بغض النظر عن مخارج الألفاظ المتلعثمة والأخطاء الإملائية التي تكشف عن شخص لم يتجاوز في تعليمه المرحلة الإعدادية وبغض النظر عن نطقه السوقي لكلمة مصر التي يحولها دائما إلى (ميسر أو ماسر)، ورغما عن أن الكلمة التي القاها ذلك العميل القزم، أمام الأمم المتحدة لا تزيد عن كلمة يمكن أن تلقيها زوجة الريس حميدو في مناسبة إطلاق ( نورماندي 2 ) كما في الفيلم الكوميدي المصري الشهير.
لكن أخطر ما جاء في كلمة ذلك الخالع لملابسه، هو أنه صرح بدون خجل أنه يحارب ذلك (التيار البغيض الذي ظهر في العشرينيات ويسعى للحكم من أجل تأسيس الخلافة
الاسلامية) وحديثه عن دولة فلسطينية عاصمتها ( القدس الشرقية )، ويحق لنا الآن أن نتساءل، أي هوية تلك التي قال إن مصر استعادتها بالانقلاب؟ إن لم تكن هوية مصر الإسلامية النابعة من دينها الذي يدين به الغالبية الساحقة لسكانها؟
لقد بدا وهو يتحدث عن رفضه للخلافة وتسمية (التيار) الذي يسعى لتأسيسها بأنه تيار بغيض، رخيصاً على استعداد لبيع دينه مقابل دنيا عفنة لن يهنأ بها. كان كمن يسوق فتاة ليل قبيحة عجوز تلطخ وجهها بأصباغ لم تعد تكفي لستر قبحها، كان يقول صراحة (أنا على استعداد لفعل كل ما تأمرونني به وأتخلى حتى عن ديني فقط دافعوا عني).
وفي حديثه لقناة سي بي اس نيوز الذي كان يديره عن طريق مترجم، قال رداً على سؤال المذيع الشهير، حول مشاركة الانقلاب في
الحرب على المسلمين في سوريا والعراق، "طب ادونا الطيارات بس اللي انتو موقفينها.. الأباتشي والـ إف 16!".
لم يكتف بذلك، وإنما قال صراحة فيما نشرته جريدة المصري الخميس التابعة للانقلاب "قلنا لإسرائيل إن الجيش في سيناء ليس ضدها" هل أدرك المغيبون المنساقون وراء ذلك العميل الخائن لله ولرسوله الآن حقيقة انتماءات الانقلاب؟
هل لازالت في رأس أحدهم ذرة من العقل يدرك بها أنه في الجانب المظلم من التاريخ؟ وهل يعلم مؤيدو ذلك البائع لوطنه، الذي حول الجيش إلى مرتزقة، أن الخلافة هي أصل من أصول ديننا تحدث الرسول عن قيامها لا محالة، وأنه عليه الصلاة والسلام قال في الحديث بعد زوال الملك الجبري (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)؟ إن مصر تعيش الآن حرباً على هويتها الإسلامية، وعلى دينها ولم يعد هناك مكان للظن والتفسير، هي حرب معلنة على الإسلام، بكل ما تحمله كلمة حرب من معنى. في كلمته في الأمم المتحدة كشف ذلك القزم عن حقيقته ولكن هل هناك من يعقل؟ إن لم يقف المصريون ليواجهوا تلك الحرب من الآن فسيتحولوا إلى أسرى على قطعة أرض تم بيعها للأعداء.
حتى الإخوان المسلمين عليهم أن يدركوا أن الحرب عليهم الآن هي حرب إبادة، وصحيح أنهم تحملوا الكثير خلال تلك السنة وصبروا صبراً يفوق قدرة أي منا على التحمل، ولكن عليهم أن يدركوا أن الحرب قد أعلنت وأن وكلاء الاحتلال قد تحركوا لا لإقصاءهم من المشهد السياسي، بل لإبادتهم باعتبارهم أكبر فصيل إسلامي متجذر في عمق ذلك الشعب.
الحقوق لا تُمنحُ ولكنها تنتزع، فلا ترهبكم قوانينهم، لم يعد التظاهر اليومي يكفي، بل يجب انتزاع الميادين من يد تلك العصابة، واقتحام ميدان التحرير وميدان رابعة وغيرها، ذلك الانقلاب كشف تماماً عن وجهه الحقير ومعاداته للدين وأن قزم الانقلاب ماهو الا شاويش مسؤول عن تلميع حذاء أسياده في المخابرات الصهيونية، إن لم يتم تعليق ذلك الخائن وعصابته من الإعلاميين والقضاة وميليشيات الداخلية على الاشجار، فلن يبقى في مصر لا دنيا ولا دين والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.