الوحدات العسكرية التابعة للنظام السوري، أمس الثلاثاء، في كافة الأنحاء السورية برا وجوا، مستخدمة القنابل الفراغية، والبراميل المتفجرة، ومدافع الهاون والصواريخ أرض-أرض، أدت إلى مقتل21 شخصا في حلب، و11 في حمص، و7 في ريف العاصمة دمشق، و5 في الرقة و4 في كل من درعا وإدلب، و3 في كل من دير الزور وحماة، و2 في الحسكة وقتيل في السويداء.
ومن جانبها أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية، في بيان لها، أن طائرات حربية ومروحات تابعة للجيش النظامي، قصفت بشكل مكثف مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة حلب بالشمال السوري، مما أدى إلى إحداث أضرار مادية بالغة بعدد كبير من المنازل.