شنت غالبية الصحف الأردنية الثلاثاء هجوما عنيفا على جماعة
الإخوان المسلمين لدرجة طالب البعض فيها بحل الجماعة في الأردن وحظر نشاطاتها.
ولعل أهم ما أثار الحملة الأخيرة على الإخوان بعد فترة من الهدوء النسبي في أعقاب فتور احتجاجات الحراك الأردني المهرجان الأخير الذي أقامته الجماعة في عمان لنصرة
غزة وشارك فيه الآلاف واشتمل على عروض فنية تحاكي صواريخ المقاومة في غزة ووجهت فيه
انتقادات للموقف الرسمي الأردني والمصري وبعض الدول الخليجية من غزة.
المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات قال إنه "من المعيب توجيه انتقادات لمهرجان يدعم المقاومة في فلسطين في الوقت الذي نخوض فيه حالة حرب مع الاحتلال الإسرائيلي".
وقال إن أغلب المهاجمين للحركة الإسلامية "مواقفهم معروفه وهم حاقدون عليها وتحريضهم دائم على حل الجماعة بسبب مواقفها الرافضة للظلم والاستبداد في العالم العربي".
وأشار الفلاحات إلى أن الانتقادات للموقف الرسمي الأردني "نابعة من أنه لا يقوم بكل ما عليه تجاه العدوان الأخير على غزة" .
وأضاف "لو كان الموقف الرسمي الأردني مشابها لما كان عليه الحال أيام حرب الخليج في وقفته مع العراق ورفض الحصار عليه ومحاولاته للتخفيف من معاناة العراقيين على المستويين الرسمي والشعبي لما انتقده أحد".
وقال إن الحركة الإسلامية "لا تظلم أحدا ولا تنكر ما يقوم به الأردن تجاه غزة فالمستشفى الميداني هناك جهوده مقدره وكذلك القوافل الإغاثية المتواصلة على القطاع في ظل الحصار المصري على غزة والمتمثل بإغلاق معبر رفح أيضا جهد مقدر ولا يمكن للإخوان إنكاره".
ورأى أن كتاب المقالات المهاجمة "يشعرون بالانزعاج من مشاهدة أي نشاط شعبي على قدر كبير من التنظيم والترتيب ويشارك فيه أعداد غفيره من الشعب الأردني للتضامن مع غزة".
وأوضح عددا من المقالات التي وصفها بـ"الحاقدة تأتي من خارج الصحف ويوضع عليها أسماء كتاب وهو الأمر الذي اعترف به العديد ممن نسبت إليهم المقالات في مناسبات سابقة ولكن بعد فوات الأوان ونشرها".
ولفت إلى أنه "لا ينبغي التحسس من تقديم الشكر لقطر وتركيا على مواقفهما خاصة أن رسائل شكر مماثلة قدمت للدول التي قاطعت إسرائيل وخاصة الدول اللاتينية".
وقال الفلاحات إن "أي ضغط يمارس على الاحتلال في قضية غزة هو في النهاية لصالحنا ولخدمة الأردن وإن أي تخاذل في هذه القضية يضر بنا فالاحتلال كما يتربص بغزة فهو لا يريد الخير للأردن وقضية فلسطين وغزة قضية مصيرية وتعنينا في الأردن للاعتبارات التاريخية والجغرافية".
وتساءل الفلاحات "هل يدرك المحرضون عن حل الجماعة المخاطر المترتبة على هذه العملية؟ مضيفا أن هؤلاء دائما يسعون لوصفات التطرف ولا يريدون جماعة وسطية راشدة عاقلة عمرها 70 عاما أن تعبر عن انتقادات لبعض المواقف".
من جانبه قال الكاتب الصحفي فهد الخيطان إن هناك تيارا مقربا من الدولة يضغط باتجاه
حظر جماعة الإخوان المسلمين من منطلق استغلال بعض الأخطاء التي تقع فيها قيادات من الجماعة بتصريحاتها في الشأن الأردني.
وأوضح الخيطان أن الحكومة "أرسلت رسائل تطمين للجماعة من خلال تصريحات ترفض دعوات حل الجماعة بالرغم من انزعاج اطراف عديدة في الدولة من التصريحات الأخيرة لقيادات في الجماعة خلال مهرجان دعم غزة وتوجيه سيل من الانتقادات للموقف الرسمي الأردني من الحرب".
وقال إن اللجوء لحل جماعة الإخوان المسلمين "قرار كارثي وغير مقبول وهو ما أكدته الحكومة بتصريحات رئيس الوزراء عبدالله النسور لكن في المقابل على الإخوان التقاط هذه الرسائل والتخفيف من حدة خطابهم تجاه الدولة والبعد عن اي استفزازات".