ضمن الحملة الشديدة على دولة
قطر التي تهاجم في الغرب وتتهم تارة بدعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ومرة أخرى بدعم حركة
حماس عسكريا، كتب سفير
إسرائيل في
الأمم المتحدة رون بروس مقالة رأي نشرتها صحيفة "
نيويورك تايمز"، قال فيها: "تتواصل الأعمال العدائية في غزة بين إسرائيل وحماس، فيما تستمر الحرب الدبلوماسية في الأمم المتحدة بدون قرار. وفي الوقت الذي لا يوجد فقر فيه بالآراء للتقدم أماما إلا أن الحل الوحيد والبادي للعيان ولكنه غائب هو الحاجة لنزع سلاح حماس، الجماعة الفلسطينية الإسلامية المتشددة وعزلها".
ويواصل بلغة معوجة تقلب الحقائق تخاطب الرأي العام الأمريكي "منذ أن فكت إسرائيل ارتباطها عن غزة في عام 2005، جرتنا حماس لثلاث جولات عسكرية كبيرة، وأطلقت أكثر من 14.800 صاروخا على إسرائيل، سواء منها أو من وكلائها. كما يجب أن يقنع اكتشاف شبكة من الأنفاق المخزنة بشكل كامل بالمتفجرات والمواد المهدئة والأغلال التي تنتهي على أبواب المجتمعات الإسرائيلية كل شخص أن حماس ليست مهتمة بتحقيق الهدوء في غزة أو العيش بجانب إسرائيل بسلام".
ويصل في حديثه إلى أن دولا عربية مثل مصر وسوريا والسعودية التي قدمت لها الدعم سابقا تخلت عنها "وهذا يفصح عن شيء مهم". "فقط هناك حفنة من الدول التي لا تزال تقف إلى جانب حماس ومن بينهم الإمارة الصغيرة على الخليج الفارسي قطر".
ويردد بروسور في هذا السياق كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويمضي قائلا:
"قام شيوخ الدوحة، عاصمة قطر بضخ مئات الملايين من الدولارات لغزة، وكل نفق أو صاروخ يحمل علامة شكر "صنع بتبرع كريم من أمير قطر".
ويشير السفير الإسرائيلي لمصدر ثروة قطر "تجلس على احتياطي من 25 بئر نفط خام، واحتياطي هائل من الغاز الطبيعي، تملك قطر أعلى نسبة دخل في العالم بالنسبة للفرد، وتعرف الإمارة عالميا بحب الشراء والتسوق ويشمل هذا تمويل ست جامعات أمريكية أقامت فروعا لها في قطر، كما اشترت المتجر العريق في لندن، هارودز وتملك نادي سان جيرمان الرياضي في فرنسا".
ويضيف "حاولت الإمارة الغنية بالغاز الطبيعي تجنب إثارة الانتباه حتى لا تجد نفسها في نفس الوضع الذي واجهته الكويت التي غزاها صدام حسين عام 1990. ولكن قطر قبل حوالي 10 أعوام غيرت الأسلوب، فمن أجل حماية بقائها واستمرارها أنفقت العائلة الحاكمة، آل ثاني وببذخ كي تؤكد حضور وتميز قطر على المسرح العالمي".
ويقول "اليوم، تصر المملكة النفطية الصغيرة على شراء طريقها للتسيد الإقليمي، ومثل بقية اللاعبين في الشرق الأوسط فقد اعتمدت على وكلاء لها للتأثير وهزيمة المنافسين لها، واختارت قطر وكلاءها من بين الأنظمة الراديكالية والجماعات المتطرفة".
ويؤكد أنّه "من أجل تحقيق هذه الاستراتيجية عبرت قطر عن استعداد لمغازلة أي شريك، مهما كانت بشاعته. فقد قدمت قطر سلاحا خفيفا وتمويلا للجماعات المرتبطة بالقاعدة في سوريا، ووفرت قاعدة لقادة الإخوان المسلمين وحركة طالبان".
وجاء دور محطة الجزيرة التي هاجمها أيضا وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووصفها بالإرهابية حيث قال بروسور "واستخدمت الإمارة خدمات القناة العربية، الجزيرة كي تنشر الرسالة المتشددة والتي أشعلت الانقسام الطائفي. ففي الأيام الأولى للربيع العربي، أسهمت تغطية الجزيرة للأحداث بتعزيز شعبيتها بملايين المتابعين مما أسهم في تقوية موقعها كشبكة عالمية للأخبار. واستثمرت قطر كل هذا لتمرير أجندتها، وهي استخدام الشبكة العربية لنشر الأفكار المتطرفة التي تقوم بتقويض العناصر الأكثر براغماتية في المنطقة. فدعم قطر المفتوح للإخوان المسلمين أدى تحديدا لإغضاب جيرانها من دول الخليج حيث قامت كل من السعودية والبحرين والإمارات في آذار/ مارس بسحب سفرائها من الدوحة احتجاجا".
وأضاف "لم يمنع هذا العائلة الحاكمة في الخليج الفارسي من استمرار عملها كمنتج سياحي للإرهابيين، فهي تمنح الملجأ للزعيم الروحي لحركة الإخوان المسلمين العالمية الشيخ يوسف القرضاوي الذي أصدر فتاوى دعم فيها الهجمات الانتحارية. وأستاذ التاريخ المقيم في الدوحة عبد الرحمن عمير النعيمي الذي ذكرت وزارة الخزانة الأمريكية اسمه كممول للقاعدة، كما تقوم قطر بتمويل الحياة المرفهة لخالد مشغل، قائد حماس الهارب".
ونوه إلى أنّ "موقف مشعل الذي لا تنازل عنه – فقد أقسم أن لا يعترف بإسرائيل- كان ولا يزال معوقا لتحقيق اتفاق سلام. ولكن من يقوم بتحريك الخيوط خلف حماس هي دولة قطرة حسب تقارير الأسبوع الماضي نشرتها صحيفة "الحياة"، بل وهددت قطر بطرد مشعل إن وافق على المبادرة المصرية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، كل هذا لأن قطر تريد دورا بطوليا في التهدئة بين حماس وإسرائيل".
وبعد كل هذا يقول بروسور "حان الوقت كي يستيقظ العالم ويشم رائحة أبخرة الغاز، فلم تدخر قطر أية تكلفة لتقديم المجتمع على أنه بلد ليبرالي وتقدمي. ولكنها في الجوهر مملكة صغيرة تقوم وبقوة بتمويل الحركات الراديكالية المسلمة. وفي ضوء دعم الإمارة الواضح للإرهاب، فعلى الواحد أن يتساءل حول قرار الفيفا منح قطر تنظيم مونديال عام 2022".
ويقول إن "استمرار قطر بدعم حماس، يضمن أنها ستقوم بإعادة تسليح نفسها مهما كانت نتيجة هذه الجولة من الأعمال العدوانية والاستعداد لمرحلة قادمة إسرائيل".
وختم بالقول "الطريقة الوحيدة للتقدم هو عزل أخر داعم كبير لحماس، وإن أخذنا بعين الاعتبار ثراء ونفوذ قطر، فهذا منظور غير مريح لأن تتقبله الدول الغربية ولكن يجب عليها الاعتراف أن قطر ليست جزءا من الحل بل وتمثل جزءا كبيرا من المشكلة. وحتى نتوصل لتهدئة دائمة فالرسالة لقطر هي- أوقفي دعم حماس".