أوضح الرئيس التركي، "رجب طيب
أردوغان"، أن أطرافا عدة بينها النظام السوري، تقف خلف أحداث الشغب التي شهدتها
تركيا مؤخرا، بذريعة الاحتجاج على هجمات تنظيم
داعش ضد مدينة عين العرب "
كوباني"، السورية ذات الغالبية الكردية.
وقال أردوغان خلال مراسم افتتاح عدد من المشاريع بولاية ريزة مسقط رأسه: "لا تقف منظمة بي كا كا الإرهابية الانفصالية، والحزب السياسي الذي يعمل في ظلها -في إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي- وحدهما خلف هذه الأحداث، بل تقف خلفها الأوساط المتورطة في كافة أشكال الفوضى بتركيا، إضافة إلى نظام الأسد الظالم الملطخة يداه بالدماء في
سوريا، كما تقف وراء هذه الأحداث وسائل الإعلام الدولية التي باتت معروفة، والكيان الموازي الذي يسعى لاستغلال أي فرصة لخيانة تركيا".
ودعا أردوغان الأسر الكردية في تركيا إلى الاهتمام بأبنائها كي لا يكونوا أداة بيد الذين يسعون لضرب استقرار البلاد، والذين لديهم حسابات قذرة، حسب تعبيره.
وشدد الرئيس التركي أنه "ستتم محاسبة الجبناء ممن يصفون أنفسهم بالسياسيين، ويحرضون الإرهابيين على النزول إلى الشوارع، مثلما ستجري محاسبة هؤلاء الإرهابيين".
وبخصوص الكيان الموزاي (جماعة فتح الله غولن)، المتهم بالتغلغل في أجهزة الدولة التركية، قال أردوغان: "من الآن فصاعداً سيتم تناول مسألة الكيان الموازي، وامتداداته داخل الدولة بشكل مختلف جداً بإذن الله، وسيكون موجوداً على أجندات عمل مجلس الأمن القومي، الذي سيلتئم نهاية الشهر الحالي، وسنتّخذ خطوات مختلفة بشأن ذلك، ونحن لا نسمح لأحد بأن يصبح بديلاً عن الدولة في تركيا".
ميدانيا، بدأ حزب العمال الكردستاني بإعادة مقاتلين إلى تركيا بسبب معركة كوباني الكردية السورية والتظاهرات الموالية للأكراد التي شهدت مقتل نحو 30 شخصا وتهدد عملية السلام مع أنقرة، كما اعلن احد قادتهم.
وقال جميل بيك، أحد أبرز القادة العسكريين في حزب العمال الكردستاني، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الألمانية نشرتها وسائل الإعلام التركية، "إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، سنقاتل دفاعا عن شعبنا. إن المهمة الرئيسية للحركة هي الدفاع عن الشعب".
وهزت تظاهرات عنيفة هذا الأسبوع تركيا وخصوصا في جنوب شرق البلاد حيث الغالبية من الأكراد، للتنديد برفض الحكومة الإسلامية المحافظة في أنقرة السماح للأكراد بتقديم المساعدة العسكرية في مدينة كوباني الكردية السورية التي يحاصرها جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية.
وأسفرت التظاهرات وأعمال العنف عن مقتل 31 شخصا وإصابة أكثر من 350 بجروح، بحسب حصيلة وزارة الداخلية التركية.
وأوضح جميل بيك "بما أن الحكومة تواصل نشر جنودها في جنوب شرق وشرق تركيا، قررنا التحرك".
ولم يوضح القائد في حزب العمال الكردستاني عدد المقاتلين الذين غادروا معقلهم في جبال قنديل أقصى شمال العراق للعودة إلى الأراضي التركية.
وفي إطار محادثات السلام التي بدأت في نهاية 2012 مع السلطات، أمر حزب العمال الكردستاني بتطبيق وقف إطلاق نار في آذار/مارس 2013 وبدا بعد شهرين بسحب قسم من قواته التي يقدر عددها الإجمالي بنحو خمسة آلاف رجل، من تركيا.
إلا أن هذا الانسحاب توقف منذ سنة لأن الأكراد يعتبرون أن السلطة لم تف بوعودها الإصلاحية لمصلحة الأكراد الذين يعدون نحو 15 مليون نسمة.
وحذر زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان أخيرا من أن سقوط كوباني سيعني نهاية عملية السلام.
ووعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببذل كل ما في وسعه لإنقاذ هذه المحادثات.