أجرت صحيفة "صندي تايمز" البريطانية مقابلة حصرية مع وزير الخارجية الامريكي الأسبق هنري
كيسنجر الذي يُعرف بـ"الثعلب العجوز"، والذي كانت له أدوار شهيرة في منطقة الشرق الأوسط خلال عقود ماضية.
وأشار الصحفي توبي هارندين الذي أجرى المقابلة مع كيسنجر إلى أنها تزامنت مع توارد الأخبار حول إعدام ثاني صحفي أمريكي على يد مسلحي "تنظيم الدولة".
في المقابلة دعا كيسنجر إدارة الرئيس باراك أوباما إلى شن حرب قوية ضد "تنظيم الدولة" لكنه أكد على أهمية أن تكون الحرب محدودة وحاسمة لتدمير التنظيم.
وأكد وزير الخارجية الشهير على أهمية استهداف التنظيم في كل مواقعه و"عدم التمييز بين العراق وسوريا". وقال: "يجب أن لا يكون هناك أي نقاش حول قتالهم".
واتهم كيسنجر، الذي يعتبر شخصية مؤثرة في السياسة الخارجية في عهد إدارة نيكسون ولا يزال مؤثرا، الرئيس أوباما بالفشل في فهم حاجة الدول الأخرى ورغبتها في تلقي الدليل من الأمريكيين في النزاعات الجارية في الشرق الأوسط ومناطق النزاع الأخرى.
وقال: "لا نملك القوة كي نفرض ما نريد، ولكن بدوننا وبدون قيادة منا فلا يمكن بناء نظام جديد واعتقد أن أوباما لم يفهم هذا" مضيفا أنه "لم يفهم كل التيارات التي يجب التعامل معها" في العالم.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن في الأسبوع الماضي وأثناء قمة دول الناتو في ويلز-بريطانيا، عن
تحالف دولي "لإضعاف وتدمير
داعش في النهاية".
وترى الصحيفة أن النقد من كيسنجر، 91 عاما، سيزيد من الضغوط على البيت الأبيض لشن غارات جوية على داعش في سوريا والعراق أيضا، والتي كان يجب أن تكون حدثت، حسب السياسي العجوز الذي قال إنه "من وجهة نظري كان يجب أن تحدث هذه".
وسيبدأ ديفيد كاميرون، جولة دبلوماسية هذا الأسبوع لحشد دعم الدول العربية للغارات الجوية على العراق، بعد تحذيرات من حزب العمال والليبراليين الأحرار أنهما لن تدعما أي عمل عسكري حتى تكون كل من السعودية وقطر في التحالف. وأكدت مصادر من مقر الحكومة البريطانية "دوانينغ ستريت" أن كاميرون سيحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 أيلول/ سبتمبر الحالي حيث تأمل واشنطن ولندن الكشف عن خطة تفصيلية للتحالف.
وقال مساعدون لكاميرون أنه سيعسى لإقناع قادة دول الخليج العرب بالانضمام للتحالف، وذلك في سلسلة من المكالمات الهاتفية.
وسيعمل كاميرون مع أوباما للحصول على موافقة من الأمم المتحدة لملاحقة المقاتلين الأجانب بعد أن أعلن عن خطة لسحب جنسيات من الجهاديين البريطانيين الذين يسافرون لسوريا والعراق للقتال.
وقالت المصادر إن كاميرون سيطلب من مساعديه بذل جهود جديدة لمساعدة المعارضة السورية المعتدلة والتي تواجه خطر الانهيار أمام قوات النظام السوري ومقاتلي داعش.
وكشف وزير الخارجية فيليب هاموند عن أول خطة "مفصلة" لهزيمة داعش أو كما تعرف أيضا بـ"تنظيم الدولة" بالتعاون مع الحلفاء الدوليين والشركاء الإقليميين.
وقال إن "الخطة تشمل على مزيج من الجهود الإنسانية، العسكرية والدبلوماسية وبالتعاون مع دول مختلفة وتضم: تدريب القوات العراقية وتقديم النصح لها، تدريب قوات البيشمركة وتزويدها بالإستشارة العسكرية، وتقديم الدعم السياسي والتقني لحكومة عراقية موسعة، وتقديم الدعم للدول الجارة ضد داعش ومواصلة الغارات الجوية على أهداف منتقاة".
وقال هاموند: "في الوقت الذي قلنا إننا لن نرسل جنودا إلا أننا لا نستبعد أي شيء غير هذا في الوقت الحالي".
يذكر أن هنري كيسنجر عمل مستشارا للأمن القومي في عهد نيكسون وخليفته جيرالد فورد من عام 1969 – 1977 ويطلب نصحه الديمقراطيون والجمهوريون.
وقالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة والتي يتوقع أن تكون المرشحة الرئاسية القادمة إنها استشارته عندما كانت في الخارجية، مع أن أوباما لم يطلب استشارته.
ودعم كيسنجر، الجمهوري، الحرب على العراق رغم أنه اعترف بخطأ دعمه، مع أن أحدا لم يكن يعرف أن صدام لم يكن يملك أسلحة دمار شامل.
وتساءل: "هل أفعلها اليوم، بعد المعلومات التي حصلت عليها، ربما لا، ولكنني لم أكن أعرف في ذلك الوقت، ولم أكن قادرا على التأكد، وبهذا الحس فسأفعل ما فعلت".
وقال: "نحن مدينون لجورج بوش الإبن الذي عرف حجم المشكلة الإرهابية وتصرف بشجاعة بناء على ذلك".