أكد المسؤول الشرعي في "جبهة
النصرة" في
سورية أن الجبهة مصممة على قتال من أسماهم "
الخوارج" و"الغلاة" من "الدواعش" في المنطقة الشرقية، في إشارة إلى تنظيم "
الدولة الإسلامية" الذي يقوده أبو بكر البغداي.
وكان التنظيم قد سيطر على كامل أراضي محافظة
دير الزور وقسم كبير من محافظة الحسكة شرق سورية الشهر الماضي، كما تمدد باتجاه البادية شرق حمص إضافة إلى مناطق جنوب دمشق وشمال حلب حيث تدور معارك مع الثوار والمقاتلين الأكراد هناك. وقد عادت الاشتباكات من جديدة مع التنظيم في ريف دير الزور حيث اشتبكت معه عشيرة الشعيطات، ما اضطر التنظيم للانسحاب من عدة قرى.
وقال المسؤول الشرعي في الجبهة أبو ماريا القحطاني، في سلسلة تغريدات على تويتر: "آساد الدير ثاروا على بشار (الأسد) ولم يقبلوا أن يستسلموا للدواعش، رغم أن غالب قادة الجماعات لم يهمهم أمر الشرقية فسلموا الشرقية بدم بارد بخذ?نهم لها". وأضاف: "آساد الشرقية لم يرضوا بالضيم والظلم ولن يستسلموا لظلم الطغاة والغلاة ، قد حان الاستبدال فالشام تنتظر طالبان جديدة ترفع الظلم وتنشر العدل". وقال: "نحارب الغلو أينما في أي فصيل أو جماعة".
وتابع في تغريدة أخرى متوعدا "
داعش": "ولتعلم الدنيا بأسرها أننا لن نترك قتال الخوارج ولن نقبل بغير السيف وسيطا بيننا، وأن من يرى الخوارج إخوته فقد أخطأ فكيف لسني أن يكون أخا لكلب" حسب تعبيره.
وهاجم القحطاني البغدادي قائلا إنه "في يوم كانت الشرقية هي مأواهم وكان لها الفضل الأكبر باحتواء من هاجر إليها فجازاهم البغدادي بالمفخخات وغيره بالتخلي والخذ?ن".
كما تطرق إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال: "غزة تقصف والشرقية تنتفض وأمراء الحروب يتنازعون على الأراضي المحررة، ونساؤنا في المخيمات وأطفالنا تحت البراميل، صبرا أهلنا في الشرقية".
والقحطاني هو المسؤول الشرعي في "جبهة النصرة لأهل الشام" الممثل الوحيد لتنظيم "القاعدة" في سورية، وهو أمير ما يعرف بالمنطقة الشرقية، ويعتبر الرجل الثاني في هرم التنظيم الذي يقاتل إلى جانب المعارضة ضد قوات النظام السوري وحلفاءه.
ويعود خلاف جبهة النصرة وتنظيم "داعش" إلى 9 نيسان/ أبريل 2013، حين ظهر تسجيل صوتي منسوب لأبو بكر البغدادي يعلن فيه أن جبهة "النصرة" في سورية هي امتداد لتنظيم "دولة العراق الإسلامية"، وأعلن فيه إلغاء اسمي "جبهة النصرة" و"دولة العراق الإسلامية" تحت اسم واحد وهو "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وقابلت جبهة النصرة إعلان البغدادي بالرفض وبدأت الخلافات والمعارك بين التنظيمين بعد أن اتهمت الجماعات المعارضة الأخرى بما فيها "النصرة" تنظيم الدولة بمحاولة الانفراد بالسيطرة والنفوذ والتشدد في تطبيق الشريعة، وتنفيذ إعدامات عشوائية، خاصة أن هذا التنظيم اعترض علنا على طلب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بالتركيز على العراق وترك سورية لـ"جبهة النصرة". كما تصاعد الخلاف بعد إعلان البغدادي
الخلافة التي اعتبرتها الجبهة "وهمية" وباطلة، حيث سعى التنظيم لإجبار الفصائل الأخرى على إعلان البيعة له.