تشكل مدينة خربة غزالة في
درعا جنوب البلاد حالة فريدة من المدن السورية في عهد
الثورة، حيث نزح كل أبناء البلدة التي يبلغ عدد السكان فيها 30 الف نسمة من بيوتهم بعد سيطرة القوات النظامية عليها وذلك في الثاني عشر من أيار/ مايو 2014، بعد انسحاب قوات المعارضة المسلحة منها لنقص الذخيرة بحسب ناشطين، على الرغم من اتهامات بالتخاذل وجهت للمجلس العسكري الثوري بدرعا بقيادة احمد النعمة، الذي اعتقله تنظيم جبهة النصرة مع مجموعة من قادة كتائب في المجلس العسكري في وقت سابق من أيار/مايو الماضي.
ومنعت القوات الحكومية الأهالي الذين يرغبون بالرجوع إلى بيوتهم في بلدة خربة غزالة والكتيبة، وذلك بعد سيطرتها على خربة غزالة في أيار/ مايو 2013، بل وعمدت قوات النظام إلى تفخيخ البيوت ونسفها بالكامل وبالأخص التي تطل على الأوتستراد الدولي (دمشق درعا) ذي الموقع الإستراتيجي الهام، في حين تمركزت عدة نقاط وحواجز للقوات الحكومية وأقامت سواتر ترابية جعلت من خربة غزالة ثكنة عسكرية يحرم الاقتراب منها.
وفي لقاء لـ"عربي21" مع المقدم المنشق نجم أبو المجد وهو عضو في هيئة الأركان المشتركة في الجيش الحر، أوضح أن موقع الخربة الاستراتيجي أعطاها تلك الأهمية، لذلك كان إغلاق طريق الأوتستراد الدولي من الخربة أحد أسباب النصر الأساسية في اللواء 38 وتحرير عشرات الحواجز في مدينة درعا بسبب إصابة النظام بشلل بعد قطع طرق إمداده لدرعا المدينة، وعند خسارة الخربة أعاد النظام اعتباره بعد أن اتخذ قرار الانتقال إلى أزرع.
وأضاف المقدم نجم "بعد انسحاب الجيش الحر من الخربة أقام النظام نقاط حراسه إنذارية على أطراف الخربة ووضع خط دفاع للخربة من هجمات الحر وقام بتدمير معظم البيوت المقابلة للأوتستراد الدولي ومنع أهل الخربة من العودة إليها حتى المؤيدين".
في سياق متصل قال الناطق باسم تجمع أحرار حوران الناشط أبو محمود الحوراني عن بلدته خربة غزالة لـ"عربي 21" إنها "اشتهرت لاحتضانها أحد اكبر المعارك في درعا وهي معركة جسر حوران، والتي أغلقت فيها كتائب المعارضة المسلحة في درعا خطوط إمداد القوات الحكومية المارة من جسر خربة غزالة على الطريق الدولي دمشق درعا مما شدد الخناق على القوات الحكومية آنذاك".
وسرد أبو محمود في حديثه تفاصيل عن بدايات معركة جسر حوران في بلدة الخربة قائلا: "تمت السيطرة الكاملة على اللواء 38 في صيدا بالثالث والعشرين من آذار/ مارس 2013، "بعد ذلك حاولت قوات الأسد اقتحام بلدة خربة غزالة والكتيبة من المحور الشمالي مدعومة بالدبابات وكامل العدة والعتاد الثقيل لديها .. فاضطر الجيش الحر على متابعة إغلاق الأوتستراد الدولي والدفاع عن بلدة خربة غزالة والكتيبة من اقتحام عصابات الأسد لها ومن هنا سميت هذه المعركة بـ "معركة جسر حوران" كناية عن الأوتستراد الدولي أو المسمى بـ"الجسر".
وبعد انسحاب كتائب المعارضة المسلحة من الخربة، رفعت من قبل ناشطين العديد من أشارت الاستفهام ووجهت العديد من الانتقادات لقيادات الحر، وكانت غالبيتها موجهة لقائد المجلس العسكري الثوري في درعا العقيد المنشق أحمد النعمة.
وتمثلت الاتهامات التي وجهت للنعمة بالتخابر مع النظام وتسليم الخربة والرضوخ للضغوط الأجنبية لوقف معركة جسر حوران، ولم تتم أي مسائلة للنعمة من قبل الحر، ففتح الباب واسعا أمام جبهة النصرة ليقوم باعتقال النعمة بعد دخوله على درعا بيومين في أيار/ مايو الماضي وبرفقته عدد من قادة الكتائب.
وظهر النعمة بعد اعتقاله ببضعة أيام بتسجيل مصور وعلى وجهه أثار تعذيب وكدمات فيما تتخفى باقي تفاصيل جسمه بالتسجيل ويتحدث عن قصة تسليم خربة غزالة للنظام تحت الضغوط الدولية والخارجية من قبل الدول الداعمة، في حين شكك ناشطون بمصداقية ما أدلى به النعمة باعتبارها أقوالا تحت الضغط والإكراه.