كشف الكاتب والباحث في الشأن السياسي الليبي محمد حسين عمر النقاب عن أن حكومة الثوار تستعد لإرسال مبعوثين إلى عدد من العواصم العربية والغربية؛ من أجل وضعها في صورة تطورات الوضع السياسي والأمني في ليبيا، وشرح وجهة نظر الثوار حيال أفضل السبل لإنهاء الأزمة السياسية التي تعرفها ليبيا منذ عدة أشهر.
ونفى عمر في تصريحات له أن يكون الثوار في عزلة سياسية، وقال: "ثوار ليبيا ليسوا في عزلة، وإنما هم يتواصلون مع العالم أجمع، وقد أنهوا تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة عمر الحاسي، وهو الآن بصدد إنهاء مهام التسليم والتسلم، ويستعد لإرسال مبعوثين لعدد من العواصم العربية والغربية بهدف وضعها في صورة تطورات الوضع السياسي والأمني في ليبيا ونقل وجهة نظر الثوار لمستقبل ليبيا.
والذين يتحدثون عن أن ثوار ليبيا يعيشون عزلة سياسية هم يتحدثون عن أحلام، وإلا فالواقع أكثر صدقا منهم، فالعالم يتعامل مع الطرفين ويرفض أن يعزل أي طرف، وهو يتعامل مع الجميع لضمان مصالحه".
وأضاف: "نحن هنا نعول على حراك الشارع المؤيد للثورة ولحكومة الحاسي، وهو الحكم بيننا وبين جماعة طبرق، وهذا هو ما سيقنع المجتمع الدولي بضرورة الإنصات لنا. أما الحديث عن أن الثوار يمثلون تيارات متطرفة فهذه معزوفة منتهية الصلاحية، والثوار هم غالبية الشعب الليبي".
وحول الوضع في منطقة "ورشفانة" الاستراتيجية، قال عمر: "الثوار الآن يحاصرون منطقة ورشفانة، التي يتحصن فيها مئات المطلوبين للعدالة، وقد طلب أعيان المنطقة مهلة للتفاوض لتسليم المطلوبين، وهذا ما يجري الآن، هناك مناوشات تجري على أطرافها لكن الأمور لم تحسم بعد"، على حد تعبيره.
يذكر أن دول جوار ليبيا تعتزم اللقاء نهاية الأسبوع الجاري في الخرطوم، كما أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في طرابلس أعلنت في بيان لها الليلة الماضية، إنها حددت يوم 29 من أيلول/ سبتمبر الجاري، جولة أولية للحوار السياسي للقاء الوفود التي تمثل الأطراف المختلفة في الصراع الليبي، حيث سيعقد الحوار على أساس مجموعة من المبادئ متمثلة في الاعتراف بشرعية المؤسسات المنتخبة واحترام الإعلان الدستوري، وعلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي والنبذ الصريح للإرهاب.
وزيرا السياحة والنفط في حكومة "الحاسي" الليبية يباشران مهامهما
وفي سياق متصل، باشرت الاثنين، وزارتا السياحة والنفط في حكومة "الإنقاذ الوطني"، المكلفة من المؤتمر الوطني العام، عملهما، اليوم الاثنين، بعد انقطاع دام أكثر من شهرين، جراء الاقتتال المسلح في العاصمة طرابلس، بحسب ما أفاد به موظفون.
وفي حديث مع وكالة الأناضول، قال موظفون من كلا الوزارتين، فضلوا عدم ذكر هويتهم، إن وزير النفط ماشاء الله الزوي، ووزير السياحة المبروك علي، باشرا اليوم عملهما بعد أن تسلما مقري وزراتيهما يوم أمس الأحد، مشيرين إلى أن عددا من الموظفين عادوا أيضاً إلى العمل بكلا الوزارتين.
وتعتبر النفط والسياحة، أول وزارتين تباشران عملهما في حكومة عمر الحاسي، التي منحها المؤتمر الوطني العام، الثقة في الثاني من الشهر الجاري.
ومنذ بدء الاقتتال بين مجموعات مسلحة بالعاصمة طرابلس في 13 يوليو/تموز الماضي، خلت المقار الحكومية من موظفيها، إثر الانقسام السياسي الذي أفرز تشكيل حكومة موازية شكلها مجلس النواب في مدينة طبرق، شرقي البلاد.
في غضون ذلك، أفادت مصادر حكومية، لوكالة الأناضول، مفضلة عدم ذكر هويتها، أن وزارات أخرى في حكومة الحاسي، على رأسها الاقتصاد، والمالية سوف يتم إعلان تسلمها لمقارها، ومباشرة أعمالها في وقت قريب.
وكُلف عمر الحاسي بتشكيل حكومة "إنقاذ وطني" من قبل المؤتمر الوطني العام، في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، بعد عودته للواجهة السياسية عقب بسط قوات "فجر
ليبيا"، المدعومة من الإسلاميين، سيطرتها على طرابلس.