اعتنق
الرهينة الأميركي بيتر
كاسيج، الذي هدد تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش" بإعدامه، الإسلام، وأصبح يصلي خمس مرات، ويؤدي واجباته الدينية، وقد غيّر كاسيج اسمه إلى عبدالرحمن. ويعتبر كاسيج واحدا من بين رهائن غربيين يحتفظ بهم "داعش". ونقل عن زميل سابق له في الزنزانة إن كاسيج قرر تغيير دينه وهو في الحبس.
هذا ما كشفت عنه مقابلة أجرتها مراسلة صحيفة "ديلي تلغراف" روث شيرلوك مع الفرنسي نيكولاس هينين (39 عاما) وصف فيها ظروف السجن وحياة الرهائن في ظل تنظيم الدولة. وقضى هينين مع كاسيج فترة أربعة أشهر في الزنزانة، بالَإضافة لعامل إغاثة أميركي والصحافي البريطاني جون كانتلي.
وكان الفرنسي قد قضى وقتا مع الرهينتين البريطانيتين آلن هينينغ وديفيد هينز، والأميركيين ستيفن سوتلوف وجيمس فولي وكل هؤلاء أعدمهم "داعش"، وفق الصحيفة.
وتحدث هينين بعد أيام من عرض كاسيج أمام الكاميرا وهو بلباسه البرتقالي الذي يرتديه معتقلو غوانتانامو. وأفرج تنظيم الدولة عن هينين بعد صفقة بين الحكومة الفرنسية و"داعش".
وقال هينين للصحيفة إنه قضى وقتا في زنزانة صغيرة لا يوجد فيها سوى سطل واحد كان يستخدم كمرحاض، وعاش السجناء على بقايا الطعام.
وأضاف هينين "كان الروتين اليومي هو انتظار الطعام، لأننا لا نتلق ما يكفي منه".
ويذكر هينين أن كاسيج كان يشارك طعامه مع الآخرين في معظم الأحيان، وكان يبادل طعامه المملح مقابل بعض الحصص الزائدة من المربى.
ووصف الرهينة السابق كيف مرت الأيام برتابة وملل ورعب ولم يكن لديهم ما يعملونه لعدة أيام. ويقول هينين إنهم صنعوا لعبة بسيطة من بقايا علب الكرتون. وفي بعض الأحيان كان الحرس يتداولون على ضرب واحد من الرهائن، حيث كانوا يضربون بشكل منتظم، بحسب الصحيفة.
وتشير شيرلوك إلى أنه وفي هذا الجو الخانق وجد عدد من الرهائن عزاء في اعتناق الدين الإسلامي. ويعلق هينين قائلا "في مجموعتنا هناك عدد منهم اعتنق الإسلام، وكانوا يمارسون الشعائر الدينية بانتظام. وكانوا يصلون الصلوات الخمس، وأحيانا بعض النوافل في الليل. وفي بعض الأحيان كانوا يصومون صيام التطوع في يومي الإثنين والخميس، مثلما كانوا يفعلون أثناء رمضان".
وتلفت في الوقت الذي لم يقدم فيه الرهينة الفرنسي تفاصيل أكثر عمن اعتنق الإسلام من الرهائن، إلا أنه تحدث أكثر عن كاسيج وكيف تحول من جندي سابق في العراق إلى مسلم ملتزم بالدين.
ويبين هينين أن دوافع كاسيج لاعتناق الإسلام كانت حقيقية، وليست نتيجة لضغوط من الذين اختطفوه. ويجد أن الخاطفين "لم يكونوا جيدين في مجال المعاملة النفسية، ولكنهم كانوا بارعين في منع بروز أعراض (عرض ستوكهولم) عليهم، وهو العرض الذي يظهر فيه الرهينة تعاطفا مع خاطفيه. فأوضاع الرهائن كانت سيئة لدرجة تمنع حدوث علاقة بين الطرفين".
وعن الوقت الذي اعتنق فيه بيتر الإسلام قال الرهينة السابق "اعتنق بيتر الإسلام بعد فترة قصيرة من اختطافه، وعندما قابلته لأول مرة – كانون الأول/ديسمبر العام الماضي- كان قد بدأ يقدم نفسه بعبدالرحمن وهو الاسم الذي اتخذه بعد إسلامه"، كما أوردت المقابلة.
وكان "داعش" قد ألقى القبض على كاسيج في تشرين الأول/ اكتوبر العام الماضي في دير الزور – شرق سوريا، حيث كان يعمل في مجال الإغاثة الإنسانية. وبعد أن سرح من الجيش الأميركي، قام كاسيج بتلقي تدريبات كممرض، وسافر إلى لبنان للتطوع في هذا المجال. وفي صيف عام 2013 انتقل إلى غازي عينتاب على الحدود التركية مع سوريا، وأنشا منظمة "الطوارئ الخاصة للمساعدة والإغاثة"، وهي منظمة غير حكومية تخصصت في مساعدة اللاجئين الهاربين من مناطق الحرب، بحسب "ديلي تلغراف".
ويقول هينين إن كاسيج جاء إلى سوريا مدفوعا بدوافع مثالية، ولأنه أراد المساعدة "وأعتقد أنه قام بأعمال جيدة قبل اختطافه، وكان حظه سيئا في هذا". وهو "نفس الظلم الذي لاقاه ألين هينينغ وغيره، أعني انهم كانوا يريدون مساعدة السوريين، وكانوا يتصرفون بنية حسنة".
وخلص هينين إلى أن "داعش" لم يكن مرتاحا لإسلام بعض الرهائن؛ لأنه فقد مبرر الإبقاء عليهم في السجن، ولكن إسلامهم لم يغير شيئا من طبيعة معاملتهم "بل قيل لنا إن الأمر بيد الله ليحكم على صدق إيمانكم". والفكرة هنا أن "داعش" يقتل المسلمين كل يوم، ومعظم ضحايا "داعش" هم من المسلمين.