بدأت بالقاهرة الثلاثاء جلسة مباحثات
مصرية - جزائرية، بهدف وضع اللمسات النهائية على اتفاق يتم بمقتضاه توريد خمس شحنات من
الغاز الجزائري المسال إلى مصر، بحيث تكفي احتياجاتها لمدة شهرين، وتتراوح قيمتها بين 200 و250 مليون دولار، ويتم استقباله بميناء العين السخنة المصري، الذي سيعاينه الوفد الجزائري.
وصرح المهندس خالد عبدالبديع رئيس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) - لجريدة "الأهرام" المصرية الثلاثاء- بأنه سيتم في المباحثات استكمال الإجراءات النهائية الخاصة باستيراد مصر للغاز الجزائري، ومناقشة النواحي التجارية، والكميات والأسعار استكمالا للمفاوضات التي تمت في الجزائر مع مسؤولي شركة سوناطراك الشهر الماضي حول الإجراءات التنفيذية لتلك الصفقة.
تهافت مصري غير مسبوق
من جهتها، وصفت جريدة "الشروق" الجزائرية الثلاثاء التقارب المصري الجزائري على خلفية
استيراد الغاز الجزائري بأنه "تهافت غير مسبوق من طرف مصر على الجزائر على جميع الأصعدة، سياسيا، واقتصاديا، حتى وصل الأمر إلى الرياضة، بشكل جعل المتابعين يتحدثون عن وجود مساع مصرية لجر الجزائر، من خلال هذا "التطبيع"، نحو أجندات تتناقض، وعقيدتها الدبلوماسية".
وأشارت الصحيفة الجزائرية إلى أن التقارب المصري - الجزائري يتزامن مع تبلور تحليلات تتحدث عن ميلاد محور يتشكل من أربع دول، هي مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، يجمعها قاسم مشترك واحد هو الانخراط في المشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، الذي من أبرز معالمه السكوت عما يحدث هذه الأيام في غزة، وخلط الأوراق في ليبيا، بحسب الجريدة.
وتساءلت "الشروق": هل ستكون المساعي المصرية للتقرب من الجزائر محاولة لجرها إلى الانخراط في هذا المحور، الذي لا يلتقي إطلاقا لا تاريخيا، ولا عقائديا مع الدبلوماسية الجزائرية التي قامت على نصرة الشعوب المضطهدة، ودعم تلك التي تطالب بحقها في تقرير مصيرها؟
وكانت الجزائر رفضت فى عهد الرئيس محمد مرسي إمداد مصر بكميات من الغاز، وأبلغت الحكومة وقتها بأن تعاقدات الجزائر من الغاز مكتملة خلال العام 2013، بما لا يتيح توفير كميات إضافية كبيرة لتوريدها للحكومة المصرية.
وأشار مراقبون إلى أن تقارب نظامي الحكم في الجزائر ومصر يأتي على خلفية الطبيعة العسكرية لكل منهما، مشيرين إلى استعداد مصري للاعتراف بجبهة البوليساريو إرضاء للجزائر، ونكاية في المغرب، وأن هذا ربما كان سرا آخر لهذا التقارب.
إنتاج الغاز بالجزائر ومصر
وتنتج الجزائر نحو 1.2 مليون برميل من البترول يوميا و62 مليار متر مكعب من الغاز كل عام.
بينما تنتج مصر نحو 5.1 مليار متر مكعب من الغاز يوميا، ويتم استخدام نحو 400 مليون قدم مكعب يوميا داخل الحقول فى معدات الاستخراج، وتصدر الشركات الأجنبية نحو 400 مليون قدم، على أن يتم توجيه المتبقي من الإنتاج إلى السوق المحلية.
وتستحوذ محطات توليد الكهرباء في مصر على 70 % من إجمالى كميات الغاز الموجهة إلى السوق المحلية.
وبحسب دراسة ل"إيجاس" عن حجم استهلاك السوق المصرية من الغاز فإن استهلاك محطات الكهرباء من هذا الوقود ارتفع بدءا من أيار/ مايو الماضى بما يتراوح بين 500 و750 مليون قدم مكعب إضافية من الغاز يوميا بسبب زيادة استهلاك الكهرباء فى الصيف.
وفي سياق متصل، قال مسؤول بارز فى وزارة البترول المصرية، إن الإمارات العربية المتحدة تدرس طلبا قدمته القاهرة، لتجديد حزمة المساعدات النفطية، خلال الثلث الأخير من العام الجاري.
ومن المقرر أن تحصل مصر على منح بترولية، من دول الخليج خلال شهر تموز/ يوليو الحالي، بقيمة 1.4 مليار دولار.
وقام وزراء المجموعة الاقتصادية بمصر، المالية والبترول والاستثمار، بزيارة إلى الإمارات لبحث عدد من ملفات التعاون الثنائي، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب الترويج لفرص الاستثمار المتاحة بمصر
وقدرت وزارة المالية المصرية حجم المساعدات العربية خلال العام المالي الماضي، بنحو 16.7 مليار دولار، في صورة منح وودائع ومواد بترولية خلال العام المالي الماضي، بالإضافة الى الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة.