علقت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها على تقرير الأمم المتحدة حول ممارسات تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش"، والتي اعتبرها التقرير جرائم حرب.
وقالت الصحيفة إن "عقلية المتمردين تنم عن قسوة تنظيم الدولة وجرائمه من قطع الرؤوس والصلب والتعذيب والاغتصاب وذبح الرهائن، من الأطفال والنساء والمسيحيين والشيعة. والدليل على هذه الجرائم موجود على يوتيوب، والصور الفظيعة وصرخات شهود العيان الكثيرة بشكل لا يمكن الشك به أو إنكاره، حتى في بعض مناطق العالم التي تقبل الإرهاب كسلاح شرعي يستخدمه المتحمسون الدينيون إلا أن تنظيم الدولة بقيادة أبو بكر
البغدادي يتميز وحده في القتل المنظم والوحشية".
وتضيف الافتتاحية أن المظالم ومظاهر الحنق والإحباط، التي دفعت الشباب المسلم لتبني العنف والسير في طريق التطرف، تم تحليلها ونقاشها من قبل. ويعتبر تنظيم الدولة (داعش) جزءا من سلسلة حركات عنف وإرهاب عربية وإسلامية، لكن لم تتصرف حركة من قبل لا
القاعدة ولا حزب الله ولا حماس بالطريقة السادية التي تصرف بها (داعش)، ليس كوسيلة لتحقيق هدفه، وهو إقامة الدولة الإسلامية، ولكن كسبب من أسباب وجوده.
وتشير الصحيفة إلى أن القاعدة، الحركة المتطرفة المسؤولة عن هجمات 11/ سبتمبر وغيرها من الأفعال الإرهابية التي لا تحصى، أجبرت على التخلي عن "داعش" وممارساته
الوحشية.
وتبين "نيويورك تايمز" أن ممارسات كهذه لم تؤد لوقف تدفق المتطوعين إلى صفوف "داعش". فالرجلان المقنعان اللذان قطعا رأس الصحافيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف جاءا على ما يبدو من بريطانيا، ويبدو أنهما فرحان بلعب دور السفاح.
وتعتقد الصحيفة أن من يزعم كون هذه الوحشية هي علامة أو متجذرة في جماعة أو دين، فقد تناسى أن أعظم المذابح التي ارتكبت في عصرنا في أكثر من قارة ارتكبها أشخاص يؤمنون بأيديولوجيات دينية مختلفة. فقبل تنظيم الدولة كانت هناك رواندا وجيش الرب المسيحي وحقول الموت في كمبوديا، وقبل ذلك حدث في أوروبا الهولوكوست.
وترى الصحيفة أن المقارنة الآن لا معنى لها؛ لأن محاولات شرح هذا الرعب يعني الخوض في نفسيات وأسباب ومنطق الذين ارتكبوها. فمجرد وصف ما تقوم به هذه الجماعة بأنه "جريمة ضد الإنسانية" فإنك تقوم بإضفاء طابع قانوني على شر حقيقي. وكما كتب روجر كوهين، في الصحيفة نفسها، لا يوجد "لماذا" في قلب الظلمات.
وتخلص الافتتاحية إلى أنه وبالرغم كل هذا فالجماعة نشطة وفاعلة في مكان وسياق محدد، أي في سوريا والعراق. ويجب في هذه الحالة تجريدها من قوتها، وفي النهاية تدميرها، كما تحدث الرئيس باراك أوباما. ولن تكون المهمة سريعة أو سهلة؛ لأن القوى الغربية لن ترسل
قوات برية للميدان والمنطقة تعيش حالة من الطائفية والتنافسات الإثنية، مما يعني أننا لم نشاهد بعد نهاية لعنفها.