ترى صحيفة "التايمز" البريطانية أن دخول
تركيا في التحالف ضد تنظيم الدولة المعروف بـ"
داعش"، قد يكون نقطة تحول في مواجهة التنظيم الجهادي، الذي يسيطر على مناطق واسعة في
سوريا والعراق.
وعلقت الصحيفة على موافقة البرلمان التركي، الذي فوض الحكومة وبإجماع مريح اتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة بالقول: "اقتربت تركيا يوم أمس باتجاه المشاركة العسكرية ضد تنظيم الدولة (داعش)، وجاء التحرك متأخرا، حيث يقترب الجهاديون للسيطرة على بلدة كوباني- عين العرب القريبة من الحدود السورية- التركية، مما يعني أن القتال وصل إلى أبواب تركيا. وآن الأوان كي تتخلى أنقرة عن موقفها غير المريح المحاط بالغموض فيما يتعلق بـ (داعش)".
وتضيف: "في حال انخرطت تركيا وبشكل كامل في العملية العسكرية، فميزان القوى سيتغير بسرعة كبيرة. وأكد الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، قبل تصويت البرلمان، أن تركيا لم تعد العضو المتردد في
الناتو، فقد تم اتخاذ القرار و(غادر السهم القوس)".
وتشير الصحيفة إلى أن أهداف أردوغان في الحرب تقوم على ثلاثة أبعاد: إقامة منطقة آمنة داخل سوريا على طول الحدود التركية، وإقامة منطقة حظر جوي، وتدريب المعارضة السورية لتسريع سقوط نظام بشار الأسد.
وتعلق "التايمز" بالقول: "هذه أهداف مثيرة للجدل داخل وخارج تركيا، حيث يعتقد الأكراد أن المنطقة العازلة ستكون حاجزا أمام أكراد سوريا وتركيا والعراق للانضمام معا وإقامة دولة موحدة اسمها "كردستان". وقال نواب في البرلمان التركي أمس أن أي استخدام للقوات التركية في سوريا دون دعم من الناتو أو الأمم المتحدة سيعرض تركيا للخطر، ويؤثر على طموحاتها كي تكون قوة إقليمية".
وتمضي الصحيفة قائلة "تنظر الولايات المتحدة بعين الشك لإقامة منطقة حظر جوي، التي ستكون تحديا مباشرا للأسد، مما سيصرف التركيز عن قتال (داعش)، ويخشى المخططون العسكريون في البنتاغون أن تؤدي المواجهات بين الطائرات السورية والتركية لجر حلف الناتو لمواجهة أكبر مع سوريا".
وبالرغم من كل هذا ترى "التايمز" أن استراتيجية أردوغان منطقية ومتوافقة مع مهمة التحالف الواسعة.
وتشترك تركيا مع سوريا والعراق بحدود طولها 1.200 كيلو متر، وهي محقة في التفكير بطرق تقيها من الهجمات. بالإضافة لكونها أكثر من أي بلد آخر في استقبال ما يزيد على مليون ونصف لاجئ سوري،. ووصل إليها في العشرة أيام الأخيرة أكثر 150.000 لاجئ هربوا من القتال في المناطق الكردية، وفق التقرير.
وتمضي الصحيفة قائلة "من حق تركيا الدفاع عن نفسها، حتى لو اقتضى الأمر منها إدخال قوات عسكرية للمناطق الشمالية في سوريا والخارجة عن القانون. أما بالنسبة لمنع تحليق الطائرات الجوية فوق سوريا، فهذا يقتضي قرارا من الأمم المتحدة. ويجب أن يظل خيارا في حالة قيام الأسد بإعاقة عمليات التحالف الدولي ضد (داعش)".
وما يهم، برأي الصحيفة "هو بقاء تركيز تركيا على قتال (داعش)، مما يعني السماح لحلف الناتو استخدام القاعدة الجوية في إنجرليك كنقطة للانطلاق والتزود بالوقود. وفي المرحلة الحالية يعني نشر قوات تركية ضد (داعش) وليس الجيش السوري، ويعني أيضا وضوح الهدف: إنهاء الدعم المالي السري لـ (داعش)، وملاحقة المتطرفين وقطع الطريق أمام المتطوعين الغربيين الراغبين بالانضمام للجهاد في سوريا، ووقف تجارة التهريب القائمة على النفط السوري والعراقي".
وتختم الصحيفة بالقول "وضح نواب المعارضة يوم أمس أثناء النقاش البرلماني أنهم يريدون بقاء بلادهم خارج القتال، وهم مخطئون في هذا. فقد اعترف أردوغان أن هذا ليس خيارا لدولة تتأثر بشكل مباشر بالاضطرابات القريبة من حدودها". وتوضح أنه يمكن في هذه الحالة "لتركيا المدعومة من الناتو والملتزمة بالحرب أن تكون قوة إقليمية وبنفوذ حقيقي".