تضم
المحطة الحرارية في حلب والتي تقع في ريفها الشرقي، مباني ضخمة ومساكن عمالية ومراجل لإنتاج الكهرباء عن طريق الحرارة، والأخطر من ذلك كمية من الهيدروجين القابل للانفجار، والذي قد يسبب انفجاراً ضخماًلا تحمد عقباه كما يقول مصدر مقرب من موظفي المحطة.
ويضيف المصدر الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه، لـ "عربي21"، أن المحطة التي قام تنظيم
داعش بالسيطرة عليها منذ عام فقدت الكثير من مقومات العمل. وقام عناصر التنظيم بنقل كافة مواد المستودعات وورشات الصيانة منها إلى مكان مجهول، عدا عن كميات المازوت الكبيرة التي تقدّر بأربعة ملايين ليتر، حيث نقلوها وأكبال الكهرباء إلى مكان مجهول.
ويؤكد المصدر أن موظفي المحطة الحرارية عملوا في ظروف صعبة للغاية، "فحين كانت المحطة الحرارية محاصرة من قبل تنظيم "داعش" كان في داخل المحطة الحرارية خمسة وسبعون موظفاً، و45 عنصراً من القوات الحكومية. وفي اليوم الأول للاقتحام الذي استمر من الساعة الخامسة عصراً حتى العاشرة من صباح اليوم التالي قامت مجموعة من موظفي المحطة بالتواصل مع التنظيم للقيام بهدنة، وخرجت هذه المجموعة وتواصلت مع التنظيم حينها، واشترط التنظيم على عناصر الجيش أن يسلموا سلاحهم وتعهد بأن يوصلهم إلى أقرب نقطة يريدونها".
وأضاف المصدر أنه "أثناء المفاوضات قام عناصر الجيش بإجبار عدد من الموظفين على سحب جثث القتلى الذين سقطوا أثناء الاشتباكات وبينهم ضابط برتبة ملازم".
ويروي أن "عناصر الجيش طلبوا اصطحاب الموظفين معهم كرهائن، وعندما شعر العناصر بفشل المفاوضات جمعوا الموظفين اعتذروا منهم لقسوة معاملتهم خلال العام المنصرم، وطلبوا منهم أن يساعدوهم في الدفاع عن المحطة لكن جميع الموظفين رفضوا ذلك، فبدأ العناصر بشتمهم واتهامهم بالخيانة ثم أجبروهم على أن يساعدوهم بالتذخير".
وقال: "بدأت المعركة وقام عناصر الجيش بالانسحاب بعد ساعة واستطاعوا الهروب من بقعة جغرافية كبيرة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، بينما وقع
الموظفون الذين أجبروا على التذخير ضحية طرفي الصراع، استطاعوا النجاة بأعجوبة، أما بقية الموظفين فقد كانوا مقيدين في صالة كبيرة ينتظرون قدرهم"، بحسب المصدر.
وبعد سيطرة التنظيم على المحطة الحرارية يؤكد المصدر أنهم "لم يستطيعوا أسر غير عنصر واحد من عناصر القوات الحكومية وهو مسيحي. وبعد خمسة عشر يوماً دخل إلى مكان عمل الموظفين عناصر من تنظيم داعش لهجتهم تونسية يجرّون الشابّ المسيحي وهو مضرج بدمائه وجسمه مصبوغ باللون الأسود من أثر التعذيب، و طلبوا من موظفي المحطة أن يقتصّوا منه إن كان قد آذاهم ولم يقترب منه أحد، ثم قام التنظيم بتصفية الشاب بعد أيامٍ قليلة".
يذكر أن المحطة الحرارية كانت تنتج 1065 ميغا واط من الكهرباء، وصارت تنتج 300 ميغا واط فقط أثناء الحصار، ثمّ أوقفها عناصر القوات الحكومية ساعة الاقتحام للضغط على القوات الحكومية لتسعى في إنقاذهم. وهي اليوم متوقفة عن العمل بشكلٍ كامل. وقصفها الطيران الحربي مرتين، الأولى في ساحة التحويل في 5 كانون الأول/ ديسمبر2012، والثانية أصابت مرجلاً من مراجل المحطة يوم اقتحامها من قبل تنظيم داعش.
ويؤكد أحد موظفي المحطة أن المحطة فقدت الكثير من مقومات عملها، فهي تحتاج إلى حموض ومحروقات "فيول- غاز- ديزل" وإلى إعادة توصيل أكبال الشبكة المقطوعة جراء المعارك حول المحطة.
يشار إلى أن موظفي المحطة الحرارية يذهبون إلى عملهم في المحطة حتى هذه اللحظة وتحت رعاية عناصر التنظيم، ويتقاضون رواتبهم من وزارتهم في مناطق سيطرة القوات الحكومية منذ خمسة أشهر.