حظر تجوال بصنعاء وترقب لاتفاق ينهي الأزمة

أعلن المبعوث الأممي جمال بنعمر، في بيان صادر عنه السبت،  التوصل إلى صيغة اتفاق ينهي الأزمة (بين الحكومة والحوثيين)، وأن الترتيبات تجري لتوقيعه غدا الأحد من قبل كافة الأطراف.

من جهتها أعلنت اللجنة الأمنية العليا حظر التجوال في أربعة أحياء من العاصمة اليمنية صنعاء، بسبب المعارك التي تشهدها صنعاء بين وحدات من الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي الشيعية.

وقالت اللجنة الأمنية، وهي أعلى لجنة في البلاد: نظراً لمستجدات الموقف الأمني الراهن وحرصاً على أمن المواطنين ولضمان سلامتهم قررت اللجنة الأمنية العليا حظر التجوال من الساعة الـ9 مساء وحتى الساعة الـ6 صباحاً ابتداء من هذه الليلة، وحتى إشعار أخر في عدد من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية وأمنية بأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وهي: (حي شملان، حي مذبح، حي ذهبان، قرية ضلاع).

وعبرت  اللجنة في بيان لها، عن أسفها لاتخاذ هذه الخطوة التي أملتها الضرورة والمصلحة العامة، كما تأمل من جميع المواطنين في هذه المناطق الالتزام بالبقاء في منازلهم خلال الفترة المحددة لضمان سلامتهم وحتى لا يعرضون أنفسهم أو حياتهم للخطر".

عودة بث التلفزيون اليمني 

وفي سياق أخر، عاودت الفضائية اليمنية بثها المباشر قبل قليل بعد أقل من ساعة من اقتحام مسلحي جماعة الحوثي لمقر التلفزيون الحكومي الذي يضم  ثلاث قنوات وهي "اليمن الفضائية ،الإيمان ، وسبأ". غير أن عملية البث تواجه مشاكل فنية نظرا لانتقالها إلى مقر أخر في العاصمة.

وكان  بث التلفزيون الرسمي اليمني انقطع مساء السبت، فيما سيطر مسلحون حوثيون على مقره بالعاصمة صنعاء، بحسب شهود عيان.

وفي وقت سابق اليوم، قال التلفزيون الرسمي إن "مسلحي جماعة الحوثي عاودوا قصفهم العنيف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة لمقر التلفزيون"، وذلك لليوم الثالث على التوالي.

كما ذكر أن "عددا من موظفي قناة اليمن الفضائية أصيبوا في هجوم لمسلحين حوثيين على مقر القناة".

وأكد أن "المسلحين الحوثيين قاموا باحتجاز سيارات إسعاف في المداخل المؤدية لمقر التلفزيون".

وفي وقت سابق من اليوم تصاعدت "أعمدة الدخان بشكل كثيف من مقر التلفزيون الرسمي جراء احتراقه بسبب قصف المسلحين الحوثيين"، غير أن الحريق كان جزئيا ولم يتسبب في توقف بث التلفزيون.

وناشد عاملون بالتلفزيون وزير الدفاع محمد ناصر أحمد سرعة إرسال تعزيزات عسكرية إلى مقر التلفزيون؛ حفاظا على سلامة المتواجدين فيه، بحسب خبر عاجل بثه التلفزيون.

وطوال الثلاثة أيام الماضية، لم يصدر عن جماعة الحوثي، كالعادة، أي رد على تلك الاتهامات.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر دعا، أمس الجمعة، في تصريحات له، جميع الأطراف إلى "وقف جميع أعمال العنف فورا في العاصمة صنعاء"، وحثهم على "التصرف بحكمة وبما يحقق مصلحة البلاد العليا".

وتحدث بعد عودته من محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثي، التي تباحث فيها للمرة الثالثة خلال ثلاثة أيام، مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، أنه حاول "جسر الهوة بين مختلف الأطراف، واتفقنا على مجموعة نقاط تؤسس لاتفاق بين الأطراف المعنية ليكون مبنيا على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني".

وتابع بقوله: "بعد انتهاء المحادثات في وقت متأخر من ليل الخميس وجدت أن الوضع في صنعاء تدهور، ويؤسفني جدا وقوع هذه التطورات واستخدام السلاح في وقت نحاول بذل أقصى جهدنا من أجل التوصل لحل سلمي للأزمة".

وبحسب وكالة سبأ اليمنية الرسمية، وخلال لقائه، أمس الجمعة، سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، أشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى أن هناك "محاولات تصعيدية وانقلابية لإسقاط الدولة، وهو ما اتضح جلياً من خلال التصعيد الأخير"، في إشارة إلى محاولة الحوثيين اقتحام مبنى التلفزيون واستهداف عدد من المنشآت والنقاط الأمنية. 

ومنذ أسابيع، تنظم جماعة "الحوثي" احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء، وبالقرب من مقار وزارات في وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات، ولم تفلح مبادرة طرحها الرئيس منصور هادي وتضمنت تعيين حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود، في نزع فتيل الأزمة، نتيجة لتشكك الحوثيين فيها، واشتراطهم تنفيذها قبل إنهاء الاحتجاجات.

ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب بين الجماعة المتمركزة في صعدة، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.

كرمان تنتقد

من جهتها، هاجمت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام  توكل كرمان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر بسبب تفاوضه مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في صعدة (المعقل الرئيسي لهم ).

وقالت كرمان في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "جلوس" بنعمر "مع زعيم الحوثيين ولقاءاته بهم، شرعن لعمليات القتل التي تقوم به جماعة الحوثي الشيعية، وتغسل جرائمهم، وتشجعهم على ارتكاب المزيد ". وطالبته باتخاذ موقفا صارماً بشان مليشيات جماعة الحوثي المسلحة التي تحكم حصار صنعاء وتنشر القتل في شوارعها حد تعبيرها.

وذكرت أن" لقاء بنعمر مع الحوثيين، لا يتناسب مع موقعه كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة وكصوت للضمير الإنساني، ويفترض به أن لا يقبل بالقتل ولا بأسلحة المليشيات وهمجيتها".

ونوهت إلى أن "المبعوث الخاص لليمن، يعلم تماماً أن "الحوثيين جماعة مسلحة، ترفض ميثاق حقوق الإنسان والعهود والاتفاقات الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية للمواطنين".

وتسود العاصمة صنعاء، هدوء حذر، بعد معارك عنيفة بين وحدات الجيش ومسلحي جماعة الحوثي الشيعية، انتهت بسيطرة الأخيرة على مبني التلفزيون الحكومي.